من إعلام العدو محلل إسرائيلي: لن يتغير شيء من دون إزالة بنيامين نتنياهو
تشرين ـ غسان محمد:
مع تصاعد الانقسام والصراعات الداخلية في الكيان الإسرائيلي، كتب المحلل في صحيفة “معاريف” ران أدليست، أن سياسة الحكومة الإسرائيلية تؤدي إلى حقيقة واضحة؛ هي أن “إسرائيل” تمر بفترة عصيبة، عنوانها العريض عزلتها على الساحة العالمية، والحل الوحيد هو إسقاط نتنياهو وإبعاده عن المشهد السياسي.
وأضاف المحلل أن المظاهرات المناهضة لـ”إسرائيل” في جميع أنحاء الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم، في فرنسا ولندن وأفريقيا الصين واليابان، ليست معادية للسامية وفق المقولة المتأصلة في الثقافة الإسرائيلية، وإنما سببها هو سياسة الحكومة الإسرائيلية التي وضعتنا في خضم عملية الطرد من أسرة العالم على الصعيد الثقافي والأكاديمي والعلمي وعلى صعيد الفضاء العام.
وتابع المحلل؛ إن التقارير الواردة من غزة على ضوء استمرار الحرب، تجعل كل إسرائيلي ويهودي مشاركاً في هذا الخراب والدمار، والمعلومات والأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام العالمية عن أعداد الأطفال الفلسطينيين القتلى، ليست بدافع العداء للسامية، بل هي أخبار حقيقية، ومن الأحداث البارزة، ما حدث في الأيام الأخيرة في مستشفيين في غزة حيث تم اكتشاف مقابر جماعية ومئات الجثث. بالتالي، فإن كل الأدلة والتقارير تشير إلى اتجاه واحد وحتمي: المحكمة الدولية لجرائم الحرب في لاهاي، فالمقابر الجماعية ستغذي الاحتجاجات ضد “إسرائيل” وحملة المقاطعة العالمية، وفي الحرب الحالية قد يصبح التأثير مجرد غبار لما حصل في مخيمي صبرا وشاتيلا خلال حرب لبنان عام 82.
ورأى المحلل أدليست، أن المأساة هي أن الاحتجاجات ضد “إسرائيل” في العالم تتغذى من حركة الاحتجاجات المحلية لسياسة الحكومة الإسرائيلية في غزة، فهذه الحكومة هي سبب كل الفوضى الحالية، ومع ذلك، فإن المقاطعة العالمية لا تزعج على ما يبدو أعضاء الحكومة، الذين يتصرفون وفق نمط وسلوك العصابات الإجرامية، وبالنسبة لهم، الجميع مجرم، وحين تكون “إسرائيل” مصابة بالجذام في العالم، فهذا بمنزلة نصر استراتيجي.
وشدد المحلل على أن التهديد الأعظم الذي يواجه اليوم وجود “إسرائيل”، ينبع من الخوف من عجز جمهور الديمقراطيين الليبراليين عن تنظيم احتجاج فعّال بالقدر الكافي الذي قد ينجح في تفكيك التحالف الحكومي الحالي، قبل أن ينجح في تفكيكنا، لذلك، من الواضح أنه من دون إزاحة بنيامين نتنياهو، لن يتحرك ولن يتغير شيء هنا، لذلك، يجب ان نقول وداعاً يا بيبي، ونصع في الاعتبار أن الضربة الأخيرة التي ستنقذنا من أنفسنا ستأتي من جو بايدن.
وختم المحلل قائلاً: هناك عدد كبير من القتلى، بينهم حوالي 15 ألف طفل فلسطيني، ومجاعة جماعية وشعور بأن الجيش الإسرائيلي يتصرف بطريقة هيستيرية، ويطلق النار على كل من يتحرك، بمن في ذلك المتطوعون الغربيون في منظمة الإغاثة، وكل هذا خلق حالة عدائية في الولايات المتحدة والعالم، ورفع موجة العداء الحالية إلى أبعاد التسونامي.