سورية تحذر من أن استمرار استهتار كيان الاحتلال الإسرائيلي بالقوانين الدولية وعدم انصياعه للقرارات الأممية قد يقود إلى إشعال المنطقة برمتها
حذرت سورية من أن استمرار استهتار كيان الاحتلال الإسرائيلي بالقوانين الدولية، وعدم انصياعه لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، ولدعوات الدول الأعضاء لوقف اعتداءاته ومجازره قد يقود إلى إشعال المنطقة برمتها، وتهديد السلم والأمن الإقليميين والدوليين، مؤكدة أن تلك الاعتداءات لن تثني شعوب المنطقة عن التمسك بخياراتها الوطنية ونضالها لتحرير أرضها المحتلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وفيما يلي بيان سورية الذي ألقاه المندوب الدائم السفير قصي الضحاك خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم حول الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية: تبرز أحداث الأيام الماضية أن مجرمي الحرب في كيان الاحتلال الإسرائيلي قد قرروا المضي في اعتداءاتهم الدموية لإشعال المنطقة والزج بها في أتون حرب واسعة مستفيدين في ذلك من الدعم الأمريكي اللامحدود على حساب السلم والأمن الدوليين وأرواح ودماء الأبرياء.
لقد اقترف كيان الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام جريمة بشعة جديدة تمثلت بعدوانه الغادر على بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل منذ عام 1967 ما أسفر عن استشهاد 12 طفلاً سورياً وإصابة عدد من المدنيين السوريين.
وقد سعت سلطات الاحتلال لتحميل المقاومة الوطنية اللبنانية المسؤولية عن ذلك الاعتداء الآثم في محاولة فاشلة للتغطية على هذه الجريمة النكراء، وإيجاد الذرائع لشن المزيد من أعمال العدوان على دول المنطقة.
ترفض سورية جملة وتفصيلاً الأكاذيب التي تضمنتها الرسالة الموجهة مما يسمى وزير خارجية الكيان الإسرائيلي إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام بتاريخ الـ 29 من تموز الجاري، وتؤكد بلادي أن الجولان العربي السوري المحتل كان ولا يزال أرضاً سورية، وهو الأمر الذي أكدت عليه جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار رقم 497 لعام 1981.
وتشدد سورية على أن أهلنا في الجولان هم مواطنون عرب سوريون كانوا وما زالوا وسيبقون جزءاً أصيلاً من الشعب السوري، وهم متمسكون بانتمائهم لوطنهم سورية وبهويتهم الوطنية، ويرفضون الاحتلال الإسرائيلي ويتطلعون لإنهائه ووضع حد لممارساته الإجرامية بحقهم، وهو ما أكده مجدداً طردهم لمجرمي الحرب الإسرائيليين الذين حاولوا المتاجرة بدماء أطفالنا في مجدل شمس إثر العدوان.
تؤكد سورية مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي عن الجريمة النكراء التي شهدتها بلدة مجدل شمس، والتي وظفتها “إسرائيل” لمواصلة اعتداءاتها على دول المنطقة.
وتجدد بلادي التأكيد على أنه لا يحق لكيان محتل ممارسة الحق في الدفاع عن النفس وفقاً للمادة الـ 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وهو ما أكدته محكمة العدل الدولية.
كما أنه لا يمكن لعاقل أن يصدق مزاعم سلطات الاحتلال بالدفاع عن أهالي الأراضي العربية المحتلة في حين أنها ترتكب بحقهم أبشع الانتهاكات.
في هذا السياق، تجدد سورية الإعراب عن رفضها وإدانتها للتصريحات الأمريكية التي تبرر الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري بذريعة أهميته لأمن “إسرائيل”، وتؤكد أن حفظ السلم والأمن الدوليين يستوجب عدول الإدارات الأمريكية عن سياساتها الهدامة وتوقفها عن منع مجلس الأمن من النهوض بولايته وفقاً للميثاق.
ارتكب الكيان الصهيوني فجر اليوم جريمة جديدة وعدواناً إرهابياً في العاصمة الإيرانية طهران، أدى إلى استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية إسماعيل هنية.
إن هذا الاغتيال يعبر عن عقلية الاحتلال، ويمثل الرد الإسرائيلي على ما يسمى “خطة بايدن” التي تم تضمينها في قرار مجلسكم رقم 2735 المقدم من قبل الوفد الأمريكي.
سبق ذلك ارتكاب كيان الاحتلال الإسرائيلي عدواناً إرهابياً آخر استهدف مساء أمس مبنى سكنياً في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت، وأسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء، من بينهم امرأة وطفلان، وإصابة عشرات المدنيين من أهالي هذا الحي المكتظ بالسكان.
تدين سورية بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيها، وعلى سيادة إيران ولبنان وغيرهما من دول المنطقة، وتعرب عن تضامنها الكامل مع هذه الدول الشقيقة في مواجهة ما تتعرض له من اعتداءات إسرائيلية آثمة.
تحذر سورية من أن استمرار استهتار الكيان الإسرائيلي بالقوانين الدولية، وعدم انصياعه لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، ولدعوات الدول الأعضاء في منظمتنا لوقف مجازره قد يقود إلى إشعال المنطقة برمتها، وتهديد السلم والأمن الإقليميين والدوليين.
بالتزامن مع الاعتداءات الإسرائيلية الهيستيرية على دول المنطقة، تتواصل معاناة أهلنا في قطاع غزة جراء إمعان الكيان الإسرائيلي في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية لمدة عشرة أشهر، والتي لم تترك منزلاً، أو مشفى، أو مدرسة، أو طفلاً، أو امرأة، أو عاملاً إنسانياً، أو طاقماً طبياً، أو مراسلاً إعلامياً إلا واستهدفته بما في ذلك المئات من موظفي وكالات الأمم
المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية الإنسانية.
إن مجرمي الحرب الإسرائيليين ما كانوا ليمعنوا في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لولا الدعم الأمريكي اللامحدود والنفاق وازدواجية المعايير التي تمارسها بعض الدول الغربية التي انخرطت في حرب “إسرائيل” على الشعب الفلسطيني، وصمتت عن المطالبة بمساءلة مجرمي الحرب الإسرائيليين عن جرائمهم، لا بل فتحت لهم أبوابها وقابلتهم بالتصفيق والهتاف.
تطالب بلادي سورية مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته الأساسية في إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والتحرك بشكل فوري لوضع حد لها ومنع تكرارها ومساءلة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
وتؤكد سورية على أن تلك الاعتداءات لن تثني شعوب المنطقة عن التمسك بخياراتها الوطنية، ونضالها لتحرير أرضها المحتلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرارات 242، و338، و497.