ارتفاع أسعار الألبسة الجاهزة يحيي مهنة تدوير الملابس وإصلاحها فرصة عمل جديدة للكثير من النساء يقيهنّ شَّر السؤال

طرطوس ـ وداد محفوض:

انتعشت مهنة الخياطة في طرطوس بشكل واسع في الآونة الأخيرة بسبب ظروف الحرب القاسية والتي أنتجت الكثير من الفقر والغلاء الذي طال كل السلع ومنها الملابس الجديدة التي لم يعد يستطيع كثيرون شراءها وأصبح امتلاكها من الكماليات بالنسبة إليهم، فظهرت مهنة تدوير الملابس القديمة من أجل جعلها صالحة للاستعمال مرة أخرى بموديلات جديدة ومقاسات مناسبة.

“تشرين” في استطلاع لها حول إعادة إحياء هذه المهنة بينت الخياطة ربيعة محمد البالغة 45 عامًا أنها تحاول نشر ثقافة الاستفادة من الملابس المستعملة بين أهلها وجيرانها محدودي الدخل أو الفلاحين في قريتها التابعة للشيخ بدر، مؤكدة أنها تقضي معظم وقتها في تدوير الملابس على ماكينتها القديمة، وتصمم مختلف الموديلات الحديثة لحبها لمهنتها “الخياطة والتفصيل” ومراعاتها لظروف الناس، ونوهت بأن الأجرة التي تتقاضاها من إعادة تفصيل الملابس القديمة تعدّ رمزية ومن دون الحد الأدنى من التعب، لكنها ترى أن هذا الأجر تشجيعي ومقبول نظراً إلى الأوضاع الصعبة وكل قطعة لها أجرها حسب ما تحتاجه من إصلاح أو إعادة تفصيل وبذلك تستقطب عددًا أكبر منهم وتجني ما يكفيها وعائلتها للعيش باكتفاء ويسر . .

نسمة طالبة في الجامعة لديها شغف في الخياطة وتحويل اللباس إلى حقائب أو ستر أو أشياء أخرى، مما يحضره الزبائن من ملابس قديمة فتقوم بإعادة تدويرها بإضافة لمساتها الفنية من العبارات التي تكتبها أو إكسسوارات تضفي على القطع المصنوعة جمالًا ، وتضيف أن هناك أقمشة من البالة ما زالت في حالة جيدة، تقوم بتحوّلها إلى حقائب أو محافظ وتبيعها إما مباشر عبر متجر خاص بعائلتها في سوق طرطوس للصناعات اليدوية أو عبر الترويج الإلكتروني عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي لزيادة البيع والربح.

وبينت أمل جاموس (32 عاماً) زوجة وأم لولدين أنها لم يسبق أن عملت في الخياطة، لكن قررت ممارستها بعدما اكتشفت أهمية المهنة في تلبية احتياجات المجتمع المحيط بها وبحثهم عن شخص في هذا المجال يساعدهم في تصليح ألبستهم.
فتعلمت أمل مهنة الخياطة خلال أشهر قليلة من خلال اتباعها دورات في صافيتا حيث تسكن ونوهت بأنها اتقنت المهنة بسرعة لأنها بحاجة للعمل لأن زوجها يعاني من البطالة وقلة الفرص والأجر المتدني.
واستطاعت أمل أن تطلق مشروعها البسيط بعدما اشترت ماكينة خياطة مستعملة استدانت ثمنها من جارتها قبل أن تسدده بعد فترة وجيزة إثر نجاح المشروع مضيفة في البداية كنت أدور الملابس المستعملة لجاراتي مجاناً، ضمن مرحلة عدّها تجريبية كي أطوّر مهاراتي وأكسب زبائن. وساعدني ذلك في المضي قدماً بالمهنة للوصول إلى الشكل المثالي.
وأكدت مديرة معهد الثقافة الشعبية في طرطوس المهندسة هبة حمدان أن المعهد يقيم دورات تعليمية وتدريبية في فنون الخياطة والأزياء والكروشيه على مدار العام بمعدل كل 3 أشهر دورة تدريبية بأسعار رمزية 24ألف لكامل الدورة يتخرج فيها المتدربون بشهادة يستطيعون من خلالها ممارسة هذه المهنة.
وعن إقبال المتدربين أشارت حمدان إلى أنّ الأعداد كبيرة ويتم تدريبهم على أيادي حرفيين متخصصين بالخياطة وفنون الأزياء بخبرة كبيرة.
ونوهت بأنه في المراكز الثقافية في بانياس وصافيتا والشيخ بدر والقدموس تقام دورات تعليمية وتدريبية في الخياطة والأزياء بأسعار رمزية وإقبال لا بأس به.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار