«الصراع على الهوية» في مؤتمر دولي حول الثقافة والاستعمار على مدرج جامعة دمشق

تشرين – لمى بدران:

قدّم الاتحاد الوطني لطلبة سورية والاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطيني مؤتمراً دولياً مساء اليوم بعنوان (الثقافة والاستعمار: الصراع على الهوية) وذلك بالتعاون مع جامعة دمشق ومؤسسة أرض الشام ومؤسسة القدس الدولية، وقد تضمّنت فعاليات المؤتمر جلستين متتاليتين تخلل كل منهما خمس مشاركات متنوّعة بأوراق عمل وأبحاث ثقافية من نخبة المثقفين في سورية وفلسطين وإيران….
وقد شارك السفير الإيراني في سورية حسين أكبري بورقة عمل بعنوان “الحالة الاستعمارية في الشرق، وثقافة المقاومة” وفي تصريحه للإعلاميين أكّد أن محور المقاومة اليوم لديه المعايير المستقلة كلها لهوية المقاومة، وأن الدول المقاومة تريد العزة والحرية والهوية لكن الأعداء اليوم يرفضون أن تخرج من تحت سيطرتهم لذلك فإنّ المقاومة اليوم مضطرة لأن تستخدم القوة العسكرية التي تمتلكها لإعمال منطقها على الآخرين، كما شدّد على أنه لاشك أن كل الاعتداءات التي يقوم بها العدو الصهيوني والأمريكي على محور المقاومة تُمَّ الرد عليها وسيتم الرد عليها في المستقبل أيضاً.
بدوره صرّح رئيس مكتب الثقافة والإعلام في الاتحاد الوطني لطلبة سورية عمر الجباعي أن رسالتنا من مؤتمر اليوم الذي يضم ثلة من المفكرين والباحثين الأكاديميين هو الحفاظ على الهوية العربية التي تتعرض اليوم للكثير من المنغصات السياسية والاقتصادية والعولمة المتطرفة وأشكالها… وكل ذلك يدعونا للوقوف كشباب عربي واعٍ من أجل الحفاظ على تراثنا وتاريخنا وحضارتنا كما أن أهم القضايا المطروحة هنا اليوم هي القضية الفلسطينية التي هي في صحوة لم يسبق لها مثيل ومن ثمّ فإن فلسطين ستعيد بوصلة الصراع الذي حاول الأعداء حرفها من خلال جلب الإرهاب إلى المنطقة بأشكاله كلها، واليوم الصراع ليس صراعاً عسكرياً بقدر ما هو صراع ثقافي وفكري للحفاظ على وجودنا وإرثنا الحضاري ومكونات ومقومات الأمة العربية التي يجب أن نستنهض كل قوانا لأجل أن نعيد تموضعنا من جديد وبفترة تتطلب أن نكون جميعاً مدركين وفي حالة وعي بما يجري في المنطقة.
ومن أبرز المشاركات خلال الجلسة الأولى هي مشاركة للدكتورة كاميليا أبو جبل بعنوان “الممارسات الإسرائيلية لتهويد الجولان” التي استذكرت فيها محاولة فرض الجنسية الإسرائيلية على أهالي الجولان عام ١٩٧٨ وقرار ضم الجولان عام ١٩٨١ وموقف أهالي الجولان من الضم والإضراب المفتوح ومعركة الهوية وغير ذلك…. لتصل إلى أنه منذ ذاك الاحتلال للجولان وحتى اليوم بقي القرار الوطني ينبع عن موقف الجولانيين المقاوم للاحتلال، مؤكدين الحفاظ على الثوابت الوطنية والارتباط بالوطن الأم سورية.
وإن عنصر التشاركية بين القطاعات المختلفة بات واضحاً في المؤتمرات والفعاليات هذه الأيام..
من جانبه وفي هذا الشأن أوضح مدير مجلس الأمناء في مؤسسة أرض الشام باسل الدنيا قائلاً لتشرين: نحن اليوم من خلال هذا المؤتمر سنسعى بالتعاون مع اتحاد طلبة سورية ومع الجامعات السورية لنقل مثل هذه المؤتمرات لكل الجامعات السورية، والغاية هي التركيز على فئة الشباب بأسلوب علمي أكاديمي فكري ثقافي ممنهج، ويضيف: هناك استهداف كبير للثقافة السورية وهويتها ومفاصل حياتها لذلك نحن هنا لنؤكّد على التمسّك بهويتنا وبخيار المقاومة وخيار الوطنية ومتمسكون أيضاً بفكرة دحر أو طرد الاحتلال الإسرائيلي من المنطقة.
أما عضو مجلس الإدارة في مؤسسة القدس الدولية يوسف أسعد فشدّد على أنه لا يمكن طمس هوية القدس وإنهم بدورهم أنشؤوا مكتبة مقدسية حول القدس في مقرّهم، و كل من يرغب بالبحث العلمي بإمكانه زيارة تلك المكتبة للتزّود بالمراجع الكبيرة الموجودة عندهم، وختم قائلاً لنا: نحن نعوّل على الجيل الجديد لذلك أقمنا هذا التعاون مع جامعة دمشق ونريد أن ننقل ما تربينا عليه لأجيالنا القادمة.
يصب هذا المؤتمر الدولي النوعي في إطار التوعية الجماهيرية لأهمية ترسيخ الهوية والتراث والحضارة وتعزيز قضايانا وثوابتنا الوطنية وفي مرحلة جيوسياسية واجتماعية واقتصادية تتطلب الحرص من كافة فئات المجتمع.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار