اختلال ديالكتيكي

تشرين- ادريس هاني: 

بين التناقض الصريح والتناقض الملتبس، حكاية هذا الاختلال الديالكتيكي، المسؤول عن اشتباك مغشوش بين الأطروحة ونقيضها، وهي واحدة من الأسباب المسؤولة عن سيادة التفاهة في الموقف والقرار في بيئة تعيش على سبيل الحركة الفوضوية لا الحركة التي تنتج تحولاً حقيقياً، هذا ما سأحاول تحليله بعد تأمل علمي في تخبط الوضع العربي، في أنظمة محكومة بالتبعية الصريحة أو المقنعة، وهيئات مجتمع مدني انتهازية تعيد إنتاج الاختلال في الرؤية والوعي، وتشوش على الحركة الجوهرية للمجتمع، سيكولوجيا محكومة بتداعيات عقدة حقارة، سيكولوجيا الثأر والتآمر والخسة، كما سنعالج صعود نجم الشعبوية والصعلكة السياسية والشعور الدافق بالخواء التاريخي، بنية عاجزة عن الانعتاق والتحرر ، تراجع النخبة، فتح المجال للرعونة السياسة الكئيبة، انحطاط الغريزة الثقافية، وصعود نجم الحرفشة. حين يغيب المثقف يحل خنزب التسطيح والانتهازية، المافيا بنكهة أعرابية، التحليل الابستيموبوجي والسوسيولوجي للقوادة السياسوية، دق ناقوس الخطر حتى لا تدك التفاهة مكاسب انتصاراتنا، خطاب يزعج الحرافيش بلا شك، وهو ما يؤدي لتشكيل جبهة الاستقراد الثقافي كجيب في خاصرة الأمة يقاوم النقد الجذري، واصطفاف التفاهة ضد العلم والمروءة والمبدأ، كيف نستطيع تقويض لعبة الكلاب الضالة في متاهتنا العربية وتمزق هويتها الحضارية، ماذا عن مصير وعينا الجماعي…؟

 

كاتب من المغرب العربي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار