من إعلام العدو.. مُحلل إسرائيلي: عندما نستيقظ ذات يوم ونكتشف أنّنا خسرنا كلّ شيء

ترجمة وتحرير – غسان محمد:

كتب المُحلل أمير سيغال، عبر موقع “زمن إسرائيل” أنّ الإسرائيليين سيستيقظون جميعاً في يوم من الأيام ويكتشفون أنّهم خسروا، ليس فقط الحرب ضد غزة، وإنّما كل شيء، وأضاف: كلما طال أمد الحرب، كلما خسرنا أكثر، ولا نزال نواصل الخسارة ونعمقها.
صباح السابع من تشرين الأول الماضي، استيقظت “إسرائيل” على أعظم وأفظع كارثة، ومع مرور الوقت والساعات، انكشفت المزيد من أبعاد الرعب الذي حدث في ذلك اليوم، والذي كلّفنا نحو 1200 قتيل ونحو 260 مستوطنة مُدمرة ومهجورة، وقاعدتين عسكريتين تمت السيطرة عليهما، بينما كانت “إسرائيل” كلّها في حالة صدمة كاملة، في وقت كنا فيه نعتقد أنّنا نعيش في مكان آمن، يحميه جيش قوي يُرعب القوى التي تهددنا.
في السابع من تشرين الأول الماضي، اكتشفنا أنّ جيشنا القوي والكبير، فشل في مواجهة عدو صغير، ولم يتمكن لأكثر من 24 ساعة من التغلب على الحصار الذي فُرِض على المستوطنات، فيما سيطر علينا الخوف والقلق والرعب، فيما كانت قيادتنا العسكرية والسياسية تواصل الخط المُتعجرف الذي قادنا إلى هذا الجحيم، بسبب تجاهل التهديدات والثقة المفرطة في قوة الجيش القادر على فعل كل شيء.
بعد أسابيع من الانتظار، لم تتم صياغة أي أهداف للحرب على غزة، سوى تصريحات تحريضية مثل “معاً سننتصر” وسندمر المقاومة الفلسطينية، فهل نستطيع فعلاً تحقيق ذلك…؟
لا، حتى أفراد قوات الأمن الذين يعتقدون أنّ هذا ممكن بطريقة ما، يقولون: إنّ تحقيق هذا الإنجاز يحتاج إلى سنوات.
هل نملك خيار القتال لبضع سنوات…؟
لا، الجيش مُنهك و”إسرائيل” كلّها في حالة عجز، وهذا ليس وضعاً يسمح بقتال طويل، ومن المشكوك فيه أن يكون الجيش الإسرائيلي قادراً على أن يكون فعّالاً خلال أسابيع قليلة، لقد دمرنا الكثير من غزة، وقتلنا الكثير من سُكانها، وهو إنجاز لا يستحق أن نفخر به، وجيشنا غارق حتى رقبته في غزة، ولا يستطيع أن يفعل أكثر من ذلك.
المستوطنات الشمالية تتعرض للقصف يومياً، وقد تمّ تدمير العديد منها، وتمّ إخلاء المستوطنين، والجيش الإسرائيلي لا يستطيع أن يفعل شيئاً، ولا حتى القيادة السياسية، التي لا تجرؤ على فتح جبهة ثانية، عندما تتواجد القوات الإسرائيلية في عمق غزة، وتنتشر في الوقت نفسه في الضفة الغربية، وتتولى حراسة المواقع الاستيطانية غير القانونية التي كان يجب أن يتم إخلاؤها قبل سنوات، والجنود النظاميون والاحتياطيون المنهكين لا يستطيعون تحمل أعباء إضافية.
بعد ثلاثة أشهر من الحرب ضد مجموعة من المقاتلين، وليس ضد جيش دولة مجاورة، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق أيّ نجاح، وحين افترضنا إمكانية تحقيق نجاح ما، اتضح لنا اليوم أنّ هذا الافتراض كان غطرسة خالصة تصطدم الآن في الواقع المحتوم.
لقد دمرنا آلاف العائلات في غزة، وتمّ القضاء على بعضها بالكامل، وتدمير مئات العائلات في “إسرائيل”، وفي الوقت نفسه، لا يزال أكثر من نصف الأسرى في غزة، بعضهم قُتل على أيدي الجيش الإسرائيلي، وهكذا فإنّ الفشل يتزايد ويتعمق، إلى جانب الشلل في مجالات أخرى مثل السياحية والاستثمارات، والوضع بات خطراً جداً وغير مستقر، والوضع سيء جداً، لأنّ العالم يرى أنّنا في غزة نقتل بلا رحمة، بلا تمييز، وبلا أخلاق، والوضع سيء لأننا نخسر، وعندما نخسر يتم تقويض موقفنا أكثر، و”إسرائيل” مشلولة، وغير قادرة على مساعدة نفسها، أو مساعدة الجاليات اليهودية في العالم.
بعد ثلاثة أشهر من الحرب، أصبح الجيش الإسرائيلي مُرهقاً، وغير قادر على العمل أكثر مما كان عليه من قبل، كما فشل في إنقاذ الأسرى وفي استعادة الأمن، وهو غير قادر على حماية الحدود الشمالية، ولا على العمل في البحر الأحمر، والحكومة الإسرائيلية معزولة، ومنهمكة في سياسات تافهة، وفقدت ثقة الجمهور.
وضع “إسرائيل” يتدهور، ووضعنا الاقتصادي سيئ، وتماسكنا يضعف ويتراخى، و”إسرائيل” منقسمة وضعيفة ومُنهكة، والجيش مُنهك ويتم عصيان الأوامر. وكلّما تعمّقت النزعة اليمينية المتطرفة، كلّما تعمّق ضعفنا، ومع تعمّق ضعفنا، يتعمّق أيضاً اليمين والقومية والعنصرية.
نحن خائفون، وقلقون، ونشعر بالإرهاق والتعب والإحباط.
لقد خسرت “إسرائيل” هذه الحرب، وهي تخسر كلّ يوم المزيد والمزيد، وفي يوم من الأيام سنستيقظ جميعاً ونكتشف أنّنا خسرنا كل شيء.
فكم سنخسر بحلول ذلك الوقت…؟ هل يمكننا تغيير مسار هذه العملية التدميرية…؟ هل لدينا ما يكفي من التعاطف معنا…؟ لذلك، يجب أن يتوقف القتال فوراً. لأن كل يوم هو تعميق للخسارة، ويجب إقالة الحكومة فوراً، لأنّ قادتها وأعضائها يثبتون عدم كفاءتهم في القيادة، واتخاذ القرارات، وكل يوم نواصل فيه هذه الحرب الانتقامية يعني المزيد من الخسائر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار