«طلائعنا.. تُغني فلسطين» رسالة محبة من أطفال سورية إلى غزة
دمشق – لبنى شاكر:
أغنياتٌ وطنيّةٌ من التراثين السوري والفلسطيني، قدمها اليوم على خشبة مسرح الحمراء حوالي 150 طفلاً من الأوركسترا الوطنية المركزية لمنظمة طلائع البعث، بالتعاون مع مؤسسة «صباء»، تحت عنوان «طلائعنا تُغني فلسطين»، وعلى عادة الأوركسترا التي أٌعيد إحياؤها منذ عدة سنوات، قدّم الأطفال أيضاً أغنياتٍ كُتِبت ولُحِنت خصيصاً للحفل الذي يحمل هذه المرة رسالة تضامن من أطفال سورية إلى أطفال فلسطين، ولاسيما من يعيشون يوميات العدوان المستمر على غزة.
الدكتور عزت عربي كاتبي رئيس منظمة طلائع البعث، أكّد في تصريحٍ للصحفيين على دور المنظمة التربوي والاجتماعي الوطني، حيث تتكامل في أدائها وعملها وخططها مع وزارة التربية، ومُختلف الجهات والمؤسسات المعنية بالأطفال، مُشيراً إلى أن المنظمة تتفاعل وتهتم بما يحدث في الوطن العربي عموماً، وفي فلسطين قضيتنا المركزية خصوصاً، لذلك كان احتفال اليوم فرصةً ليُعبر أطفال سورية عن تضامنهم مع إخوتهم أطفال غزة في مُصابهم، وما يعيشونه من مجازر وحشية وظلم، يشهد عليه العالم بصمت، وقال أيضاً «أطفالنا يعبرون بأسلوبهم ومن خلال أصواتهم وموسيقاهم عن إيمانهم بالحق الفلسطيني الذي تربينا عليه جميعاً، وهي رسالة إلى العالم أجمع بأننا شعب يحب السلام ويأبى الظلم، وهي مناسبة أيضاً لتأكيد موقفنا الثابت في منظمة طلائع البعث وفي سورية عامة تجاه القضية الفلسطينية، وسنبذل كل ما نملك دفاعاً عن ترابنا والتراب الفلسطيني».
بدوره حسام الدرة عضو قيادة منظمة طلائع البعث ورئيس مكتب المسرح والموسيقا والفنون الشعبية المركزي تحدث لـ«تشرين» عن الجهود التي يبذلها المشرفون على الأوركسترا لتقديم أداء يليق بالمنظمة وتاريخها، ويليق بالجمهور الذي يُتابع نشاطاتها وحفلاتها، مُبيناً أن التحضيرات لحفل «طلائعنا تُغني فلسطين» بدأت منذ شهر، إذ إن الأوركسترا تُواكب بموسيقاها وحضورها كل ما يستجد محلياً، ومن هنا كانت الرغبة في إيصال رسالة محبة وسلام من أطفال سورية إلى أطفال فلسطين، عبر الكلمة واللحن اللذين يدعمان المبادىء التي نزرعها في نفوس صغارنا، تجاه التراب والحق الفلسطيني.
في حين قال قائد الأوركسترا المايسترو سليمان حرفوش، إن الحفل محاولة للقول إننا في سورية جميعنا، نقف إلى جانب أهلنا ولو بالكلمة واللحن، كذلك استعاد حرفوش في لقاء مع «تشرين» بداية عمله مع منظمة الطلائع، وحرصه مع المُهتمين لإعادة إحياء الأوركسترا فيها، بشكل احترافي مدروس، ومن ثم كانت انطلاقتها في حفلات كبيرة في أوبرا دمشق، حتى أنها كرّمت عدداً من الفنانين السوريين الكبار، من بينهم الفنان دريد لحام والفنان حسام تحسين بك، إضافةً إلى الفنان الراحل صباح فخري، والذي قال يومها «اليوم صار عندي يقين كامل بأن التراث السوري سيبقى مئة سنة بهذه الأجيال»، وهي في صدد التحضير لحفل ضخم على المستوى العربي.
الموسيقي والملحن عيسى النجار كتّب ولحّن أغنيتين خاصتين للمناسبة «وحياة ترابك يا سورية» و«ما يهمهم موتهم»، الأولى لسورية والثانية لفلسطين، وقال لـ «تشرين»: «في حفل اليوم اخترنا أغنيات جميلة وحماسية من التراث، وحاولنا تجيير اللحن بحيث يستطيع الأطفال التفاعل معه بإحساس صادق، وهذا احتاج منا تدريباً وتهيئةً، كذلك نهتم في الأوركسترا دائماً بفكرة الأداء الجماعي، بحيث يعي الطفل مكانته ودوره، وفي الوقت نفسه أدوار الآخرين ومكانتهم، وضروة التنسيق ليكون هناك انسجام وأداء ناجح، لا بدّ منه لإيصال الرسالة المرجوة بشكل صحيح، تحديداً في حفل اليوم الذي يُؤكد تضامننا مع فلسطين وأهلنا في غزة».
تصوير – طارق الحسنية