أين وصل قرار رئاسة مجلس الوزراء  الصادر عام  ٢٠١٨ بإقامة منطقة صناعية في “رجوم عين الكروم” بسهل الغاب؟

حماة- محمد فرحة: 

قبل ست سنوات من الآن، أصدرت رئاسة مجلس الوزراء القرار رقم / ٦٦ /  لعام ٢٠١٨  بناء على توصية اللجنة الاقتصادية بإقامة منطقة صناعية تخصصية بالمنتجات الزراعية في مجال منطقة سهل الغاب ومحيطه، وذلك في موقع يسمى “رجوم عين الكروم”.

وبعد مضي كل تلك الفترة، يتساءل المواطنون هناك: أين وصلت الأمور في هذا المشروع، وهو القرار الذي  تمت بموجبه مخاطبة وزارتي الإدارة المحلية والزراعة، المعنيتين بتفاصيل كل ذلك لاحقاً ، وفقاً لما جاء في الكتاب الصادر من رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس،  والذي يحمل الرقم / ١٥٦٥ / ١ تاريخ ٢٩ / ١٢ / ٢٠٢١ وفي بقية تفاصيله: فيتمحور حول إقامة  منطقة صناعية تخصصية بالمنتجات الزراعية، عطفاً على  كتاب وزارة الزراعة رقم ٣٢٥  تاريخ  ١٢ / ١٢ /  ٢٠٢١ .

واستناداً إلى توصية لجنة الخدمات والبنية التحتية المتخذة بالجلسة رقم  ١٩ يوم الإثنين تاريخ ٢٧ /١٢ /  ٢٠٢١، الموافقة على  إقامة  منطقة متخصصة بالصناعات الزراعية، في منطقة “رجوم عين الكروم”  في سهل الغاب وفقاً لأحكام  قرار رئاسة مجلس الوزراء رقم / ٦٦ /  لعام ٢٠٢١ وذُيّل الكتاب بموافقة رئيس لجنة الخدمات والبنية التحتية، وتكلّف محافظة حماة بالمتابعة وإجراء ما يلزم وفق أحكام قرارنا رقم / ٦٦ / أعلاه، وسجّل الكتاب في ديوان وزارة الزراعة برقم ٦٥٩٦ / تاريخ ٣ / ١٢ / ٢٠٢١ .

والآن بعد كل السنوات الماضية على صدور هذا الكتاب وتفاصيله، نقف لنتساءل: ما هي الخطوات التي قام بها محافظا حماة السابقين؟ بل هل من خطوات جديدة منذ عام ٢٠٢١؟

مدير عام هيئة تطوير الغاب- المهندس أوفى وسوف أوضح لـ”تشرين”، أنه تم نقل ملكية الموقع من أراضي أملاك دولة بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء إلى مجلس بلدية عين الكروم ، وكلفت وزارة الإدارة المحلية البلدية بالمتابعة.

واستطرد وسوف: مساحة الموقع ٧٥٥ دونماً ، وغداً سنخاطب السيد المحافظ للنظر بتجهيز البنية التحتية للموقع .

وفي معرض إجابته على سؤال “تشرين” عن ماهية المحاصيل التي ستتم صناعتها في المنطقة، أي من خلال المشروع، بيّن مدير عام هيئة تطوير الغاب أنها مثلاً صناعة الزيت من بذور القطن ، وتكرير زيت الزيتون ، والبقوليات ، والألبان والأجبان ، ولاسيما أن منطقة الغاب يتواجد فيها  قطيع كبير من المواشي من الماعز والأغنام والأبقار.

وتعليقاً على ذلك، لابد من الإشارة إلى أن ما ننتجه من بذور القطن لا يُشغّل معمل شركة زيوت حماة، فكيف سيكون الحال في بقية شركات الزيوت الحكومية؟.

والخشية أن يتحوّل سهل الغاب من أرض خصبة لإنتاج القمح إلى أرض لإنتاج البازلاء، ووفقاً لذلك نكسب منشآت صناعية هنا ونخسر محاصيل إستراتيجية هناك، نعم فيما يتعلق بالمنتج الحيواني، تعتبر تلك خطوة جيدة،  لكن تبقى مشكلة تسويق المنتج بعد عملية التصنيع إلى المحافظات الأخرى غاية في الأهمية، ولا سيما أن معمل الألبان في مبقرة جب رملة ليس ببعيد .

والخشية كل الخشية في  إبعاد محصول القمح الاستراتيجي من خطة زراعة سهل الغاب، وكذلك زراعة القطن، التي بدأت تتراجع  ومحصول الشوندر السكري .

فهل تمت دراسة جدوى إقامة منطقة صناعية كهذه  وتحديد محاصيل هذه الصناعات ، أم إن من اقترح ذلك على أساس “نشحن البندورة من درعا والبامياء من دير الزور”، وخاصة إذا ما عرفنا أن جلّ المنطقة المحيطة بموقع المنطقة المقترحة تزرع بالقمح والشوندر والبطاطا، زد على ذلك النسبة الكبيرة فيها أشجار مثمرة، بدءاً من “المحروسة” وما حولها و”نهر البارد” وما حولها .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار