في «خوابي العطر« للشاعر «هيسم وطفة» الروحُ تستمدُّ أبعادَها التأملية من مساحات واسعةِ الطيفِ لمرابع الطفولة والضيعة

طرطوس- ثناء عليان:
أقيم في قاعة المحافظة في طرطوس حفل توقيع بحضور عدد من الكتّاب والمثقفين والمهتمين، وتخللت الحفل قراءة نقدية للأديبة ألوان عبد الهادي بيّنت فيها أن الشاعر هيسم وطفة قد تألق في عالم الشعر المحكي بغزارة إبداعه الذي يحاكي الطبيعةَ الريفية والفولكلور والضيعة بكل تفاصيلها من زهر وحبق وفلْ، ويغازلُها بمفرداتها الحميمةِ الدافئة التي تتموضعُ بالقلب ولا تبرحُه، تلك المشاعر العالية السامية بالناس من أمكنة وشجر وأحلام معشقة بحفافِ الدروبِ.
مشيرة إلى مفرداته الجاذبة بعفويةٍ وحبٍّ كما في “قنديل كاز” وعناوين المجموعة العارمة، حيث تبدو أحلامُ الشاعر وأمنياتُه البسيطة والمؤثرة في تشكيل فني ممتع إذ يقول: / علوّاه.. شي بيت زغير.. وقصايص حبق.. وقنديل كاز.. بعتمنا يضوي.. ، وتجد الصورة الشعرية الحالمة بلغة الشاعر الخاصة المحببة في قصيدة “وقت المسا” بقوله: “ع سطح بيتنا.. بتوقف حمامي ملبكي.. بتهدل وبترف قدّامي.. متل العم تقلي.. حكي.. حسيت بعيونا بكي.. حزن وأسى.. وبجوانحا بترسم مسا.. وغيم جوري وليلكي”.
استمد الشاعر- حسب عبد الهادي- عنوانَ ديوانه من قصيدة “خوابي العطر” التي قطفها من باقات زهور معتقة بروحها، ممتلئة بقوارير الشذا المنعشة، وتقصَّدَ وضع قصيدة خوابي العطر على الغلاف الأخير كي تعبّرَ عما يبدعُه في هذه القصائد من انبعاثات مشرقة للحياة، بعفويةٍ وبساطةٍ ومحبة شمَّلها جميع قصائده، فلا تخلو قصيدة لا يشيرُ فيها عن العطر وشذا الزهور والورود بكل تلاوينها، كدلالة عما يعتلجُه من أحاسيس ومشاعر نبيلة، يريد إرسالَها إلى الناس بانسيابية رقيقة دافئة.
وترى الأديبة ألوان عبد الهادي أنّ خوابي العطر هي شلال من الجمال والبوح من خوابي تسكر وتمتع النفس بنكهة وطعم ورائحة الحياة المتعددة الروافدِ والأنهار والطبيعة الجاذبة بحيوية حركاتها الموسيقية والتصويرية الرائعة الخلابة للناظرين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار