في حوار على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المقام في الرياض، قال وزير الخارجية الأمريكية انطوني بلينكن: إن (المطروح أمام الفلسطينيين الآن مقترح إسرائيلي “سخي جداً” لإقرار هدنة, وتبادل المختطفين الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية) وهذا ما يجعلنا نتساءل عن معنى السخاء عند بلينكن، وهل يشمل السخاء الإسرائيلي كمية المتفجرات والقنابل والصواريخ التي قصفت بها غزة؟
ألم يقل جوزيف بوريل مسؤول الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، أن ما أسقط على غزة من المتفجرات يفوق ما أسقط على أوروبا في الحرب العالمية الثانية؟
وهل يشمل السخاء الإسرائيلي الذي تحدث عنه بلينكن حجم الدمار الذي أحدثته “إسرائيل” في قطاع غزة، حيث تقول التقارير الأممية إن 80% من مساكن غزة أصبحت مدمرة؟
وهل يمكن أن يشمل السخاء الإسرائيلي ما قامت به حكومة الاحتلال من تهجير لأكثر من مليوني فلسطيني من مساكنهم وإجبارهم على الرحيل نحو جنوب القطاع؟
يبدو أن مفهوم الغرب الأمريكي للسخاء غريب وعجيب جداً.
الحديث عن السخاء الإسرائيلي يأخذنا إلى (السخاء الأمريكي) المتعاطف بل المنخرط مع “تل أبيب” فيما تقوم به من عدوان، ومنذ اللحظة الأولى لانطلاق العدوان الإسرائيلي الانتقامي ضد غزة، حضر بايدن بنفسه إلى تل أبيب، ليعلن صهيونيته مذكراً العالم أن والده علمه أنه (ليس من الضروري أن تكون يهودياً لتكون صهيونياً) مؤكداً صهيونيته بما قاله (نحن معكم، لستم وحدكم) إنه السخاء الأمريكي بالوقوف مع “إسرائيل” ضد الفلسطينيين وضد العرب وضد العروبة. وما الدعم بالسلاح والمال، وإقامة جسر جوي لنقل السلاح الأمريكي، وفتح المخازن الإستراتيجية الأمريكية الموجودة في “إسرائيل” للجيش الإسرائيلي آخر السخاء، حيث إن الكونغرس قرر قبل أيام قليلة منح “إسرائيل” مساعدة ب 26 مليون دولار على شكل صفقة من أحدث الأسلحة التي تتضمن طائرات أف 35 وقنابل خبيثة وذكية وقنابل ثقيلة.. بالفعل سخاء صهيوني ابن صهيوني!!!
كذلك فإن السخاء الأميركي تجاه “إسرائيل” لم يقف عند استخدام الفيتو لأكثر من سبع مرات منذ بدء العدوان على غزة لمنع مجلس الأمن من إصدار قرار ضد “إسرائيل” وعدوانها، بل بالأمس حذر البيت الأبيض الجنائية الدولية من إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وأفراد عصابته من قادة الجيش والأمن ومن السياسيين الإسرائيليين، وأعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض أن (لا صلاحيات للجنائية الدولية لاتخاذ مثل هذا الإجراءات).
وكان رئيس مجلس النواب مايك جونسون طالب الإدارة باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الجنائية الدولية ومنعها من إصدار مذكرات الاعتقال ضد قادة “إسرائيل”.
وكشف موقع “إكسيوس” أن الكونغرس يحضر لإصدار قرار يشرع ويدفع ويجبر الإدارة الأميركية على الرد على الجنائية الدولية دفاعاً عن نتنياهو و”إسرائيل”، إنه السخاء الأميركي المتهور بصهيونيته والمتمادي بانحيازه العنصري.
السخاء الأمريكي لم يستطع أن يفرض على “إسرائيل” فتح المعابر لدخول المساعدات للفلسطينيين بسبب تعنت السخاء الصهيوني، فاقترح إنشاء رصيف بحري (مرفأ) لإدخال المساعدات الإنسانية. وتكفلت أمريكا بدفع 320 مليون دولار لإنشائه، و”السخاء الإسرائيلي” وافق عليه، وقبل أيام بدأ الجيش الإسرائيلي بنشر صور عن تقدم إنشاء هذا الرصيف، والخبيث أن هذا الرصيف وما يتبعه من ممر بحري سيكون قاعدة لإدخال بعض المساعدات. ولكن بالوقت نفسه سيسهل تنفيذ الهدف الإسرائيلي بتهجير أهل غزة إلى الخارج. والخبيث الأكثر سخاء أن هذا الرصيف سيكون قاعدة عسكرية أمريكية دائمة، ومحطة لاستثمار واستخراج وسرقة الغاز الفلسطيني المكتشف في مياه غزة بكميات كبيرة جداً، والتي يرى الباحثون أن إخلاء غزة من سكانها وراءه أطماع صهيونية لسرقة الغاز الفلسطيني.
ما رأيكم؟؟ أليس سخاء صهيونياً ابن صهيوني؟!.
د. فؤاد شربجي
130 المشاركات