بعد تركيب طرفين صناعيين لها في موسكو.. عودة الطفلة فرح إلى منزلها في ريف الحسكة
الحسكة – خليل اقطيني:
تنفيذاً للتعاون بين مديرية الصحة في الحسكة ومركز التنسيق الروسي في المحافظة، في مجال تركيب الأطراف الصناعية، وصلت إلى مطار القامشلي الدولي، طفلة سورية من ريف الحسكة الشمالي، على متن طائرة روسية خاصة، بعد تركيب طرفين صناعيين سفليين لها في موسكو.
وذكر نائب رئيس مركز المصالحة العقيد فالينتين غفوزديك أن إجراءات تصنيع وتركيب طرفين صناعيين للطفلة فَرَح عدنان الخاير (14 عاماً) استغرقت نحو شهر، عندما تم نقلها في 5 نيسان الماضي إلى روسيا الاتحادية لتلقي العلاج.
مبيناً أن هذه الطفلة أجرت عملية الأطراف الصناعية في أحد المراكز الطبية الحديثة في مدينة نيشني نوفكورود.
وهي مازالت في مرحلة التأقلم على استخدامها، لأن رحلة العودة من موسكو إلى القامشلي كانت طويلة. حيث استغرقت نحو 24 ساعة.
والشيء المؤكد اليوم أن فَرَح باتت تمتلك طرفين صناعيين تستطيع السير بهما كيفما تشاء.
وأكد غفوزديك أن القيادة الروسية، والقائد العام للقوات الروسية في سورية شخصياً، يوليان اهتماماً كبيراً للتعاون مع مديرية الصحة في محافظة الحسكة، بخصوص تركيب أطراف صناعية لمن يحتاجها من أطفال المحافظة. مضيفاً إنه لأمر محزن للغاية أن يدفع الأطفال ثمن أخطاء الكبار.
و شدد على أن هذا ليس الإجراء الوحيد وليس الأخير، إذ “أننا سنواصل هذا العمل وسنستمر بمساعدة إخواننا السوريين في هذا الشأن”.
وعبّر غفوزديك عن شعوره بالسعادة والفخر. معتبراً إتمام مهمة تركيب الطرفين الصناعيين والتأهيل لطفلة سورية شرفاً كبيراً له.
أما رئيس مركز التنسيق الروسي في القامشلي، المقدم ديمتري كابيتولا، فتوجه بالشكر للمنظمات في روسيا التي قدمت المساعدة في هذا المجال. معرباً عن امتنانه للطاقم الطبي في مركز الأطراف الصناعية في نيشني نوفكورود، وكذلك للسيد إدغار مارتينشوك، مدير شركة “ريمستروي”، الذي موّل هذا المشروع، وذلك نيابة عن جميع الضباط والأفراد الروس.
متمنياً للطفلة إعادة تأهيل سريع، والعودة إلى الحياة الطبيعية، حتى تتمكن من تحقيق ذاتها مع أقرانها.
من جانبه، أوضح مدير المراكز الصحية في مديرية الصحة في الحسكة الدكتور طلعت عزت أن الأصدقاء الروس ركّبوا للطفلة فَرَح طرفين صناعيين، الأول لمنطقة ما فوق الركبة.
وهو أكثر أنواع الأطراف الصناعية تعقيداً، كونه يُستَخدَم لتعويض فقدان كامل الساق، والطرف الثاني هو لمنطقة ما تحت الركبة.
مشيراً إلى أن الأصدقاء الروس أعادوا الطفلة ووالدتها من موسكو إلى سورية، ومن ثم إلى منزلهما في بلدة الدرباسية شمال الحسكة وذلك بعد انتهاء برنامج إعادة التأهيل.
وأكد مدير الصحة الدكتور عيسى خلف أن التعاون مع الأصدقاء الروس في مجال تركيب الأطراف الصناعية، يجري تنفيذاً للمبادرة التي أطلقها محافظ الحسكة الدكتور لؤي محمد صيّوح. للاستفادة من الخبرة والإمكانيات والمؤسسات المتوافرة لدى الجانب الروسي، ووضعها في خدمة سكان المحافظة.
مبيناً أن أهمية هذه المبادرة تنبع من كون محافظة الحسكة تضم عدداً كبيراً من فاقدي الأطراف، لأسباب مختلفة.
والأغلبية العظمى من هؤلاء لا تسمح لهم ظروفهم المالية بتركيب طرف صناعي، ومن شأن “مبادرة الدكتور صيّوح” أن ترفع هذه الأعباء عن كاهل هؤلاء المصابين. كما أن هذه المبادرة تأتي تجسيداً لدور الدولة السورية الإنساني في رعاية فاقدي الأطراف من جهة، وتقديم الدعم اللازم للقطاع الصحي في محافظة الحسكة من جهة ثانية.
وأوضح خلف أن التنفيذ العملي للمبادرة، انطلق مطلع آذار الماضي، على أن تكون البداية بتركيب أطراف صناعية للأطفال دون سن السادسة عشرة. ويتحمل الأصدقاء الروس كافة النفقات المالية للطفل ومرافقه، من لحظة خروجه من بيته في محافظة الحسكة إلى موسكو، بما في ذلك الإقامة والطعام وتركيب الطرف الصناعي والتدرب عليه، ومن ثم إعادته إلى بيته. وبفضل هذه المبادرة عالج الأصدقاء الروس هذه الطفلة وركبوا لها طرفين صناعيين، تستطيع السير بهما مجاناً دون أن تتحمل أسرتها أي أعباء مالية. بعد أن كادت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها أن تقتلها وأفقدتها قدميها.
مشدداً على أن “مبادرة الدكتور صيّوح” ستستمر بتركيب أطراف صناعية لأطفال آخرين من محافظة الحسكة من خلال التعاون مع الأصدقاء الروس.
أما فَرَح ووالدتها ردسة الفواز فكانتا في غاية السعادة بالعودة إلى أرض الوطن. ووجهتا الشكر إلى كافة العاملين في مركز الأطراف الصناعية في نيشني نوفكورد على العناية الفائقة التي قدموها لهما. وإلى كافة ضباط وأفراد مركز التنسيق الروسي، ومديرية الصحة في الحسكة، على التسهيلات التي قدموها لهما. وعبرتا عن امتنانهما لمحافظ الحسكة الدكتور لؤي محمد صيّوح على المبادرة التي أطلقها، والتي فتحت آفاقاً واسعة من الأمل أمام فاقدي الأطراف في المحافظة.