رئيس مجلس الوزراء يفتتح نفق المواساة.. مشروع نوعي يسهّل الحركة المرورية ويحسّن المنطقة بيئياً
دمشق– ماجد مخيبر
افتتح رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس صباح اليوم مشروع نفق المواساة، الذي يسهم في حل مشكلة الازدحام المروري في المنطقة التي تعد محوراً طرقياً مهماً وحيوياً، ويكتسب أهميته أيضاً لوجود عدة مشافي منها المواساة والأطفال والشهيد يوسف العظمة “601” والمواساة الخيري في المنطقة.
المهندس عرنوس جال على كل مراحل المشروع واستمع من محافظ دمشق المهندس محمد طارق كريشاتي والمعنيين عن التنفيذ والجهود الكبيرة المبذولة من العمال والفنيين والمهندسين لوضع المشروع بالخدمة قبل المدة الزمنية المحددة.
وفي تصريح للصحفيين عقب الافتتاح قال رئيس مجلس الوزراء: “إن المشروع دراسةً وتصميماً وتنفيذاً تم بجهود كوادر وطنية، وهو ليس نفقاً مرورياً فقط إنما هدفه أيضاً إحياء المنطقة بشكل كامل من بنى تحتية تشمل الاتصالات والكهرباء والصرف الصحي، بالإضافة إلى فصل الصرف الصحي عن مجرى نهر بردى”.
وأضاف المهندس عرنوس: تم التعاطي مع المنطقة بشكل علمي دقيق، حيث تمت إزالة التجاوزات التي كانت موجودة منذ مدة طويلة والتعاطي معها بشكل كامل لتحسين المنظر الجمالي لهذه المنطقة الحيوية والبنية التحتية فيها، مشيراً إلى أن المشروع بدأ بتكلفة 26 ملياراً في عام 2022 وتمت المباشرة بالتنفيذ في شهر أيار 2023، وهو أول مشروع يوضع في الخدمة قبل مدته الزمنية بخمسة أشهر.
كما وجه المهندس عرنوس الشكر لكل العاملين في المشروع ولمؤسسة الإنشاءات العسكرية التي تلبي فوراً عندما يحتاج أي موقع إلى تدخل سريع وخاصة في الأزمات، كما قدم التهنئة لمحافظة دمشق لهذا المشروع النوعي الذي يشكل أولوية لدمشق التي تستحق منا الكثير فهي عاصمة الثقافة والحضارة وكل القيم، مضيفاً أنه عندما نحسن المنطقة ونعطيها الرونق الجميل نقدم خدمة لدمشق والمشروع أحيا المنطقة بشكل كامل.
وختم رئيس مجلس الوزراء تصريحه بالقول: “نلتقي دائماً على افتتاح مشاريع خدمية وتنموية كبيرة ليس في مجال الطرقات فقط إنما في مجالات الزراعة والصناعة والسياحة وغيرها، فسورية قوية بشعبها وجيشها وقائدها ولا قلق عليها في أي وقت من الأوقات”.
وزير الإدارة المحلية والبيئة لمياء شكور قالت في تصريح صحفي: نحن اليوم في حالة تشاركية مطلقة ما بين القطاع العام والخاص والأهالي والوحدات الإدارية وبما يشكل نموذجاً لما يجب أن تكون عليه المشاريع الكبرى اعتباراً من هذه اللحظة، من خلال عودة مسار الإنجاز الحقيقي على الأرض الذي سيؤسس لهذه المرحلة الجديدة والسيد الرئيس بشار الأسد عندما طرح شعار الأمل في العمل لم يكن شعاراً وإنما كان بمثابة خارطة طريق لكل العاملين ولكل أبناء الوطن.
شكور: نحن اليوم في حالة تشاركية مطلقة وبما يشكل نموذجاً لما يجب أن تكون عليه المشاريع الكبرى اعتباراً من هذه اللحظة
شكور أكدت أن هذا العمل هو عمل حقيقي وإنجاز وهو بمثابة محرك للنشاط الاقتصادي الحضري كونه يقلص الجهد وهدر الوقت وهناك تأثير مباشر على السلامة بحيث يجعلها أكثر انسيابية وسلامة وأماناً لدخول وخروج المركبات إلى قلب العاصمة، وبالتالي يحسن الأثر البيئي للحركة المرورية لوجود عدة مشافٍ في المنطقة وتم الإنجاز بزمن قياسي وهو ما يبشر بالخير وهو نصر جديد لأبناء الوطن.
شملت أعمال المشروع إنشاء نفق يمتد من عقدة الربوة وحتى عقدة 17 نيسان بإجمالي طول 525 متراً يتضمن مقطعين مغلقين الأول أسفل تقاطع مشفى الأطفال والثاني أسفل ساحة المواساة وحارتين مروريتين في كل اتجاه داخل النفق وثلاث حارات مروريات في أعلاه بكل اتجاه، بالإضافة إلى تنفيذ عبّارات لفروع نهر بردى ورفع مصبات الصرف الصحي عن مجرى النهر، وإعادة تأهيل البنى التحتية وتحديثها وتنفيذ خط مياه.
وتضمن المشروع أيضاً توسيع الطريق المتجه من دوار المواساة إلى أوتوستراد المزة والطريق المتجه من نفق 17 نيسان لدوار المواساة، وتنفيذ أرصفة لجميع الطرق المحيطة بالمشروع وزراعتها بالأشجار، إضافة إلى إعادة توزيع الحارات المرورية لطريق الشيخ سعد بزيادة عرض الحارات المرورية للطريق الصاعد من دوار المواساة، وتنفيذ دوار من تقاطع طريق الشيخ سعد مع طريق مشفى المواساة الخيري، وإعادة تأهيل المنصف.
كما تضمن المشروع تنفيذ مدخل خلف مشفى الأطفال لزوار المرضى ومرافقيهم وتجهيز ساحة لتكون استراحة ومكاناً لجلوس الزوار ومرافقي المرضى، وتنفيذ مرآب للسيارات على الزاوية الجنوبية من طريق الشيخ سعد يتسع لنحو 120 سيارة مع زراعة أشجار حوله، وإنشاء دوار في ساحة المواساة لتوجيه الحركة المرورية بالموقع وزراعته وإنارته بما ينسجم مع المكان، وتجهيز حديقتين الأولى بالقرب من دوار المواساة موجودة على المخطط التنظيمي، والثانية جانب الطريق المتجه إلى أوتوستراد المزة وزراعتهما بأشجار النارنج والزيتون ونباتات الزينة وتركيب أجهزة إنارة.
محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي أوضح في تصريح صحفي عقب افتتاح المشروع أن مدة التنفيذ هي أقل من عام، وهو المشروع الأول المنفذ منذ أكثر من عشر سنوات في مدينة دمشق، علماً أن تنفيذ المشروع تزامن مع تنفيذ خط جر المياه لمدينتي “ماروتا سيتي” و”باسيليا سيتي”، بالإضافة إلى خطوط الصرف الصحي الثلاثة التي تخدم كل من طرق الربوة وطريق القصر والشيخ سعد، كما أن النفق يمر فوق أربعة أنهار ( بردى – بانياس- ديراني – قنوات)، وتم تنفيذ ساحة المواساة الجديدة بما يزيد الألق لمدينة دمشق .
كريشاتي أشار إلى أن بوصلة العمل في المرحلة المقبلة هي باتجاه كل من نفقي المجتهد وباب مصلي في القريب العاجل، وذلك بعد انتهاء أعمال الدراسة الفنية والهندسية من قبل الفنيين في جامعة دمشق، علماً أن التمويل سوف يكون من موارد محافظة دمشق الذاتية.
يذكر أن المشروع بدأت الأعمال فيه 1/5/2023 وهو من تنفيذ مؤسسة الإنشاءات العسكرية، فرع دمشق، ووصلت تكلفته إلى 70 مليار ليرة سورية.