الباحثون عن الحياة
يا هموم الناس.. يا كثباناً من الرمال فوق أكتاف المتعبين في صحارى الفقر والهموم والتعب.. ! كلما لاحت بالأفق أضواء وبارقات أمل عن انتعاش وتحسن.. تطالعنا الظروف والمتغيرات والوقائع بما لا يخطر على بال من حروب وكوارث وتداعيات، والكل يستغل ويركب موجة الغلاء برياح أسعار لافحة تطيح بأبسط مستلزمات الحياة كما تطيح بالآمال والتوقعات!
يقال؛ إياكم والسخرية من المهموم والموجوع والمتعب.. واليوم حال الأكثرية لا يخفى على أحد ..
لكن الأمل موجود وثمة من يعمل للتخفيف من معاناة المتضررين من الكوارث ولاسيما الزلزال، حيث أجرى مجلس إدارة الصندوق الوطني لدعم المتضررين من الزلزال خلال اجتماعه مؤخراً تتبعاً لسير عمليات الدعم المقدمة للمتضررين من الزلزال وناقش إطلاق عمليات دعم لشرائح جديدة من المتضررين.
ونتفق مع الجهات الحكومية والأهلية والمنظمات الدولية أن تقديم الدعم للمتضررين في مختلف المجالات يحتاج بذل مزيد من الجهود المشتركة لمختلف الجهات المعنية وصرف المبالغ الموجودة لدى الصندوق للمستحقين بشكل عاجل وبكل كفاءة وعدالة، ولاسيما بما يتعلق بموضوع دعم المتضررين من الزلزال والقرارات التي صدرت عن مجلس إدارة الصندوق للتعويض عليهم وتأمين مساكن بديلة وضمان الوصول إلى جميع المتضررين.
وحسب الأرقام الرسمية، فإن إجمالي عدد المتضررين في كافة الشرائح A وB وC بلغ 3374 متضرراً في محافظات حلب واللاذقية وحماة، وتقدم 1617 متضرراً منهم بطلب الحصول على الدعم وتلقى نحو 1124 متضرراً الدعم بقيمة وصلت إلى نحو 117 مليار ليرة سورية.
ولعل من المبادرات المهمة بهذا الشأن قرار المجلس منح متضرري الزلزال من الشريحة CB تعويضاً نقدياً بواقع 40 مليون ليرة سورية وذلك للمتضررين في المناطق الريفية خارج مراكز المدن كبديل عن الاكتتاب على مساكن بديلة لدى المؤسسة العامة للإسكان. والبدء بتسليم الشقق الجاهزة المكتتب عليها لأصحابها خلال أيام قليلة.
وكما هو قدر الدول التي تتخبط في محيط الظروف الصعبة لابد من الحل، والحلول دائماً تنطلق من الاستفادة من كل شخص قادر على العمل، ونقول على سبيل المثال هناك الكثير من الأراضي الزراعية التي تحتاج الاستثمار والكثير من المهن والأعمال التي ترفد السوق المحلية بالمواد الأساسية، أضف إلى ذلك أن إزالة الأنقاض وإعادة البنية التحتية تحتاج جيشاً من العمال.. وبالمقابل حبذا لو تقوم الجهات المعنية بتخصيص مكاتب تشبه النافذة الواحدة لتسهيل هذه الأعمال ومنح التراخيص والموافقات وإعداد الخطط, والبدء بأفكار تضخ الحياة وتسهل العمل على أرض الواقع.