من إعلام العدو.. محلل إسرائيلي: الرهان على الضغط العسكري من أجل استعادة الأسرى يشبه اللعب في كازينو للقمار

ترجمة وتحرير – غسان محمد:

نقل المُحلل في صحيفة “يديعوت أحرونوت” رونين بيرغمان عن مسؤول إسرائيلي، رفض الكشف عن هويته قوله: إنّ خطط الحرب التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية والجيش، والموساد، والشاباك، ووزارة الحرب، والمحيطين برئيس الحكومة” بنيامين نتنياهو، وكل ما يتعلق باستعادة الأسرى لدى فصائل المقاومة في غزة، تشبه ما يقوم به روّاد كازينو للقمار، يضعون النقود على أمل الربح في جولة جديدة.
وأضاف المسؤول، أن “إسرائيل” بعساكرها ووكالات استخباراتها، تقف أمام لعبة الحظ، رغم أنها تخسر المرة تلو الأخرى، ورغم أنها قد تربح في أفضل الأحوال القليل من النقود، لكنها في نهاية الأمر تبقى خاسرة، ومع ذلك تستمر في لعب اللعبة، وتأمل بأن تأتي اللحظة المناسبة وتغير الحظ، ويأتي الربح الكبير، وهذا هو الحال تماماً في ما يتعلق بالحرب في غزة، حيث تصر “إسرائيل” على تحقيق ما تعده الانتصار، لكنها لا تنتبه إلى حقيقة أنها تخسر المال كله، ولا تدرك أن الكازينو هو الرابح دائماً في النهاية.
وتابع بيرغمان: لقد نجحت “إسرائيل” في تحرير أسير واحد فقط طوال 100 يوم، وبقية المخطوفين تمت استعادتهم بصفقة، فيما كانت المؤسسة الأمنية والسياسية والعسكرية تقول إنّ هدف العملية العسكرية الأول هو تفكيك قدرات المقاومة، الامر الذي سيسمح بتحقيق الهدف الثاني، المتمثل باستعادة الاسرى.
لكن، ما الذي يعنيه تشديد المقاومة من شروطها بخصوص صفقة محتملة لتبادل الأسرى، بالرغم من زعم المسؤولين العسكريين الإسرائيليين أنه كلما اشتد الضغط العسكري، وكلما تغرس جرافات الجيش الإسرائيلي مخالبها في غزة، ستكون المقاومة مرغمة على تقديم تنازلات في هذا الخصوص..؟
وأضاف بيرغمان: بغض النظر عن ظروف مقتل بعض الأسرى، هناك حديث يدور في السر حول ضرورة إعادة التفكير في الموضوع كله، في ضوء حقيقة أنه لا يوجد احتمال آخر للفوز الكبير في هذا الموضوع، وأن الاستمرار في الحرب، أشبه بضرب الرأس بالحائط، خصوصاً بعدما اتضح أن احتمال إنقاذ الأسرى بالقوة ضئيل للغاية.
وشدد بيرغمان على استحالة تحقيق أهداف الحرب، قائلاً إن المسؤولين في الجهاز الأمني يعرفون هذه الحقيقة، خصوصاً وأن التوغل البري في غزة لم يُحسّن وضع الأسرى، بل على العكس، أدى إلى قتل العديد منهم.
وبحسب بيرغمان: المشكلة هي أنه إذا لم تتوقف الحرب، واستمر وزير الحرب يوآف غالانت في قيادة العملية العسكرية التي تشمل احتلال أجزاء من قطاع غزة، من دون تحقيق أي إنجاز عسكري مهم، فإن ذلك يطرح سؤالاً مهماً يتعلق بمصير الأسرى.
من جانبه، سخّر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، من تصريحات نتنياهو وقوله إنه سيحارب حتى الانتصار، قائلاً: إن نتنياهو يكرر المتلازمة الجوفاء، لاعتبارات بقائه السياسي، فهو يعلم أنه بالرغم من التأييد المتزايد لدى الجمهور لصفقة تشمل تقديم تنازلات صعبة، فإن خطوة كهذه ستؤدي إلى تفكيك ائتلافه الحكومي.
وتابع هرئيل، أن “كابينيت الحرب” منقسم حول مسألة وقف إطلاق النار واستعادة الأسرى، وهذا يشير بوضوح إلى الارتباك، وعدم القدرة على التفكير بطريقة موضوعية وصحيحة تجاه الأسرى، والسبل الكفيلة بوقف الحرب، وهذا ما زاد من الشعور بالإحباط لدى جهات رفيعة في الجيش والشاباك، تتخوف من أن الاعتبارات السياسية لرئيس الحكومة هي التي تقف وراء سلوكه في كل ما يتعلق بصفقة الأسرى واليوم التالي للحرب في غزة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار