بايدن انتهى والديمقراطيون بلا خيارات مقنعة.. ترامب يحتفل بـ«حصانته الرئاسية» فهل طريق البيت الأبيض بات مفتوحاً أمامه؟
تشرين- هبا علي أحمد:
لا تبدو الولايات المتحدة الأمريكية في أفضل أحوالها ليس خارجياً فقط حيث تفقد هيمنتها شيئاً فشيئاً على المستوى العالمي وفي مجمل الملفات الدولية، وإذا قاربنا الأمر فإنها تحاول عبر العدوان الإسرائيلي على غزة إعادة ترتيب المنطقة بما يضمن بقاء تلك الهيمنة عبر صيغٍ وتفاهمات من نوع ما، هذا خارجياً، لكن ماذا تستطيع الولايات المتحدة بشأن أوضاعها الداخلية التي لا نبالغ إن قلنا بالكارثية وغير مسبوقة في تاريخها، والتي بدأت أساساً منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وسرت مع «الخرِف» جو بايدن وربما تعود بعده إلى ترامب ما يعني أنّ واشنطن أمام حالة شعبوية.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل والأداء الذي وصف بالكارثي لبايدن الديمقراطي مقابل ترامب الجمهوري فُتحت سجالات جديدة حتى داخل الحزب الواحد أي الديمقراطي الذي يتجه إلى التبرؤ من مرشحه أي بايدن ولاسيما بعد المناظرة الأولى وما أفرزته من واقع أنّ من سيقود «أمريكا العظمى» ليس إلّا خِرفاً أو مجنوناً وفي كلتا الحالتين فإن مستقبل الولايات المتحدة يبدو ضبابياً، ليس ذلك فحسب قد نشهد سيناريوهات ربما غير متوقعة ولا يُستبعد أنّ ينقلب الحزب الديمقراطي على بايدن.
ومن ضمن السجالات تبرز تبرئة دونالد ترامب، إذ أصدرت المحكمة العليا الأمريكية قراراً يمنح ترامب «حصانة جزئية» من الملاحقة القضائية – على خلفية تهم موجهة له من بينها اقتحام مبنى الكابيتول في كانون الثاني 2021- بصفته رئيساً سابقاً.
مستقبل الولايات المتحدة يبدو ضبابياً وقد نشهد سيناريوهات غير متوقعة
سجالات ما بعد القرار
صحيح أن الحكم الصادر عن القضاة المحافظين الستة في المحكمة يُعد ضربة قوية للقضية الجنائية الفيدرالية المرفوعة ضد ترامب، والتي تتهمه بمحاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية 2020، كما أنّه لم يحصل على الحصانة الكاملة التي سعى إليها هو ومحاموه، إلّا أنه حصل على أكثر مما يكفي لتحقيق هدفه المتمثل في تأجيل محاكمة أخرى إلى ما بعد الانتخابات المقبلة.. لكن في الواقع إذا طابقنا الحكم مع مجريات الانتخابات نجد أن إحدى الطرق لتمهيد الطريق الرئاسي أمام ترامب وربما هذا مَرْضي عنه ديمقراطياً بشكل غير مباشر. صحيح أن الحزبين في إطار التنافس الدائم لكنَّ الحدثَ الأمريكي هذه المرة استثنائيٌ ومفتوحٌ على جميع الاحتمالات والسيناريوهات كما أشرنا سابقاً، كما أنّ الوقت يضيق على اختيار مرشح آخر وضمان الفوز للديمقراطيين، ولاسيما أنّ اختيار بديل لبايدن سينطوي على مخاطر سياسية، ورغم تردد اسم نائبته كامالا هاريس لخلافته في السباق الرئاسي إلّا أنها لا تحظى بالقبول داخل الحزب في الوقت ذاته، ما يعنى أنّ قبولها إن تمّ سيكون اضطرارياً، لكن إلى أي حد يضمن الديمقراطيون الفوز لها؟
وبشأن قضية انقلاب الديمقراطيين فقد ألمح إلى ذلك الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون قائلاً: ممثلو الحزب الديمقراطي سيستبدلون الرئيس الأمريكي جو بايدن بمرشح آخر للمشاركة في الانتخابات الرئاسية.. انتهى بايدن، يمكنني المراهنة على ذلك.
وأضاف: يعتقد الكثير من الديمقراطيين البارزين أن بايدن يعاني من تلف في الدماغ، ويرون أنهم بحاجة إلى استبداله ولن يتراجعوا، وسوف يفعلون ذلك، والسؤال هو: متى بالضبط، إذا كانوا أذكياء فسوف يفعلون ذلك على الفور.
بيان بايدن جدير بالازدراء وخطير متهماً الرئيس بمحاولة تقويض المحكمة العليا
وفي وقت سابق، أكد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك أن المناظرة الرئاسية بين المرشحين جو بايدن ودونالد ترامب مجرد ذريعة لاستبدال الرئيس الأمريكي الحالي بمرشح آخر من الحزب الديمقراطي.
على العموم أثار قرار المحكمة حفيظة بايدن الذي قال: قرار المحكمة العليا في البلاد القاضي بمنح الرئيس السابق دونالد ترامب حصانةً من الملاحقة القضائية يُعدّ سابقةً خطيرة، ويقوّض سيادة القانون، مضيفاً: قبل 4 سنوات، ترامب وجّه مجموعةً من المجرمين الذين هاجموا مقر السلطة، كما نادوا بشنق نائب الرئيس، والآن من الصعب أن يعرف الشعب ما حدث في 6 كانون الثاني 2021، مطالباً الشعب الأمريكي بأن يعارض قرار المحكمة العليا، وأن يحدّد ما إذا كان اعتداء ترامب على الديمقراطية يجعله مناسباً للرئاسة مجدداً، معتبراً أنّ القرار يشجع ترامب على فعل ما يحلو له، ومُشيراً إلى أنّ الأميركيين عليهم أن «يصدروا حكماً – كان يجب أن تصدره المحكمة – على تصرفات ترامب».
في المقابل، ندّد فريق حملة بايدن الانتخابية بقرار المحكمة، قائلاً: ترامب فقد عقله بعدما خسر انتخابات 2020، وشجّع عصابة على قلب النتائج، وهو يعتقد أنّه فوق القانون ومستعد للقيام بأي شيء من أجل الوصول إلى السلطة والبقاء فيها، في حين من جانبه، احتفل ترامب بالحكم في موقع التواصل الاجتماعي المملوك له «تروث سوشيال»، قائلًا: «إنّه لفوز كبير لدستورنا وديمقراطيتنا. فخور بأن أكون أميركياً»
وعلًق رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، الثلاثاء، على بايدن، بعد حكم المحكمة العليا التاريخي الذي اعترف لأول مرة بشكل ما بحصانة الرئيس السابق دونالد ترامب من الملاحقة القضائية، قائلاً: بيان بايدن جدير بالازدراء وخطير متهماً الرئيس بمحاولة تقويض المحكمة العليا.
وكان من المقرر أن تجري محاكمة ترامب في قضية الانتخابات في 4 آذار الماضي، ويواجه ترامب تهمة بالتآمر للاحتيال على الولايات المتحدة والتآمر لعرقلة إجراء رسمي هو جلسة الكونغرس في 6 كانون الثاني 2021 التي عُقدت للمصادقة على فوز بايدن في الانتخابات، كما أنه متّهم بالتآمر لحرمان الأميركيين من حق التصويت وبأن يتم فرز أصواتهم، ويبذل ترامب الذي يواجه أربع قضايا جنائية كل ما في وسعه لتأخير المحاكمات إلى ما بعد الانتخابات على الأقل.
منح ترامب حصانة جزئية ضربة قوية للقضية الجنائية الفيدرالية المرفوعة ضده ويمهد الطريق الرئاسي أمامه بشكل كبير
يُذكر أنّ المحكمة العليا الأميركية قضت بأنّ ترامب يمكنه المطالبة بالحصانة من الملاحقة القضائية في ما يتعلق بالأعمال الرسمية كرئيسٍ فقط، ولكن لا يزال من الممكن أن يواجه المحاكمة بسبب أفعاله الشخصية غير الرسمية، مُمدّدةً تأجيل القضية الجنائية ضده بالتآمر لتخريب الانتخابات الرئاسية عام 2020.
وأحالت المحكمة العليا قضية حصانة ترامب إلى محكمةٍ أدنى في واشنطن، ما يقلل احتمالات إجراء محاكمة قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع انعقادها في تشرين الثاني المُقبل.
المناظرة الرئاسية بين بايدن و ترامب مجرد ذريعة لاستبدال الرئيس الأمريكي الحالي بمرشح آخر من الحزب الديمقراطي.
وكانت المحكمة العليا الأميركية، أعلنت في شباط الماضي الموافقة على النظر في طلب ترامب الحصول على حصانةٍ رئاسية من الملاحقة القضائية في قضية تخريب انتخابات 2020 الرئاسية.