مصادر معلومات المواطن السوري عن الشأن العام.. بندوة حوارية احتضنتها كلية الإعلام بدمشق

دمشق- لمى سليمان/ منال الشرع:
المصداقية هي الركن الأساس لأي وسيلة إعلامية كانت أم إلكترونية، والسرعة في الحصول على هذه المعلومة قد يكون شاغل الناس، لكن المصداقية هي التي تقود الإعلام الصحيح. كيف يمكن للمواطن أن يحصل على معلومته وماهي الوسائل السريعة والمؤثرة للوصول للرأي العام ؟ تلك كانت من أهم الأسئلة التي تم طرحها في الندوة التي عقدت في  كلية الإعلام  بدمشق، بحضور عدد من الأساتذة الجامعيين والصحفيين وطلبة الدراسات العليا.

تصدر الإنترنت اللائحة الإعلامية
استهلت الندوة بعرض فيديو استطلاعي لمجموعة من العامة عن مصادر المعلومات المتاحة لديهم والأكثر اعتماداً ومصداقية في عصر انفجار المعلومات الذي نشهده حالياً، وحسب النتائج تصدر الإنترنت اللائحة الإعلامية، تليه القنوات التلفزيونية، أما الصحف فبالكاد تذكّرها أحد.

رئيس قسم الإعلام الإلكتروني أ.د أحمد الشعراوي شرح في ورقته البحثية الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات. فالإنترنت يقدم اليوم كماً هائلاً وغزيراً من المعلومات، جعل منه الوسيلة الأولى للحصول على المعلومات.

مصدر مهم من مصادر المعلومات
ويرى الشعراوي أن البث السريع والمتواصل للمعلومات عن طريق الإنترنت جعله الطريقة المفضلة لدى الجمهور في الوصول إلى المعلومة، وهو يسيطر اليوم على الساحة الاتصالية كمصدر مهم من مصادر المعلومات، ويبقى افتقاره إلى المصداقية التي تتمتع بها وسائل الإعلام التقليدية أحد السلبيات الأساسية، إضافة إلى المعلومات المضللة التي من الممكن أن تكون ذات نتائج كارثية أحياناً والتي تأتي في سياق الكم الغزير واللحظي من المعلومات.

الوعي هو الأساس
وشدد الشعراوي  على أهمية الوعي لطبيعة المعلومات التي يتلقاها الجمهور لتحديد الجيد منها والسيىء . وهنا نحتاج قادة رأي وأن يقوم الإعلام بدوره من النواحي الإيجابية للتأكيد عليها والسلبية لتلافيها وبالذات على مستوى الأسرة.
موضحاً أنه وعلى مبدأ “حين تكون الخدمة مجانية فتأكد أنك السلعة”، من هنا فإن الهدف من مجانية الإنترنت هو الوصول إلى العقول، والوعي هو الأساس للتمييز بين الجيد والسيىء وبالطبع الجميع معني ومسؤول من الأسرة إلى المدرسة ووسائل الإعلام للتركيز على الإيجابيات وتلافي السلبيات.
بدورها تحدثت رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون د.لين عيسى عن الإعلام الرقمي كمصدر رئيسي للمعلومات وتأثيره على الإعلام التقليدي من ناحية الشأن العام الداخلي والخارجي.
ولفتت إلى أنه في تقرير عن رويترز لعام ٢٠٢٣ أوضح أن أغلبية الجمهور يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات ويفضلون القصة المشاهدة على المقروءة.
كما تحدثت د. عيسى عن استطلاع لرأي المواطن السوري حول مصدره الرئيسي للحصول على الخبر ومدى استخدامه للإنترنت وثقته بالخبر وحول ما إذا كان يفضل الإعلام الإلكتروني أم التقليدي؟
وأظهر الاستطلاع أن النسبة الأكبر تميل إلى استخدام الإنترنت عن قنوات التلفاز والإذاعة وحتى الصحف. وبالنسبة لتأثيره على الإعلام التقليدي فقد رأى ٧٢ بالمئة من العامة أن الإعلام الإلكتروني قد يلغي التقليدي في حين رأى ٢٨ بالمئة أن لا تأثير للإعلام الإلكتروني على التقليدي،. وأكد ٩٤ بالمئة ممن استطلع رأيهم أن لاثقة لديهم بالمعلومات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

علاقة تكاملية
وشددت د.عيسى على أن العلاقة بين الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي هي علاقة تكاملية ولا يمكن لأحدهما أن يلغي الآخر، وأنه من الواجب على وسائل الإعلام التقليدية مواكبة التطور التكنولوجي القائم على الإنترنت والهواتف المحمولة.
وبالنسبة لتأثير منصات التواصل الاجتماعي على الإعلام التقليدي، أكدت د.عيسى أن المنصات تهدف إلى زيادة عدد المتابعين، وهناك تفاعل أكثر مع الجمهور وانتشار داخلي وحتى عالمي أكثر، في حين تعاني وسائل الاعلام التقليدية من ضعف الإيرادات وعدم القدرة على مواكبة الأحداث بنفس سرعة الإعلام الرقمي، كما أنها غير قادرة على نشر المحتوى العنيف لبعض الأحداث، ما يجعل الإعلام الرقمي أكثر تأثيراً.
النائب العلمي لكلية الإعلام الدكتورة ندى الساعي، بينت أن الندوة اليوم تتمحور حول مصادر معلومات المواطن السوري بالشأن العام والمحلي والإقليمي والعالمي، حيث تم رصد عينة من الجمهور السوري والذي يتنوع بين ٨٧،٣% من الإناث و١٢،٧% من الذكور وغلب عليه التعليم الجامعي ٩٨،٦% وكانت النتائج تصدر مواقع التواصل الاجتماعي قائمة المصادر التي  تعتمدها عينة الدراسة بنسبة ٤٧،٩% تليها المحطات التلفزيونية الخاصة بنسبة ٤٠،٨% ثم المحطات التلفزيونية الحكومية ٢٩،٦% فالإذاعات المحلية والقنوات العربية.

وجاء في مقدمة أسباب اختيار مصادر  المعلومات التي يعتمدها المواطن السوري، تقديم الوسيلة للأخبار الحديثة والآنية بنسبة ٥٢،١%  يليها المصداقية وتقديم المعلومات الهامة وتقديم التغطية الشاملة بنسبة ٣٦،٦% وحل تقديم المعلومات البعيدة عن الرقابة في المرتبة الأخيرة
وعن مصداقية المصادر التي يعتمدها المواطن السوري حسب الساعي، حققت المواقع الإلكترونية العربية والعالمية أعلى درجة مصداقية ٤٠،٨% ثم المحطات التلفزيونية الحكومية ٣٥،٧% تليها المحطات التلفزيونية العربية ٣٤،٣ % فالإذاعات المحلية بنسبة ٢٧،١% ثم المحطات التلفزيونية الخاصة ٢٤،٣% وحلت المواقع الإلكترونية المحلية خامساً ٢٢،٥ وأخيراُ مواقع التواصل الاجتماعي ١٩،٧%.
الدكتورة فلك صبيرة-  كلية الإعلام،  تطرقت إلى دور الصحافة كمصدر للمعلومات بقضايا الشأن العام، مصدر معرفة أو توجيه رأي عام والتحليل والتفسير والاعتمادية والمصداقية والتأثير على الرأي العام واتجاهات السلوك بقضايا الشأن العام.

المعلومة تسبق الرآي في الأهمية
الدكتور عربي مصري- كلية الإعلام، شارك بورقة بحثية، تناولت مصادر المواطن السوري بالشأن العام وكيفية وأهمية المعلومات للناس، فالمعلومة تسبق الرأي في الأهمية، والذي لايملك معلومة لن يكون لديه رأي وقدرة على التعبير، إضافة إلى ذلك تسلسل تعامل الناس مع المعلومة من تعرض إلى استخدام إلى اعتماد والعوامل المؤثرة على  مصداقية مصادر المعلومات الوطنية وكيفية تعزيز الثقة بين المواطن و مصادر المعلومات الوطنية.

جيل بصري بامتياز

كما تحدثت مديرة تحرير صحيفة تشرين يسرى المصري عن كيفية مواكبة الإعلام الرسمي التقليدي للإعلام الرقمي عن طريق إنشاء منصات تواصل تابعة لهذه الوسائل قادرة على التفاعل مع المواطن وإيصال الأخبار العاجلة وتحقيق المصداقية  أولاً، إضافة إلى مراعاة كون الجيل الجديد هو جيل بصري بامتياز وغير مهتم بالقراءة.
وعن طريق هذه المنصات وماتنشره من أخبار وفيديوهات وملفات عاد الإعلام التقليدي ليصبح  مصدراً أساسياً للتحليل والدراسات وتقديم رؤى ووجهات نظر وحلول لقضايا تهم الشأن العام اقتصادية ومالية واجتماعية وثقافية وسياسية وتكون مصدرا لأخبار ومعلومات  حتى بالنسبة لبعض الوسائل الإعلامية الأخرى.
وتساءلت: بعد أن بدأنا بالتغيير هل نمتلك كل وسائل التغيير الفكري والتكنولوجي الذي يجعلنا قادرين على استقطاب  الجيل الجديد؟
وبالطبع فإن مصداقية الإعلام التقليدي هي كنوع من انواع الأمن المعلوماتي والوطني، مثله كمثل باقي أنواع الأمن، كالطاقي والفكري وسواه. لذلك فإن الأمن الوطني يحتم علينا الاهتمام ومحاولة تطوير الإعلام التقليدي كونه هو الأساس.

الزميلة الاعلامية ايناس السفان من وكالة سانا لفتت أن الوسائط الاعلامية التقليدية أكثر أمانا ومَجْلبة للثقة أكثر من نشاط الفضاء الإلكتروني، وذلك بسبب أن الإعلام التقليدي يبقى مشتملاً بالانضباط أمام النصوص القانونية التي تحكم نشاطه، بالإضافة إلى أن خضوع الصحافة التقليدية لقوانين الإعلام التي تسنُّها كل دولة حسب خصوصياتها ومنظومتها الفكرية.
وفي تصريح لـ”تشرين” على هامش الندوة تحدث رئيس قسم الإعلام الإلكتروني أ.د أحمد الشعراوي عن فحوى ورقته البحثية التي تشرح الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات. فالإنترنت يقدم اليوم كماً هائلاً وغزيراً من المعلومات، جعل منه الوسيلة الأولى للحصول على المعلومات.

النائب العلمي لكلية الإعلام الدكتورة ندى الساعي، بينت لـ”تشرين” أن الندوة اليوم تتمحور حول مصادر معلومات المواطن السوري بالشأن العام والمحلي والإقليمي والعالمي، حيث تم رصد عينة من الجمهور السوري والذي يتنوع بين ٨٧،٣% من الإناث و ١٢،٧% من الذكور وغلب عليه التعليم الجامعي ٩٨،٦% وكانت النتائج تصدر مواقع التواصل الاجتماعي قائمة المصادر التي  تعتمدها عينة الدراسة.
الدكتور عربي مصري- كلية الإعلام، شرح لـ”تشرين” عن مشاركته في هذه الندوة بورقة بحثية، تتناول مصادر المواطن السوري بالشأن العام وكيفية وأهمية المعلومات للناس، فالمعلومة تسبق الرأي في الأهمية، والذي لايملك معلومة لن يكون لديه رأي وقدرة على التعبير، إضافة إلى ذلك تسلسل تعامل الناس مع المعلومة من تعرض إلى استخدام إلى اعتماد والعوامل المؤثرة على  مصداقية مصادر المعلومات الوطنية وكيفية تعزيز الثقة بين المواطن ومصادر المعلومات الوطنية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار