هل تغري الـ١٥٠ ليتر مازوت لكل ألف طير لعودة قطاع الدواجن والمشتغلين فيه للانتعاش؟

حماة – محمد فرحة:
أن يخصِّص المعنيون عن قطاع الدواجن ١٥٠ ليتر مازوت خلال شهري شباط وآذار لكل ألف طير، وكلما زاد عدد الطيور زادت مخصصات المحروقات، بعدما وصل المربون إلى مأزق نربي أو لا نربي، فهذا ما أثار تعليق أحد المواطنين وعلق على ذلك بتهكم “علينا إذاً تربية الفروج” طالما أنه تم تخصيص ١٥٠ ليتراً من المازوت لشهرين لكل ألف طير في المداجن، في حين تم تخصيص المواطنين بـ٥٠ ليتراً لكل أسرة للتدفئة طيلة فصل الشتاء.
لكن السؤال الكبير المطروح الآن مؤداه : هل عاد عمل المشتغلين بهذا القطاع للانتعاش، في الوقت الذي تدنت نسبتهم إلى ٣٥% ما جعل الطلب أكثر من العرض؟
لكن هذا لم يكن وحده السبب في غلاء سعر الفروج أبداً، فالمادة العلفية هي السبب وليس كما يذكر المعنيون بأن دعم قطاع الدواجن بالمحروقات هو السبب الذي جعل أسعار البيض والفروج اللاحم تنخفض.
رئيس قسم الثروة الحيوانية في الهيئة العامة لتطوير الغاب الدكتور مصطفى عليوي والمسؤول عن قطاع الدواجن، الدكتور فادي سلوم ذكرا لـ”تشرين” أنه يوجد في مجال منطقة الغاب ٤٥ منشأة دواجن فقط، وهو رقم صغير جداً، وكان ممكناً أن يكون الرقم أكبر لو كان الدعم ملحوظاً منذ فترة طويلة.
كيف؟
يواصل الدكتور سلوم: لا أحد اليوم يعمل من دون مقابل هامش ربح لا في المجال الزراعي ولا تربية الدواجن ولا في أي مشروع كان، فقد خصصت وزارة الزراعة قطاع الدواجن لكل ألف طير تربية صيصان لتسمينها بـ١٥٠ ليتر مازوت خلال شهري شباط وآذار.
وزاد سلوم بأنه كلما زاد عدد الفروج زادت المخصصات كمتوالية حسابية تلقائياً، وهذا عامل مؤثر وفعال، كان له أثر طيب في نفوس المربين، وبالتالي ارتفعت نسبة عدد الدواجن وفقاً لتصريحات وزارة الزراعة من ٣٥ % إلى ٥٥% وكلما زاد الدعم ارتفع عدد منشآت الدواجن.
لكن قد يكون بيت القصيد، وفقاً لحديث الدكتور مصطفى عليوي، هو غلاء المادة العلفية، بمختلف أشكالها وألوانها، يضاف إلى ذلك تكلفة النقل وسعر صوص التربية الذي تعدى عشرات الآلاف.
ويستطرد عليوي بأن عملية الدعم هذه بالمحروقات، شملت المداجن المرخصة وغير المرخصة في مجال سهل الغاب، رغم أنه سيتم توقيف هذا الدعم الخاص بالمحروقات بعد نهاية شهر آذار، ووزارة الزراعة هي من ينظر بذلك.
مشيراً إلى أن دعم هذا القطاع يسهم في عودة المشتغلين فيه وإنعاشه، وبالتالي قد يسهم إلى حد ما بانخفاض سعر الفروج، وهذا ما يأمله المستهلك والمربي.
وعن سعر المادة العلفية، يوضح الطبيب البيطري فادي أن هناك ثلاثة مراحل علفية لصوص تربية اللحم تبدأ وهو صغير جداً بسعر الكيلو اليوم بين الـ ٨٠٠٠ و٩٠٠٠ ليرة، وكل مرحلة تلي ذلك لها سعرها الخاص.
كاشفاً أن سعر صوص التربية يختلف من محافظة لأخرى، ففي درعا ٤٢ ألفاً وفقاً لحديث الطبيب البيطري سلوم وفي أسواق الشام ٣٩ ألفاً وفي محافظات أخرى لا يتعدى الـ ١٦ ألفاً.
باختصار: لعل المتتبع يلاحظ أن انخفاض الأسعار لم يشمل سوى البيض، حيث وصل ما قبل رمضان بفترة إلى ٥٥ ألف ليرة للطبق وزاد على ذلك، في حين سعره اليوم بين الـ٤٥ والـ٤٤ ألف ليرة وقد يكون البيض المهرب الذي دخل إلى السوق المحلية سبباً جوهرياً أيضاً.
وفي كل الأحوال لا أحد ينكر أن الدعم الذي قدم لهذا القطاع مهما كان بسيطاً وقليلاً فهو في كل الأحوال يسهم في انخفاض الأسعار لطالما بقيت كلمة السر في التسعير لكل شيء هي العرض والطلب..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار