ما بين الحقيقة المطلقة و النسبية اختلف العلماء وانتصر طاغور

طرطوس _ رفاه نيوف:

الحقيقة المطلقة والحقيقة النسبية عنوان تناوله الباحث حسن عز الدين بلال خلال محاضرة ألقاها في ثقافي بانياس، بدأ فيها بتعريف الحقيقة لغة واصطلاحاً حسب القاموس. ومما قال الجرجاني الحقيقة سكون وثبات واستقرار بمعنى أنها لاتتغير، وبلسان العرب قال ابن منظور الحقيقة صادقة ويقينية وهناك فلسفي فرنسي يدعى لالاند قال الحقيقة هي كل موجودات الواقع وماغير ذلك ليس حقيقة بالإضافة للكثير من التعريفات إلى درجة جعلتني استنتج أن اللغة لها دلالة معرفية بأنها وافقت النظري بالعملي ولها دلالة قيمية بمعنى أنها صادقة لكن من خلال التعاريف الكبيرة لمفهوم الحقيقة أصبح المفهوم مطاطاً ومراوغاً ويمكن القول إنه غير مفهوم، والسبب أن كل علم من العلوم له حقائق خاصة كالفيزياء والكيمياء والطب وغيره وهذا التعدد والاختلاف هو الذي جعل المفهوم ضبابياً وله مشاكل كثيرة.
وتناول بلال الرأي الشخصي والحقيقة ، فالرأي الشخصي يخدم الحقيقة إذا كان مثبتاً نظرياً وتطبيقياً ويقودنا إلى الحقيقة بينما الرأي الذاتي المغلق لا يفيد الوصول إلى الحقيقة بل يضرها، ومن يدعي أن رأيه الخاص هو الحقيقة سيواجه ويتصادم مع حقائق أخرى ستسبب مشاكل كبيرة.

العلماء القدماء آمنوا بالحقيقة ومنه الفكر اليوناني القديم والذي ما زال يجذب الجميع، وعباراته فضفاضة و مثيرة وعامة يقبل بها كثيرون ويؤخذ ويتناقل من دون تدقيق وتمحيص وهذه مشكلة. من جهته أفلاطون قال المادة ناقصة ولا يمكن أن تقودنا للحقيقة المطلقة، والعالم المثالي كامل ويقودنا للحقيقة المطلقة، ومن جهته ديكارت قال : العقل البشري غير قادر على الوصول للحقيقة المطلقة وحده لذا علينا أن نشك بكل معلوماتنا المادية وغير المادية الموروثة وغير الموروثة لانّ الشك طريقنا للحقيقة.
وأشار بلال إلى أن نيوتن شغل العالم ولم يجرؤ أحدٌ أن يقول له أخطأت وقال : أنا امتلكت الحقيقة المطلقة بقوانيني.
وبداية القرن الحادي والعشرين بدأ التفكير ملياً بعد اكتشاف الجزيئات أصغر من الذرة.
ولفت إلى أن مأساة الحقيقة المطلقة أن كل مؤمن يدين سواء أكان سياسياً أو أديباً أو علمياً لأنه متعصب ولا يستخدم عقله، إما أن لأحدهم سيطرة عليه أو أنه اقتنع وارتاح.
وجاءت النظرية النسبية التي تقول كلّ شيء نسبي بهذا الكون لتساهم بولادة الحقيقة النسبية، وخلاصتها كل ظاهرة مهما اختلف نوعها بهذا الكون الواسع جداً، ومنذ ستة عقود نرسل إشارات للكون لتأتي إشارة بوجود بشر وهم الأقدم والأذكى، ومنذ أيام استقبل تلسكوب إشارة كانت متعبة وغير منتظمة وهي تشغل العلماء إلى الآن حول هل توجد حياة أخرى على غير مجموعتنا الشمسية.
باختصار؛ الحقيقة المطلقة ثبات وتقديس أما الحقيقة النسبية فتغيير وغير مقدسة.
وإنشتاين قال: الواقع نسبي و الحقيقة مطلقة
طاغور قال : بل كلاهما نسبي، لأننا إذا رفضنا الواقع رفضنا الحقيقة وإذا رفضنا الحقيقة رفضنا الواقع، وقال له عبارة مهمة في داخلي الكون وأنا في داخل الكون فانبهر إنشتاين وقال قبل الآن كانت النسبية ناقصة وأنت الآن أكملتها، وقال عبارة جميلة : الجمال موجود عندما يتم الإعجاب به.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار