فلسطين التي ذهبت سترجع مرة أخرى

تشرين- وصال سلوم:

كيف يمكن لكلمة ألا تموت؟
حين تصير قصيدة.. فكيف إن كانت القصيدة من شاعر مقاوم وغناها كبار المطربين!!
تتزامن هذه الأيام وذكرى رحيل الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد الذي ولد في غزة الجريحة اليوم والمكلومة منذ شباب شاعرنا الذي عاصر الاحتلال وذاق وأهله مرارة العيش تحت نير الاستيطان الإسرائيلي وقبله الاستعمار البريطاني بذلهما وبشاعة سطوتهما، فكانت صور التهجير القسري وقتل المدنيين والعزل، شرارة حاضرة أمام عينيه أشعلت نيران الغضب في صدره وحرضت مخزونه اللغوي المقاوم ليقول الشعر ويمتهن الصحافة والأدب والسياسة، ويساند قضية شعبه المقاوم، الذي احتلت أرضه وهدمت بيوته والكثير من عوائله ترملت وثكلت نسائه ويتم أطفاله واعتقل وهجر شبابه..
فكان هارون بحق الصوت الفلسطيني الصادق الذي صدح على المنابر شعراً ونثراً في المسارح وشاشات التلفاز وأثير الإذاعات.. حمل همومه كفلسطيني مقاوم، وهموم القضية الفلسطينية حتى وصلت المحافل الدولية.
هارون هاشم رشيد الاعلامي والأديب والشاعر، والمعلم أيضاً، حيث بدأ حياته المهنية معلماً في غزة ومن ثم امتهن الاعلام فكان رئيس المكتب الاعلامي لصوت العرب المصرية في غزة، والمشرف الاعلامي لمنظمة التحرير الفلسطيني عن قطاع غزة، وبعد سقوط غزة تحت نير الاحتلال كانت القاهرة الوجهة والمقصد، وعين رئيساً لمكتب منظمة التحرير فيها، ومن ثم أصبح المندوب الدائم لفلسطين في لجنة الإعلام العربي واللجنة الدائمة للشؤون المالية والإدارية بالجامعة العربية.
ومع عمله الاعلامي والسياسي، أصدر ٢٢ ديواناً شعرياً وأربع مسرحيات شعرية والعديد من المسلسلات والسباعيات التي كتبها لإذاعة صوت العرب المصرية وعدد من الإذاعات العربية والعديد من الدراسات.
وفي كل أعماله الأدبية كانت القضية حاضرة حضوراً رئيسياً وطوع اللغة لتناصر القضية وتلفظ المحتل وسياسة الاحتلال المجرم، وتأثر الشارع العربي بشعره ولحنت وغنت قصائده السيدة فيروز، وكبار المطربين العرب امثال، فايدة كامل، ومحمد فوزي، وكارم محمود، ومحمد قنديل، ومحمد عبده، وطلال مداح.

«سترجع مرة أخرى» أو «أنشودة العودة»
قصيدة غناها ولحنها الموسيقار محمد فوزي

مطلعها
«أخي مهما ادلهم الليل سوف نطالع الفجر، ومهما هدنا الفقر، غداً سنحطم الفقر، أخي والخيمة السوداء قد أمست لنا قبراً، غداً سنحيلها روضاً ونبني فوقها قصراً».
قصيدة مؤلفة من أحد عشر بيتاً والخاتمة فيها تقول: «فلسطين التي ذهبت سترجع مرة أخرى».
ولاقت الأغنية شهرة وحضوراً استثنائياً في الأوساط الأدبية وذائقة الشارع العربي ولقب شاعرنا بشاعر العودة.
وغنت المطربة فايدة كامل قصيدته “لن ينام الثأر” التي قال فيها:
لن ينام الثأر في قلبي وإن طال مده.. لا ولن يهدأ في قلبي لظاه
صوت أمي، لم يزل في مسمع الدنيا صداه.. وأبي ما زال في قلبي وروحي نداه
أن تقدم، ثابت الخطو إلى الحق تقدم.. وتقحم حالك الأهوال
سوف تطويك االليالي السود إن لم تتعلم.. كيف تطفي غلة الثأر بنيران ودم
وبعد عدوان ١٩٥٦ غنى احدى قصائده المطرب محمد قنديل والتي تقول:
«غزة.. غزة.. إحنا فداها، أرض العزة ما أغلاها، غزة غزة ما حننساها».
هارون هاشم رشيد الشاعر المقاوم، الذي استطاع التأثير بالشارع العربي فحفظ شعره وغنى قصائد لدرجة أن علقت لافتة كبرى في مخيم البريج كتب فيها بيتاً من قصيدته «فلسطين التي ذهبت سترجع مرة أخرى»
حتى إن مسحراتي رمضان في قطاع غزة كان يوقظ الصائمين كل ليلة بآخر أبيات قصيدته، «فلسطين التي ذهبت سترجع مرة أخرى»
فسلاما لروح قائلها في ذكرى رحيله والعوض بسلامة شعب مقاوم لتصير فلسطين حرة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار