من إعلام العدو.. جنرال احتياط إسرائيلي: حكّامنا ضلّوا الطريق.. والسفينة في طريقها إلى الغرق
تشرين- ترجمة وتحرير – غسان محمد:
واصل كتّاب ومحللون إسرائيليون انتقاداتهم لسياسة وسلوك المستوى السياسي والعسكري، محذرين من أن الإصرار على انتهاج هذه السياسة غير المسؤولة ستكون له عواقب وخيمة وسيقود «إسرائيل» إلى الدمار.
وفي هذا الإطار، كتب اللواء احتياط يتسحاك بريك أن أربعة من قادة «إسرائيل» على رأس السلطة فقدوا الإحساس بالمسؤولية، ويفكرون فقط بالانتقام وإنقاذ شرفهم بعد فشلهم في السابع من تشرين الأول الماضي، الأمر الذي قد يدفعهم إلى اتخاذ قرارات ستؤدي إلى الكارثة، في وقت تبدو فيه «إسرائيل» أشبه بسفينة تتأرجح وسط البحر أثناء عاصفة شديدة وقد تغرق.
وتابع بريك: هؤلاء الأربعة يتخذون قراراتهم من دون أن يأخذوا في الاعتبار العواقب الوخيمة والتداعيات الخطرة، ويقررون من بطونهم وليس من رؤوسهم، من دون ذرة إحساس بالمسؤولية، وعلى رأس هؤلاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تحركه اعتبارات البقاء السياسي وليس اعتبارات «الأمن القومي»، والثاني هو وزير الحرب يوآف غالانت، الذي يعمل منذ بداية الحرب في واقع افتراضي، وقد فقَدَ تماماً المنطق والفهم الدقيق للواقع الحقيقي الذي وُضع فيه، فهو ينشر التهديدات في كل مكان، مثل قوله «حماس ستُدمر بالكامل» و«لبنان سيعود إلى العصر الحجري»، ويهدد إيران بعد ردها على «إسرائيل» بإطلاق 330 صاروخ كروز وصواريخ بالستية ومئات الطائرات المسيّرة على «إسرائيل»، ويبدو أن غالانت يتصرف مثل فيل في متجر للخزف الصيني، وقراراته تشكل خطراً على «إسرائيل»، والثالث، هو رئيس الأركان هرتسي هاليفي، الذي يحرك الخيوط كأنه يتعامل مع دمى في مسرح للأطفال، ويفعل كل ما يتبادر إلى ذهنه، ما يؤكد أنه ليس لدى «إسرائيل» في هذه الأيام قائد مسؤول يستطيع أن يقودها إلى شاطئ آمن.
وإلى هؤلاء الثلاثة انضم بيني غانتس، فبدلاً من المساهمة والموازنة بين الثلاثة، أصبح عضواً في مجلس الوزراء الحربي، كما أصبح في لحظة واحدة التلميذ الذي يخدم سيده نتنياهو، والآن يمسك الأربعة بدفة السفينة، ويقودون «إسرائيل» إلى طريق مسدود، وهم يشبهون المهووسين بالحرائق الذين يمكن أن يشعلوا حريقاً كبيراً في الشرق الأوسط من شأنه أن يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، ويتخذون القرارات من دون التفكير في النتائج الكارثية والتداعيات.
وأضاف بريك: بعد نصف عام من حرب الاستنزاف في غزة ومع حزب الله، لم يحقق الجيش الإسرائيلي أهداف الحرب: لا هزيمة المقاومة الفلسطينية، ولا استعادة الأسرى، وما زال الجيش الإسرائيلي يتخبط في الوحل، من دون أي احتمال للتوصل إلى حل لهذا الوضع المزري، حيث قرر هؤلاء القادة فتح ساحة أخرى ضد إيران بقرارهم مهاجمة القنصلية الإيرانية في سورية، من دون التفكير في العواقب التي ستنجم عن ذلك، وبالتالي فإن رد فعل القادة الأربعة على الرد الإيرانيين قد يشعل حريقاً كبيراً في الشرق الأوسط سنجد أنفسنا في وسطه، وقد يتطور القتال إلى حرب إقليمية عاجلاً أم آجلاً، وكل ذلك نتيجة الهجوم على القنصلية الإيرانية في سورية، وفي حرب إقليمية ستكون هناك مئات الهجمات كل يوم على «إسرائيل»، وسيتم إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف والطائرات من دون طيار في وقت واحد من عدة دول معادية، ولن يكون بإمكان «إسرائيل» اعتراض الصواريخ، ولا إمكانية استمرار القتال عدة أسابيع، ورغم أننا خرجنا من الحدث الأخير بسلام، إلا أن ما حصل زرع بذور القفز نحو الحرب الإقليمية المقبلة.
لا شك في أن هؤلاء الأربعة، الذين فقدوا كل ما تبقى من الإحساس بالمسؤولية، سيتخذون المزيد من القرارات التي ستوصلنا إلى كارثة، لذلك فإن تدخل الرئيس الأميركي جو بايدن، هو وحده الذي يمكن أن يوقف القادة الأربعة الذين يفكرون من بطونهم وليس من رؤوسهم، ففي نهاية المطاف فإن القادة الذين ضلّوا طريقهم وعالمهم بسبب مسؤوليتهم وذنبهم في الفشل الذريع في السابع من تشرين الأول الماضي، هم الذين يقودون «إسرائيل» نحو الهاوية، وقراراتهم ليست عقلانية ومدروسة، ويدفعهم الشعور بالانتقام، ورغبتهم في استعادة كرامتهم المفقودة، ولهذا السبب فإنهم يتصرفون كأنه لم يعد لديهم ما يخسرونه، وقد يقودون «إسرائيل» إلى نهاية طريقها.