فردة حلم.. ملهاة كاريكاتورية بلون الخيبات
تشرين- مرهف هرموش:
ما زالت فصول مسرحية فردة حلم لفنان الكاريكاتور العالمي رائد خليل تفتح ستارتها على خشبة مسرح القباني، وتعطي العالم رؤية نقدية لشرائح مخذولة من العالم الواقعي، بعين ماسح أحذية، يكرر حلمه الشبيه بالكابوس في أروقة الأمم المتحدة، بمقاربة مع حذاء أحد المندوبين الدوليين في زمن سابق.. إضافة إلى حضور ( متثقف) مدعٍ، وحالم أضاع حلم السفر بين أروقة معاهد تعليم اللغات ومحلات الملابس المستعملة.. وممرض أراد أن يلحق طبيبه ليعطيه حقيبته و ليصف مجموعة من الأدوية التقليدية بصورة كاريكاتورية جميلة، لتأتي فتاة تلعب على أحلام ماسح الأحذية الذي يحلق في فضاء الأمل ليصحو على خذلان الكاميرا الخفية.
فردة حلم، مجموعة من لوحات كاريكاتور بتجربة فريدة، شاهدنا خلال 45 دقيقة مشاهد مسرحية تحمل غصة وألماً وأملاً وبسمة حزينة على شفاه المخذولين.
رائد خليل مؤلف ومخرج المسرحية، قال في تصريح لـ(تشرين): إن فردة حلم، رؤية تعكس واقع المهمّشين وكوابيسهم المتلاحقة التي ترجمها على الخشبة ماسح أحذية، فقد حاول النوم على أمل ألا يحلم بالكابوس القديم المتجدد الذي فقد ملامح أحبته فيه، وبات وحيداً على إشارة ضوئية يصحو مع صافرة شرطي المرور كل يوم.
وبرؤية أكثر سوداوية، رسم “خليل” صورة شاب ضاعت بوصلته أراد أن يعيش حياة “اليانكيز” في بلده، فيصحو على استغلال أبسط البسطاء ويذرف دمعة قهر على واقع يعيشه جيل بأكمله، وأمله الوحيد حقيبة سفر وموبايل حديث وخرائط جوجل.
أما لوحة المثقف، فهي إسقاط واع لما وصلت إليه ادعاءات حاملي العولمة في الجيوب، والمختفين خلف مظاهر الثقافة التقليدية الذين غرقوا بين شطين في هوة الجهل ومحاولة الحضور وتلميع الصورة التي باتت فاشلة أمام أبسط الناس.
وكشفت لوحة الممرض الذي أراد تقليد الطبيب بعد أن تبعه بحقيبته، أن الرؤية باتت محدودة، وتلخصت الألوان كلها بالأسود والبني وتلخص الطب بالأعشاب والتحاميل المنعشة بنكهة الليمون والشطّة.
لتأتي مأساة ماسح الأحذية على يد “بلوغر” تلعب على التريند وتحمل أحلامه إلى بطولة هوليوودية ليصحو على ستوب كادر في الكاميرا الخفية.
فردة حلم، لوحة تستنفر العقل لأن الفردة بـ1000 والثلاث بـ3000 وهو العرض الأكبر في المسرحية بكل دلالات المعنى.. إضافة إلى غياب الحياة في إطارات الصور التي فقدت ملامحها.. وحضور لكابوس متجدد كل يوم ولتكون الرؤية المبتكرة حاضرة بأن الكاريكاتور بكل عبثيته والفانتازيا التي تحيط به من الممكن أن يغادر الورق إلى الخشبة أو اللوكيشن ويكون فناً شاملاً تلعب فيه التناقضات أدوار البطولة المطلقة في ظل انكماش الملامح وهروبها من الواقع.