نبرة صوتك تحدد شخصيتك
تشرين:
يعد التنوع والاختلاف في أصواتنا جانباً مدهشاً من الوجود البشري، ويمكن أن تقدم الطريقة التي نتحدث بها بعض الأفكار الرئيسية حول شخصيتنا.
إن الطبيعة متعددة الأوجه للأصوات البشرية، والتي تتراوح من الرنين العميق إلى النغمات عالية النبرة، قد فتنت الباحثين منذ فترة طويلة، وكشفت عقود من البحث النفسي عن ثروة من الأفكار حول كيفية عكس أصواتنا لسمات شخصيتنا الأساسية، فمن درجة الصوت إلى الإيقاع ومن التعبير إلى الحجم، يقدم كل جانب نافذة على تعقيدات السلوك البشري.
وفي السياق، سلط تقرير نشره موقع «daily mail» الضوء على ما تنقله أصواتنا عن شخصياتنا، وقدم نتائج مقنعة مدعومة بالاستقصاء العلمي.
فقد أكد فريق بحثي يضم علماء من عدة دول، تحت قيادة «جامعة غوتنغن» الألمانية، أن نبرات صوت الأشخاص تعبر عن بعض جوانب شخصيتهم، حيث قام الباحثون بتحليل البيانات من أكثر من 2000 مشارك، وتضمين معلومات من أربعة بلدان مختلفة. وفيما تعد المرة الأولى، تم استخدام مقياس رقمي موضوعي لنبرة الصوت في دراسة من هذا النوع بدلاً من التقييمات الذاتية لمدى «ارتفاع» أو «عمق» الصوت.
وتوصلت النتائج إلى أن العلاقة بين طبقة الصوت والسمات الشخصية الأخرى تتجلى في جوانب أخرى، مثل الشخص الواثق من نفسه، أو الذي يميل إلى الهيمنة أو يهتم بالانخراط في علاقات اجتماعية نشطة، أو ما إذا كان الشخص يميل إلى الخصوصية وعدم الاختلاط. واكتشف الباحثون أن الصوت العميق منخفض الحدة يرتبط بالأفراد الأكثر هيمنة وانفتاحاً.
من جانبها، قالت الدكتورة جوليا شتيرن، أستاذة علم نفس الشخصية البيولوجية بـ«جامعة غوتنغن»: يمكن لأصوات الأشخاص أن تترك انطباعاً هائلاً وفوريًا على المحيطين، مضيفة: إنه حتى لو سمعنا صوت شخص على الهاتف، فإننا نعرف ما إذا كنا نتحدث إلى رجل أو امرأة أو طفل أو شخص أكبر سنًا، ويمكننا معرفة ما إذا كان الشخص يبدو مهتماً أو ودوداً أو حزيناً أو عصبياً.
وأضافت شتيرن: تشير نتائجنا إلى أن الناس يبدو أنهم يعبرون عن بعض جوانب شخصيتهم بأصواتهم بالفعل.
ووفقا لعلماء النفس، يمكن أن يكون الصوت المنخفض علامة على الجاذبية الجنسية، في حين يعكس الصوت العالي القوة والحزم، وقد تكون التمتمة أو الغمغمة مؤشرا على الذكاء، وتدل طبقة الصوت على مدى شدته.
وعلى سبيل المثال، تكون الأصوات عالية النبرة أكثر حدة، وتوصف الأصوات المنخفضة النبرة بأنها عميقة، وهي سمة جذابة. ووجدت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يتحدثون بنبرة منخفضة هم الأكثر جاذبية في العلاقات العاطفية.
وتبين أن أصحاب الأصوات العميقة هم الأكثر انفتاحاً ويتمتعون بقدر أكبر من «السيطرة»، ما يعني أن لديهم مستويات عالية من التأثير في المواقف الاجتماعية.
وأكدت الدراسات الحديثة أن طبقة الصوت، تُعد بمنزلة حجر الزاوية لفهم سمات الشخصية. فالأصوات عالية النبرة غالبًا ما تحمل جودة أخف وأكثر حيوية. والأصوات المنخفضة الطبقة تستحضر مفاهيم الثراء والعمق.
وأشارت الدراسات، إلى إن الأفراد الذين يتحدثون بسرعة غالباً ما ينقلون إحساساً بالإلحاح أو وفرة الأفكار، ومع ذلك، وخلافاً للاعتقاد الشائع، فإن وتيرة الكلام لا ترتبط بطبيعتها بالذكاء. وبدلاً من ذلك، قد يعكس جوانب اللين أو الحزم، في حين تشير أنماط الكلام الأبطأ إلى أن تكون بمنزلة استراتيجية متعمدة للمطالبة بالمساحة الاجتماعية.