الأمطار الغزيرة ترفع مناسيب مياه الآبار والأنهار في محافظة حماة وتغمر الطرقات والأراضي الزراعية

حماة – محمد فرحة:
كم نأمل ونتمنّى أن يكون هذا العام الممطر خيراً على إنتاجنا الزراعي، ونحن الذين عانينا كما غيرنا خلال السنوات الأربع الماضية من الجفاف والمتغيرات المناخية القاسية.
لكن للأسف لم تتوافر لمحاصيلنا الزراعية كل مستلزماتها من أسمدة، ما قد ينعكس سلباً على إنتاجنا، والذي يتماشى مع المعدلات المطرية التي فاقت التقديرات لمثل هذه الفترة من العام، وما يقابلها للفترة نفسها من العام المنصرم.
وفي التفاصيل، فقد غمرت المياه التي هطلت خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية الطرقات العامة، وتدفقت الينابيع بشكل لافت وفاضت الأنهار، في الوقت الذي تحولت فيه العديد من المواقع الزراعية إلى برك ومستنقعات مائية، دفع المعنيين في هيئة زراعة الغاب إلى وضع كل الآليات وكوادرها البشرية في حالة استنفار دائم، وفقاً لتأكيد مديرها العام المهندس أوفى وسوف.
مشيراً إلى أن المعدلات المطرية هذا العام تعدّت أضعاف ما يقابلها من العام الماضي، ما يبشّر بموسم زراعي خير. موضحاً أن كمية الأمطار التي هطلت خلال الموسم حتى اليوم الجمعة في مجال سهل الغاب، في شطحة  ١١٥٢ ملم مقابل ٣٦٩ ملم لنفس الفترة من العام الماضي، وفي عين الكروم بلغت ٨٣٦ ملم مقابل ٢٨٧ ملم  لنفس الفترة من العام الماضي.
وأمِل أن تكون سدود سهل الغاب في وضع فني جيد، يمكن تخزين هذه المياه فيها لزوم حاجتنا إليها صيفاً لسقاية المحاصيل الزراعية، كما أنه يمكن في حال توافرها زراعة المزيد من الزراعات التكثيفية.
من جانبه، أوضح مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير إلى أن الهطلات المطرية الغزيرة على مدار الأيام الماضية أنعشت القطاع الزراعي والمزارعين، ورفعت معدلات جريان الأنهار كنهر الساروت الذي يغمر عادة طرفيه في مواقع متعددة وتحديداً في أراضي  قريتي جرجرة وأم الطيور.
وأضاف باكير: إن  هذه المعدلات المطرية تشكل مخزوناً كبيراً للأشجار المثمرة كالزيتون والكرمة وغيرهما، وهي العطشى منذ سنوات.
وبيّن لـ«تشرين» أن المعدلات المطرية في مجال زراعة حماة، بلغت في وادي العيون حتى تاريخ اليوم الجمعة ١١٤ ملم، مقابل ٣٩٩ ملم لنفس الفترة من العام الماضي، وفي عين حلاقيم ١١٥٠ ملم وفي مصياف ٩٩٠ ملم مقابل ٣٥٩ ملم.
أما في منطقة البادية، فقد بلغت في ناحية السعن ١٣٧ ملم مقابل ٨٢ ملم، ووادي العزيب ٩٠ كم شرق حماة ١٠١ ملم مقابل ٧١ ملم العام الماضي.
هذا فيما يتعلق بالهطلات المطرية، أما في مجال الينابيع، فقد تدفقت في جميع أنحاء المحافظة بشكل كبير كما هو الحال لينابيع أبوقبيس وشلالات الزاوي بريف مصياف.
في جانب آخر، أدت هذه الهطلات المطرية إلى إلحاق الأذى بالطرقات وحفرت أخاديد بها، أدت إلى انهدامات في مواقع أخرى.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار