غابت “المحليّة” فحضرت “المصرية” على استحياء.. أسعار البطاطا على ارتفاعها حتى يحين موعد “الربيعيّة”
درعا – عمار الصبح:
حافظت أسعار البطاطا في أسواق محافظة درعا على ارتفاعها ليصل سعر الكيلو إلى نحو 10 آلاف ليرة، وذلك بالرغم من التوقعات التي أطلقها البعض حول انخفاض أسعار المادة بالتزامن مع استجرار البطاطا المصرية، وسط مؤشرات على استمرار هذا الارتفاع خلال الفترة القليلة القادمة.
تجار أكدوا أن أسباب ارتفاع المادة هي قلة العرض في السوق، فالكميات التي تصل، سواء من الإنتاج المحلي (ما تبقّى من البطاطا الخريفية) أو البطاطا المصرية المستوردة، لا تغطي سوى جزء بسيط من حاجة السوق، معربين عن اعتقادهم بأن تحافظ الأسعار على مستوياتها المرتفعة على الأقل إلى أن يتم موعد جني موسم البطاطا الربيعية ذات الإنتاجية العالية، والتي من المتوقع أن تبدأ بواكير إنتاجها في المحافظة نهاية الشهر الجاري، وهو ما سيسهم في عودة أسعار المادة إلى مستوياتها الطبيعية.
وحول ما يثار عن احتكار تجار للمادة وتخزينها لرفع أسعارها، أشار تاجر إلى أن هذا الأمر قد يكون وارداً، ولكن ليس من قبل تجار في المحافظة، فضلاً عن أن هذه الفترة ليست موعداً مناسباً للتخزين – حسب رأيه – فإنتاج العروة الخريفية التي انتهت قبل فترة غير قابل للتخزين لفترات طويلة، كما يحدث عادة مع محصول العروة الربيعية القابلة للتخزين، لافتاً إلى أن الكميات الواصلة إلى الأسواق من البطاطا المصرية لا تزال قليلة وأسعارها مرتفعة أساساً، وهذا ما ينفي فرضية تخزينها لرفع أسعارها أكثر.
وكان عضو في لجنة تجّار ومصدري الخضر والفواكه في دمشق أشار مؤخراً إلى أنه تم استيراد 30 ألف طن من مادة البطاطا المصرية من قبل بعض المستوردين بعد قرار الحكومة بالسماح باستيرادها، لكن ما يطرح في السوق يومياً يتراوح بين 5 و10 أطنان، عازياً سبب قلة المادة في السوق إلى احتكار مستوردي البطاطا المصرية للمادة ووضعها في مستودعات وبرادات تابعة لهم وطرحها بكميات قليلة جداً في السوق.
ويتهيأ مزارعو البطاطا في المحافظة للبدء بجني محصول البطاطا في عروته الربيعية بدءاً من نهاية الشهر الجاري، حيث تبلغ المساحات المزروعة بالمحصول هذا الموسم 1296 هكتاراً.
وأوضح رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة المهندس وائل الأحمد أن التقديرات الأولية للإنتاج تصل لنحو 52 ألف طن، وتتميز هذه العروة بزراعة البذار المستورد ذي الإنتاجية العالية، وأهم أصنافه ” السبونتا والفابيلا والمونتريال والسنرجي والإيفرست”، مشيراً إلى ما يتمتع به المحصول من جودة عالية وإنتاجية وفيرة ومقاومة للأمراض لكون بذاره مستورداً ومن الأصناف الهجينة، وهو بجودة عالية ومن الأصناف المرغوبة التي تلبي احتياجات المائدة والتصنيع والتصدير، فضلاً عن قابليته للتخزين لفترات طويلة.