اجتماعات الجمعية العامة وإصلاح مجلس الأمن.. روسيا تدعو لعدالة التمثيل وحرمان الغرب من «حق التلاعب بالفيتو»
تشرين:
عادت مسألة توسيع مجلس الأمن الدولي لتحجز مساحة مهمة في النقاشات الدولية، وهو ما شهدته الاجتماعات الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 79، حيث جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تأييد بلاده للمساعي الدولية التي تصب في إطار توسيع مجلس الأمن الدولي، وقال: إن روسيا تؤيد السعي المشروع والقانوني من جانب الهند والبرازيل والدول الإفريقية للحصول على عضوية دائمة في المجلس.
وأضاف لافروف في مقابلة مع وكالة «تاس» الروسية عشية مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة: من الواضح أن البلدان النامية ممثلة تمثيلاً ناقصاً في مجلس الأمن الدولي، لذلك، كما قلنا دائماً، نؤيد المساعي والرغبة المشروعة للهند والبرازيل في الحصول على مقعد في هذا المجلس، ولكن في الوقت نفسه، لا بد من تلبية التطلعات الإفريقية، هناك مواقف جماعية مشتركة في إفريقيا ونحن نحترمها، وهذا هو الحجم الذي سنقتصر عليه في التوسيع.
وتابع لافروف: أي إن موقفنا يفترض وجود أماكن إضافية لآسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، ونحن على استعداد لأن تشمل هذه المقاعد الإضافية الأعضاء الدائمين، ولكن مرة أخرى، من الضروري التوصل إلى اتفاق عام، هذه العملية ليست سهلة، ولا أرى آفاقاً لإتمامها بالتعجيل والتسريع.
في وقت سابق، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن توسيع مجلس الأمن ممكن فقط من خلال ضم بلدان من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
ويشار إلى أن الولايات المتحدة، تدعم تخصيص مقاعد دائمة في المجلس لليابان وألمانيا والهند.
في الأسبوع الماضي، دعت روسيا لحرمان الغرب من إمكانية التلاعب بحق النقض «فيتو» في مجلس الأمن الدولي، وقال نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي: إن الولايات المتحدة «تصنف دول العالم إلى مجموعتين. الأولى تضم مالكي الكون، كما يعتبرون أنفسهم، ويحق لهم القيام بكل ما يرغبون فيه لتفعيل مصالح حكومة الولايات المتحدة، والثانية تضم باقي دول العالم.
وأضاف: الـ«فيتو» هو ليس امتيازاً بل أداة لمنع اتخاذ قرارات أحادية الجانب. الولايات المتحدة بالذات تستغله، مثلما كان مع قطاع غزة (الحرب الإسرائيلية الحالية عليه).
وتابع بوليانسكي: إضافة إلى ذلك، تمتلك الولايات المتحدة وحلفاؤها أغلبية المقاعد في المجلس وبإمكانهم استخدام الفيتو الخفي من خلال الضغط بواسطة العدد وعرقلة اتخاذ القرار دون استخدام الفيتو فعلياً..ولذلك نحتاج إلى إصلاح لمجلس الأمن الدولي. هذا سيحرم الغرب من الأغلبية العددية وإمكانية التلاعب بالمجلس.
وجاءت تصريحات بوليانسكي هذه رداً على المندوبة الأمريكية، ليندا توماس غرينفيلد، التي قالت بأن الولايات المتحدة تستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن لتفعيل مصالحها و«لا تعتزم تبرير ذلك».
ويوم أمس الثلاثاء، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إصلاح مجلس الأمن، لكنه لم يوضح كيفية القيام بذلك. وقال غوتيريش خلال الأسبوع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة: تم إنشاء مجلس الأمن الدولي على يد المنتصرين في الحرب العالمية الثانية. وكان جزء كبير من إفريقيا لا يزال تحت الحكم الاستعماري.
وأضاف: وحتى يومنا هذا، لا تتمتع إفريقيا بمقعد دائم في أكبر مجلس لحفظ السلام في العالم. هذا يجب أن يتغير. تماماً مثل الهيكل المالي العالمي الذي تم تأسيسه قبل 80 عاماً.