شعوب العالم ليست صمّاء.. سلوك جيش الاحتلال في الضفة الغربية يفضح الرعب المكبوت منها

تشرين – راتب شاهين:
لا يكفي الدول الغربية والداعمة للكيان الصهيوني ما زرعته في المنطقة العربية من كيان إرهابي، حتى تواصل جريمتها هذه بقطع المعونات عن الشعب الفلسطيني في غزة الذي هجّر مرات ومرات، ليس ذلك فقط، بل أيضاً مواصلة المشاركة في العدوان بالذخيرة والمعدات والمعلومات حتى بالمشاركة المباشرة في قصف غزة، فقد كشفت الحرب على غزة عن إفلاس أخلاقي دولي، وعن تواطؤ دولي على إبادة الشعب الفلسطيني، فأصبح تقديم المساعدات المالية من المنظمات الدولية بحاجة إلى تسول واستعطاف، في ظل اشتداد الهجمة الصهيونية على البنى التحتية في غزة وتدميرها بالكامل، لكن شعوب العالم ليست صمّاء على عكس حكامها شركاء الاحتلال في القتل والتدمير.
في اليوم الـ115 للحرب واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة مخلفةً العشرات من الشهداء ومئات الجرحى.

العدوان الإسرائيلي على غزة كشف عن إفلاس أخلاقي دولي وتواطؤ دولي على إبادة الشعب الفلسطيني

وقالت وزارة الصحة في غزة: «الاحتلال ارتكب 19 مجزرة في القطاع راح ضحيتها 165 شهيداً و290 مصاباً خلال 24 ساعة ليرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 26422 شهيداً و65087 مصاباً منذ 7 تشرين الأول».
وهناك شكل آخر مكمل لحرب الإبادة الإسرائيلية التي تستخدم فيها ترسانتها العسكرية من صواريخ ومدفعية وقنابل فائقة التدمير ضد الشعب الفلسطيني، هو حرب تدمير البنى التحتية من أجل التهجير و«الترانسفير» لأهل غزة الذي يحلم به قادة الاحتلال، إذ يرافق عمليات الاقتحام تنفيذ عمليات تدمير للبنية التحتية بشكل ممنهج كما حدث في مدينتي جنين وقلقيلية، حيث باشرت جرافات الاحتلال بعملية بتدمير البنية التحتية بمحيط دوار النسيم في جنين ودوار «دوار الحمامة» بالقرب من المنطقة الصناعية، وكذلك تدمير بسطات الباعة قرب دوار الحثناوي، وسط إطلاق الرصاص على المركبات في شارع الناصرة بالقرب من ضاحية صباح، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة.

داء الصمم لم يصب إلا الحكام.. والعالم كله إلى جانب الشعب الفلسطيني وحكامه في مكان آخر

الضفة الغربية.. الرعب المكبوت للاحتلال
أما الاقتحامات التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي للضفة الغربية، فهي تعبر عن رعب مكبوت للكيان من أن تنضم الضفة إلى غزة، وهذا ما يفسر سلوك الاحتلال تجاه الضفة التي تعج بحواجز لجيش الاحتلال، فقد اعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم الإثنين عدداً من الفلسطينيين من مناطق متفرقة بالضفة بعد عملية دهم وتفتيش.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة جنين وباشرت بعمليات دهم وتفتيش واسعة، وسط إطلاق نار، وتنفيذ عمليات تدمير للبنية التحتية.
وانتشرت قوات الاحتلال في محيط مستشفى جنين ونفذت عمليات تدمير وتخريب للبنية التحتية، كما أطلقت النار بكثافة في محيط المستشفى، ما أدى إلى إصابة بعض نوافذ قسم الولادة.
وفي قرية دير أبو ضعيف في جنين ومدينة نابلس نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات لشبان بعد مداهمة منازلهم، كما اقتحمت قلقيلية واعتقلت ثلاثة شبان من بلدة عزون، والأمر ذاته جرى في رام الله وبيت لحم وأريحا والخليل والقدس.

الحرب على «أونروا» مستمرة
في ظل ما تشهده الساحة الفلسطينية في غزة من جرائم للكيان وتدمير للبنى التحتية وفي أجواء شتوية بالغة القسوة، وكأنه أمر من جهة ما، وبلا أي تحقيق للادعاءات الإسرائيلية، كما كأنه امتعاض وردّة فعل من قرار«العدل الدولية»، أعلنت بعض الدول عن حجب المساعدات عن لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، وشملها مع قطاع غزة بالحرب الإسرائيلية – الغربية على الفلسطينيين.

مؤتمر ميونيخ للأمن يصدر قراراً يستبعد الكيان الإسرائيلي من المرحلة الرئيسية للحدث بسبب الحرب المستمرة على غزة

الرواية الإسرائيلية لمجريات الحرب على غزة يبدو أنها تلقى قبولاً من جهات دولية كانت بعيدة كل البعد عن قضايا الشرق الأوسط ومن الدول اليابان التي أعلنت تعليق مساعدات لوكالة «أونروا»، فالمتحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية كوباياشي قال في بيان: إن «اليابان تشعر بقلق بالغ إزاء التورط المزعوم لموظفي «أونروا» في الهجوم الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول».
ويبدو أن الأمر قد وصل إلى أوروبا، فقد أعلن المستشار النمساوي كارل نيهامر تعليق المساعدات التي تقدمها بلاده لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».
الوضع الشديد والمأساوي لما يحل بالشعب الفلسطيني من حجب المساعدات عنه، دفع مسؤول «أونروا» إلى تسول الدعم في هذا الوقت العصيب، حيث قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في تدوينة نشرها على حسابه عبر منصة «إكس»: «إننا نناشد المانحين عدم تعليق تمويلهم لأونروا في هذه اللحظة الحرجة».
وشدد على أن «قطع التمويل لن يؤدي إلا إلى الإضرار بشعب قطاع غزة الذي يعاني بشدة، وهو بحاجة ماسة إلى الدعم».
بدوره الهلال الأحمر الفلسطيني أكد أن الوضع الصحي في رفح كارثي ويزداد سوءاً يومياً في ظل تكدس مئات آلاف النازحين.
وقال الهلال الأحمر: لدينا عجز كبير في توفير المساعدات الإغاثية للعائلات النازحة في مدينة رفح.
العالم ليس كله أصم، فداء الصمم يبدو أنه لا يصيب إلا الحكام، الذين أغلبهم يرأس أو هو ضمن إدارة شركات التسليح، أي صناعة الحرب التي تدر أموالاً طائلة عليهم، فالمدن الحيّة في العالم ما زالت تنبض إنسانية، وتقف مع حق الشعب الفلسطيني في أرضه وفي حياة مستقرة وآمنة عليها، فقد عمت التظاهرات مدناً أوروبية وعربية تضامناً مع فلسطين وللمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، إذ شارك الآلاف في العاصمة البلغارية صوفيا في تظاهرات تضامنية مع الفلسطينيين، كما نظمت الجالية الفلسطينية والعربية في العاصمة البلغارية صوفيا، تظاهرة تضامنية مع فلسطين ورفع المتظاهرون العلم الفلسطيني، ورددوا هتافات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، مطالبين بوقف العدوان على قطاع غزة، وبإحلال السلام في فلسطين.
كما شارك مئات المغاربة في وقفات دعت إليها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة بعدة مدن بالمملكة للمطالبة بـ«إجراءات عاجلة» لمساعدة المدنيين في قطاع غزة، ووقف العدوان عليهم.
من جانب آخر وفي السياق نفسه اتخذ مؤتمر ميونيخ للأمن قراراً باستبعاد الكيان الإسرائيلي من المرحلة الرئيسية للحدث بسبب الحرب المستمرة على غزة، وفقاً لمقابلة أجرتها القناة «12 » الإسرائيلية مع منظمي الحدث.
وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست»: إن هذا القرار جاء بمنزلة مفاجأة لأن المؤتمر يعد من أعرق المؤتمرات في مجال الأمن القومي، وتعد «إسرائيل» من المساهمين الرئيسيين في هذا الحدث، مشيرة إلى أنه حتى العام الماضي أعطى المؤتمر ممثلي “إسرائيل” مكاناً مهماً في المؤتمر، حيث منح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء الدفاع بيني غانتس ويوآف غالانت وموشيه يعالون مقاعد مركزية في المؤتمر، لكن قبل انعقاد المؤتمر الذي من المتوقع أن يتم بعد أسبوعين، قررت إدارة المؤتمر رفض جميع الطلبات المقدمة من “إسرائيل” للمشاركة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار