شهر سابع من العدوان الإسرائيلي على غزة.. جردة حساب مؤلمة للكيان وعدم وضوح ونتنياهو منبوذ.. الإقليم مازال يترقب «الرد الإيراني»

تشرين- هبا علي أحمد:
تتجه الأمور إلى شهر سابع من العدوان الصهيوني على غزة ومعه العدوان على الإقليم، وإن اختلف شكله بين غزة والإقليم لكن العدوانية واحدة، والتصعيد اليومي واللحظي سمته الأساس، ولاسيما بعد العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق الأسبوع الماضي وترقب الرد الإيراني وماهيته وكل الأمور ذات الصلة، مع إدراك العدو أنه آتٍ لا محالة ولا بد أن يكون مؤلماً بالشكل الذي يثأر لشهداء العدوان ومكانتهم.

ستة أشهر من العدوان لم تنل من عزيمة المقاومة الفلسطينية و«جبهات الإسناد» التي تصعّد وتوسع إسنادها موثقة ذلك بالصوت والصورة

وفي حين أن ستة أشهر من العدوان لم تنل من عزيمة المقاومة الفلسطينية لا ميدانياً ولا سياسياً، كما لم تنل من عزيمة جبهات الإسناد التي تصعّد وتوسّع من إسنادها موثقة ذلك بالصوت والصورة، في المقابل فإن جبهة الاحتلال داخلياً – وفي العلاقة مع واشنطن – تهتز أركانها وبات العدو مشوه السمعة عالمياً.

مقاومة لا تلين
ومع استمرار العدوان وبالتالي مقاومته، فإن المقاومة الفلسطينية استقبلت الشهر السابع بعملية إطلاق نار استهدفت حافلة للمستوطنين في قلقيلية في الضفة الغربية أسفرت عن إصابة مستوطنين اثنين وانسحاب المنفذ بسلام، بالتزامن تم إطلاق نحو ٤٠ صاروخاً من لبنان باتجاه مواقع الاحتلال في الجولان السوري المحتل وإصبع الجليل، واستهدفت المقاومة العراقية هدفاً حيوياً في أم الرشراش «إيلات» داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بوساطة الطيران المسيّر، وتأتي عمليات المقاومة استكمالاً للمرحلة الثانية لعمليات مقاومة الاحتلال، واستمراراً لنهجها في مقاومته، ونصرةً لأهل غزة، ورداً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين العُزّل من أطفالٍ ونساء وشيوخ.
ومع توجه وفد من حماس إلى القاهرة استجابة لدعوة مصرية بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار، شدّدت الحركة على تمسّكها بموقفها، الذي قدّمته في 14 آذار الماضي، قائلةً إنّه يعبّر عن مَطالب طبيعية لإنهاء العدوان الإسرائيلي، ولا تنازل عنها، مشيرة إلى أنّ مطالب الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية تتمثل بوقفٍ دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزّة، وعودة النازحين، وإبرام صفقة تبادل أسرى جادّة.

جبهة الاحتلال داخلياً وفي العلاقة مع واشنطن تهتز أركانها وبات العدو مشوه السمعة عالمياً

جردة حساب مؤلمة
في صبيحة انقضاء ستة أشهر من العدوان على غزة تجد وسائل إعلام العدو نفسها أمام تقديم جردة حساب مؤلمة من الخسائر والهزائم وعدم وضوح أي أفق مع تحميل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع حيث لا هزيمة حماس تحققت ولا الرهائن عادوا، وربما بعد بعض الوقت سيكونون في عداد النسيان، وترى صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن نتنياهو، هو المسؤول الأول عن وجود 133 إسرائيلياً في الأسر منذ ستة أشهر، وأن الوضع يزداد سوءاً وأنه يجب أن تنتهي الحرب ويعود الأسرى ويرحل نتنياهو، مؤكدة أنها مسألة حياة أو موت، مشيرة إلى أن نتنياهو لا يفهم سوى لغة القوة السياسية، وأن الذين يمارسون قوة سياسية عليه اليوم هم فقط متطرفو اليمين، الذين يضغطون لمواصلة الحرب ولو على حساب حياة الأسرى.
في حين قالت وسائل إعلامية أخرى إنه بعد ستة أشهر من الحرب لم نكن نعتقد أن الوضع سيكون بهذه الصعوبة، ولا تزال صفارات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة، ولم تعتقد «إسرائيل» أنّ الأمر سيكون بهذه الصعوبة، ولا يزال من غير الواضح متى سيعود مستوطنو الشمال إلى منازلهم، كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان سيتوفر لهم الأمن في هذه المنطقة بعد نصف عام آخر.
بدورها، دعت صحيفة «إسرائيل هيوم» المسؤولين في الكيان لإعادة التفكير في مسارهم في ظل الفشل في تحقيق أهداف الحرب وغياب استراتيجية واضحة في التعامل مع كلّ الملفات والجبهات، لافتة إلى أنّه ليس فقط في غزة تحصل الحكومة على درجة رسوب، بل في الساحة الشمالية لا يوجد أفق لحل عسكري أو دبلوماسي يُبعد حزب الله عن السياج حتى يتمكن المستوطنون من العودة إلى المنطقة الحدودية. كذلك تفاقم الوضع في كل الجبهات الأخرى، وفي هذه الأيام أيضاً بشكل مباشر مع إيران، بما يثير التساؤل بشأن ما إذا كان لدى الحكومة أي استراتيجية في أي مجال؟

بعد نصف عام لا تزال صفارات الإنذار تدوّي فيما تجد وسائل إعلام العدو نفسها أمام إجبارية تقديم جردة حساب مؤلمة من الخسائر والهزائم

أما عن الخسائر البشرية لدى الاحتلال فهنا كانت الطامة الكبرى، ووفق المعطيات التي نشرتها وسائل إعلام العدو، قُتل 604 جنود منذ 7 تشرين الأول الماضي، منهم 260 في التوغل البري في غزة، إضافة إلى ذلك فإنّ 41 قتيلاً من العدد الإجمالي للجنود القتلى قضوا في حوادث عملياتية.
وبشأن الجرحى، أصيب ما مجموعه 3188 جندياً، 497 منهم صنّفت حالتهم بالخطرة، وخلال الأشهر الـ 6 من الحرب، نفذ سلاح الجو في جيش الاحتلال نحو 950 عملية إجلاء بالمروحيات لنحو 1300 جريح، أما بشأن الإصابات النفسية بين الجنود الإسرائيليين خلال الحرب، فأوضحت الأرقام تعرّض نحو 10500 جندي «لحدث صادم وظهرت عليهم أعراض» ومنهم نحو 1890 جندياً لم يعودوا إلى القتال، بما يشكّل نسبة 18%.
وفي ظل الخسائر القاسية التي يتكبدها الاحتلال على مختلف الجبهات، أظهر استطلاع رأي نشرته صحيفة «معاريف» أنّ أغلبية الإسرائيليين غير راضين عن نتائج الحرب، بعد مرور ستة أشهر على بدئها.

13 ألف طفل قتلوا
وفي اليوم الـ١٨٤ للعدوان الإسرائيلي على غزة، استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في قطاع غزة، في سلسلة غارات لطائرات الاحتلال الحربية والقصف المدفعي الإسرائيلي، والذي تركز على مدينتي خان يونس ومنازل حي الجنينة برفح جنوب القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس ارتفاع عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى 33137 شهيداً و75815 جريحاً.
وفي السياق، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» كاثرين راسل،: إن حجم ووتيرة الدمار في قطاع غزة صادمان، وإن حرب غزة تسببت بمقتل أكثر من 13 ألف طفل وإصابة عدد لا يحصى من الأشخاص، مشيرة إلى أن «الحرب تسببت بمقتل معلمين وأطباء وعاملين في المجال الإنساني.
وطالبت المسؤولة الأممية بوقف إطلاق النار في غزة الآن، محذرة من أن المجاعة في غزة وشيكة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار