الخداع الاقتصادي الأطلسي ومرفأ غزة العائم؟!
تسقط الأقنعة الأطلسية الاقتصادية والسياسية الليبرالية المتوحشة يوماً بعد يوم وفي أغلب دول العالم وخاصة في منطقتنا، ويظهر هذا واضحاً فيما يجري في فلسطين وسورية ومحور المقاومة، فهل نتعلم من دروس وأخطاء الماضي كما ذكر السيد الرئيس بشار الأسد في حواره مع وزير خارجية أبخازيا بتاريخ 22/4/2024 بقوله: “الناس يتعلمون من أخطاء الماضي، وكنا نستطيع أن نتصادق مع الغرب لكن الغرب لا يقبل أصدقاء، ولا شركاء، هم لا يقبلون سوى الأتباع”.
وعملياً وحالياً ظهر هذا الخداع في زيارات قادة الناتو الأطلسي للكيان الصهيوني وتباكيهم على عشرات الأسرى الصهاينة وتجاهلهم لعشرات بل مئات الآلاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين و التدمير والقتل والإبادة العرقية ضد العرب بشكل لم يشهده التاريخ البشري من قبل حكومة صهيونية تمثل أقصى اليمين الفاشي لكونها قاعدة عسكرية متقدمة لليبرالية المتوحشة التي تعتبر أن العالم بأكمله يجب أن يخدم دورتها الاقتصادية لكي تستمر القطبية الأحادية بقيادة أمريكية متجاهلة تغير موازين القوة العالمية والمزاج العالمي (ثورة الطلاب في أغلب الجامعات الأمريكية الأوروبية) وغيرهما.
وكمثال عملي على ذلك الزيارة الأخيرة لوزير خارجية أمريكا (بلينكن) للمنطقة ورئيسة المفوضية الأوروبية (أور سولا فون دير لاين) إلى لبنان، حيث ظهر نفاقهم من خلال أنهم نسوا بل تناسوا قتل الأطفال والنساء والشيوخ تدمير البشر والشجر والحجر في غزة ومصير المهجرين السوريين في لبنان والذين هجرتهم العصابات الإرهابية.. حيث تقدمت الدولة السورية بدعوات كثيرة لعودة هؤلاء المهجرين وتقديم كل المساعدات الممكنة لهم، وتجسد نفاقهم في أنهم قالوا مالا يفعلون وأظهروا عكس ما يخفون وهذا هو تعريف النفاق الحقيقي.
تجسد نفاقهم في الدعوة للإسراع في تنفيذ (مرفأ غزة العائم حتى 1/6/2024) ولكن من جهة أخرى وبوقاحة يشجعون الأعمال الإرهابية الفاشية الصهيونية ّويقدمون كل المساعدات الاقتصادية للصهاينة ويدّعون كذباً أن هدفهم من هذا المرفأ هو تقديم بل إغراق (غزة ) بالمساعدات الإنسانية متناسين أنه يومياً يموت المئات من الإرهاب والقتل والجوع ويراقبون بدم بارد تهديد جيش الاحتلال باجتياح المناطق الفلسطينية والاستعداد لاجتياح (رفح) وهذا يخالف الشعارات الغربية المعلنة، لكن يتفق معها في الباطن فلماذا لم يسعوا لتطبيق القرارات الأممية مثل /242و338 وحل الدولتين ويدعموا منظمة ( الأونروا ) ..الخ؟
جوهر مشروع المرفأ العائم هو تجسيد لاتفاق عرضه
( نتنياهو على الرئيس الأمريكي بايدن) قبل العدوان الصهيوني على غزة !، وهنا نسأل اقتصادياً لماذا لم تقم أمريكا بتفعيل معبر من المعابر الثمانية /8/ الواصلة مع
( غزة هاشم ) وهي: معبر واحد مع مصر و/6/ مع الكيان وواحد مع البحر ؟ أم إن الهدف هو تفعيل عمل الحقول التي يسيطر عليها الكيان ومنها حقل ليفاثان تمار، و دليت، وحقل كاريش…الخ، ومن أعطى لأمريكا السماح بإقامة هذا المرفأ وإرسال /1000/ عسكري أمريكي لتنفيذه ؟ أم إنها ستفعل كما فعلت في سورية بسرقة الثروة السورية وزيادة معاناة الشعب السوري وبطريقة تشبه أعمال الفاشية والنازية والدول المارقة وبما يتنافى مع مواثيق الشرعية الدولية والأمم المتحدة. إذاً هناك قطبة بل قطب مخفية من وراء تنفيذ هذا المرفأ، وفي مقدمتها تدمير كل من يرفض سياساتهم الاستعمارية وإقامة منصات لخدمة مشاريعهم الاستيطانية مثل تنفيذ قناة (بن غوريون الصهيونية والسيطرة على غاز المتوسط وتفعيل الممر الهندي…الخ)، والدليل أن وزير خارجية الكيان الصهيوني (إسرائيل كاتس) قدم مشروعات اقتصادية لمفوضية الاتحاد الأوربي في (بروكسل) بتاريخ 22/1/2024 ومن هذه المشاريع: سكة حديد تربط الكيان الصهيوني بالممر الهندي والذي أقر على هامش اجتماع قمة مجموعة العشرينG20 في الهند بتاريخ 9/9/2023، وإقامة مناطق صناعية متقدمة لهم على ساحل غزة ومطار وميناء ومحطة تحلية.. وغيرها، وعندها سيتحول المرفأ إلى منصة للسيطرة على أحواض الغاز الموجودة في البحر الأبيض المتوسط وخاصة المنطقة المقابلة لقطاع غزة والسيطرة على حقوق الغاز وخاصة (حقل مارين النفطي) على بعد /30/كم من غزة وتحويل البحر الأبيض المتوسط كشريان أساسي للنقل البحري بين الشرق والغرب لخدمة مصالح الناتو ويساهم في قطع الطريق أمام المشاريع (الروسية والصينية)، وخاصة مشروع الحزام والطريق الصيني الذي انضمت إليه أغلب دول العالم ومنها الدول العربية، فهل نقول لهم كما قال كاتبنا الكبير الجاحظ في كتابه (البخلاء) والله لو خرجتم من جلودكم ما صدقناكم، خبرناكم عن قرب فلا تحاولوا أن تخدعونا.