مدير التربية ينفي إلغاء شهادة “التاسع”.. مجلس محافظة دمشق يدعو إلى الحفاظ على المواقع الأثرية
دمشق- بشرى سمير
تباين في أسعار الأدوية بين ما هو مدوّن على العبوة وما يتقاضاه الصيدلي، كانت مثار جدال بين أعضاء مجلس محافظة دمشق في ختام جلساته للدورة العادية الأولى للعام الحالي، برئاسة المهندس إياد الشمعة رئيس المجلس. حيث استغرب أحد الأعضاء وجود أدوية من إنتاج بداية العام الحالي ومدوّن عليها تسعيرة قديمة، ليفاجأ بأن سعرها أضعاف ما دوّن عليها، وما أثار حفيظة الأعضاء هو تبرير ممثل نقابة الصيادلة بسام النونو بأن التسعيرة المدونة هي تسعيرة قديمة وهناك لوائح سعرية جديدة وُزّعت على الصيادلة، وخاصة بعد زيادة أسعار بعض الأدوية 100%. مبيناً عدم إمكانية تدوين السعر الجديد على العبوة الدوائية، إضافة إلى أن السعر القديم هو ليتسنى للمواطن معرفة نسب الزيادة على الأسعار . كما تم التطرق خلال الجلسة إلى ما تعرض له مشفى ابن رشد من أضرار نتيجة الحريق الذي حصل فيه وضرورة إعادة تأهيله.
كما ركّزت مداخلة عضو مجلس محافظة دمشق المهندس نضال هيلم، على أهمية إدارة المخاطر للحفاظ على التراث العمراني وعلى الأبنية الأثرية بكافة تنوعاتها، وتوفير المنهجية السليمة لتحديد تلك المخاطر وتقييمها للحفاظ على التراث العمراني والثقافي للأبنية الأثرية، وبما يسهم في التنمية المستدامة من خلال الترميم وإعادة التأهيل ضمن رؤية استراتيجية في الإدارة والحماية المتكاملة لتراث العاصمة الأقدم في التاريخ، حيث يجب الحفاظ على كل مبنى أثري، لأنه تاريخنا وهويتنا وثقافتنا، مشيراً إلى سلسلة الحرائق التي وقعت من حريق العصرونية إلى ساروجا، وقبل أربعة أيام اندلع حريق هائل داخل مسجد العنابي الأثري في دمشق القديمة، في حي باب سريجة، ويعود تأسيسه تقريباً إلى عام 1810، وتمكنت فرق الإطفاء من إخماد الحريق الذي سبّبه “ماس كهربائي”. إضافة إلى المطالبة بالاهتمام بالمناطق الأثرية ومنع الإشغالات عليها وتأهيل تمثال البطل صلاح الدين الأيوبي بجوار قلعة دمشق، الذي طاله الكثير من الأذى في أجزائه. وأيضاً طالب الأعضاء بترميم حمام القاضي، الذي تحوّل إلى مكبّ للقمامة.
كما اقترحت المداخلات استثمار أسطح المدارس لوضع الطاقة البديلة للأهالي وتخديم المدارس مجاناً، وإجراء دورات تدريبية لطلاب المدارس على أتمتة أسئلة الامتحانات للثانوية العامة. وفيما يتعلق بالتربية، فقد تمت المطالبة بمحاسبة مديرة مدرسة “ذو النورين” لإساءتها المعاملة وعدم التذرّع بعدم وجود بديل.
أيضاً طالب الأعضاء إلزام المطاعم بوضع لائحة الوجبات مع أسعارها ومنع المطاعم في دمشق القديمة من الاستمرار بالعمل حتى الفجر واستمرارها بإزعاج الجوار من خلال الأغاني أو تشغيل المولدات، إضافة إلى تكرار مطلب معالجة ظاهرة نبّاشي القمامة الذين تحولوا إلى سرقة كابلات الكهرباء والأشرطة.
وبيّن مدير سياحة دمشق ماجد عز الدين أن هناك اهتماماً في وزارة السياحة بالمناطق الأثرية، وتم تشكيل لجنة مشتركة لدراسة واقع المنشآت السياحة والمطاعم.
وفيما يتعلق بالمطاعم وعملها، لفت إلى أنه تتم محاسبة المطاعم التي تقدم برامج فنية أو مشروبات روحية من دون ترخيص، وفي حال تكرار المخالفة يتم إغلاق المنشأة. أما ما يتعلق بضرورة وضع لائحة الأسعار على الوجبات المقدمة في المطاعم، فبيّن أن القانون 23 ألزم أصحاب المطاعم بوضع تسعيرة للوجبات المقدمة، وكذلك هناك جولات رقابية على “المولات” والمراكز التجارية الكبيرة، وتم تنظيم ما يقارب 1000 ضبط بحق المخالفين .
من جانبه، أشار مدير أوقاف دمشق هشام صلاحي إلى أنه تم وضع خطة للحفاظ على المساجد ومنع الحرائق فيها، من خلال الإيعاز بقطع التيار الكهربائي بعد صلاة العشاء، وخاصة أن هناك تدفئة في المساجد توضع تحت السجاد، ما يشكّل خطورة بوقوع الحرائق، إضافة إلى وضع خطة إنذار مبكر في حال وقوع حريق .
وفيما يتعلق بجامع العنابي في باب سريجة، لفت صلاحي إلى أن هناك خطة لإعادة تأهيله وإعادته كما كان، لكونه جامعاً أثرياً عريقاً، منوهاً بوجود أكثر من متبرع بهذا الخصوص.
بدوره، بيّن مدير صحة دمشق الدكتور سامر شحرور أن هناك عدة مشاريع هذا العام لتأهيل مركز 7 نيسان ومركز القاعة مع تركيب طاقة بديلة، إضافة إلى تركيب طاقة بديلة في العيادات الشاملة في الزاهرة، وتأهيل مركز القدم وزيادة طبيعة العمل للأطباء البشريين بنسبة 100%.
ولفت ممثل دائرة آثار دمشق فاروق سايس إلى أنه بالنسبة لتأهيل تمثال صلاح الدين، فإن ملكيته لا تعود إلى مديرية الآثار والمتاحف. وعن الإشغالات على المواقع الأثرية، فأشار إلى أن المديرية تعمل على معالجة هذه الظاهرة للحفاظ على المواقع الأثرية والتاريخية.
مدير تربية دمشق سليمان اليونس، أشار إلى أن اقتراح استثمار أسطح المدارس لتركيب طاقة شمسية فكرة جيدة، لكنها بحاجة إلى تنسيق مع الجهات المختصة في وزارة التربية. ولفت إلى أن أتمتة أسئلة الامتحان لاقت استحسان الطلاب، لما تحققه من عدالة في التصحيح والابتعاد عن التوقعات والملخصات التجارية، حيث طبقت خلال امتحانات الفصل الأول، وكانت النتائج جيدة، منوهاً بأن ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي حول إلغاء شهادة “التاسع” غير صحيح ولم يصدر أي قرار بهذا الشأن .
كما لفت مدير التربية إلى أن الأسئلة الامتحانية للثانوية العامة ستكون جميعها مؤتمتة، والأسئلة توضع بما يقيس قدرات ومهارات الطلاب ويحقق التمايز فيما بينهم.