واشنطن التي تختبئ خلف تصريحاتها.. لتشعل الإقليم بشتى الوسائل
تشرين:
في الظاهر وكما يُحكى ويُسرّب لا تريد واشنطن حرباً في المنطقة، لكن في الحقيقة والواقع فإن الولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها «إسرائيل» أكثر من يريد الحرب، يدفعان لها ويواربان بالتملص منها عبر نفي وعدم تبني تصريحات إعلامية لا تحمل إلّا رائحة الحرب والبارود ولكن كما بات معروفاً فالحرب كما تريدها واشنطن على لحظتها وتوقيتها، رغم تفاعل الإقليم انطلاقاً من مجريات الميدان في غزة لليوم الـ90 على التوالي وصولاً إلى تشابك كل الجبهات، إذ لا يمكن أن يندلع حدث ما إرهابي بطبيعة الحال من دون أن تقف خلفه واشنطن و«تل أبيب» معاً، كما في التفجير الإرهابي في كرمان الإيراني أمس وفي الذكرى السنوية لاستشهاد قائد فيلق القدس السابق الفريق قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي ورفاقهما، وقبلها اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية، وصولاً إلى استهداف إرهابي لمقر للحشد الشعبي في العراق.
المتهم واحد والمستهدف واحد
بناء على ما سبق ذكره، نجد أن المتهم واحد والمستهدف واحد.. المتهم واشنطن و«تل أبيب»، باعتبارهما يشتركان في الأهداف والتوجهات، والمستهدف واحد على امتداد الإقليم وتشابك واشتباك الجبهات أي المقاومة، وأن واشنطن تسير نحو إشعال الإقليم بشتى الوسائل، لاستنزاف جيوشه وقوى المقاومة من جهة، ومن جهة أخرى لترميم صورة الهزيمة التي منيّ بها كيان الاحتلال ولا يزال في غزة، إذ الخوف في الشمال يتفاقم وعداد القتلى إلى ارتفاع، من هنا لا يمكن فصل ما يجري في هذين اليومين عن العدوان الإسرائيلي على غزة الذي تطول تداعياته عموم المنطقة..
المتهم واحد والمستهدف واحد.. المتهم واشنطن و«تل أبيب»، باعتبارهما يشتركان في الأهداف، والمستهدف واحد على امتداد الإقليم وتشابك واشتباك الجبهات أي المقاومة
ففي الوقت الذي تشن فيه المقاومة العراقية هجمات على قواعد الاحتلال الأميركي في كل من سورية والعراق، مؤكدةً في بياناتها أنّ الضربات تأتي استمراراً للنهج في مقاومة قوات الاحتلال الأميركي في العراق و المنطقة، ورداً على مجازر الكيان الإسرائيلي بحق أهالي غزة، أفادت وسائل إعلام بارتقاء شهيدين أحدهما معاون قائد عمليات حزام بغداد في الحشد الشعبي مشتاق طالب السعيدي، وإصابة 6 آخرين، في عدوان استهدف مقر الحشد شرقي العاصمة العراقية بغداد، وأشارت إلى أنّ العدوان نفذ بـ4 صواريخ، أطلقت 3 منها دفعة واحدة أما الرابع فاستهدف سيارة قائد حزام بغداد في الحشد الشعبي، كما لفتت الوسائل إلى أن لا معلومات مؤكدة حتى الآن حول ما إذا كان القصف على مقر الحشد الشعبي أميركياً أو إسرائيلياً، منوهة بأن العدوان تزامن مع استعدادات القوات العراقية لاحتفالات ذكرى تأسيس الجيش.
الولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها «إسرائيل» أكثر من يريد الحرب، يدفعان لها ويواربان بالتملص منها عبر تصريحات إعلامية لا تحمل إلّا رائحة الحرب والبارود
« 1500 إصابة في كل يوم حرب مع حزب الله»
الاستهدافات الإرهابية على غير ساحة في الإقليم والتي تقف خلفها واشنطن و«إسرائيل» بلا شك، هي ستار على حال الهزيمة والقلق اللذين يتم الحديث عنهما داخل كيان الاحتلال، وهو الحال الذي تدركه واشنطن تماماً، وبينما «يرغي» الكيان و«يزبد» عن الاستمرار حتى «القضاء» على المقاومة وإطلاق «التهديد» والوعيد هنا وهناك، خلصت تقديرات «المؤسسة الأمنية والعسكرية» في كيان الاحتلال إلى أنه في يومٍ واحدٍ من القتال مع حزب الله، ستضطرّ «إسرائيل» إلى التعامل مع إطلاق آلاف القذائف الصاروخية ضدها.
ووفق السيناريو الذي رسمته المؤسسة، سيُطلَق نحو «إسرائيل» في الأيام الأولى من الحرب نحو 6000 قذيفة صاروخية، وسينخفض العدد لاحقاً خلال أيام الحرب إلى 1500 – 2000 في اليوم، ويعتقد الخبراء أنه ستكون هناك نحو 1500 إصابة مصنّفة فعّالة في كل يوم في كيان الاحتلال، وهذا بعد احتساب الصواريخ التي ستسقط في مناطق مفتوحة، واعتراضات القبة الحديدية، التي يرى الخبراء أنّ فرص نجاحها ضعيفة في تحقيق نسب اعتراض مرتفعة.
ترقب الرد
في خضم ذلك، يبقى ترقب رد المقاومة اللبنانية-حزب الله قائماً لدى كيان الاحتلال، ولاسيما عقب جريمة اغتيال العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية، إذ كل يوم يمر تنفضح أكثر حال الخوف وحساب ما بعد الرد، وحال الغضب لدى المستوطنين في الشمال وعلى لسان وسائل إعلام العدو، التي أكدت أن حالة من التأهب في «إسرائيل» خلقتها تهديدات نصر الله بالرد، إذ قال موقع «يديعوت» الإسرائيلي إنّ «سكان المستوطنات الشمالية غاضبون من أيام الحرب التي تحوّلت إلى روتين، ومن تصريحات الجيش الإسرائيلي بأن الحرب هي ضد حماس، وليس حزب الله».
وانتقد إيتان دافيدي، رئيس لجنة ما يسمى «مستوطنة مرغليوت»، تصريحات الجيش الإسرائيلي قائلاً:« إنّه يشعر بخيبة أمل كبيرة لأن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قدم تفسيرات مفادها أنه ليس لدينا أي عمل مع حزب الله، بل مع حماس»، وأشار إلى أنّ «الحماية التي وعدنا بها رئيس الأركان لن تفعل لنا شيئاً، ولن تعيد سكان مرغليوت إلى منازلهم، واصفاً وعود المسؤولين الإسرائيليين بالهراء».
جيش الاحتلال أرغم المدنيين على النزوح من جديد ومن ثم استهدفهم بالقصف، وارتكب مجازر بحقهم
بالتزامن، لفتت قناة «كان» الإسرائيلية، إلى أنّ «الجيش» الإسرائيلي في ذروة التوتر في كل من الجنوب والشمال، موضحةً أنّ هذا التوتر يأتي بعد اغتيال العاروري، في حين أقرّ اللواء في الاحتياط الإسرائيلي، عقوب عميدرور، أنّ الحرب في لبنان أصعب بعشر مرات من القتال في غزة بالنسبة إلى الجبهة الداخلية.
مجازر جديد
إلى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة اليوم أن جيش الاحتلال أرغم المدنيين على النزوح من جديد ومن ثم استهدفهم بالقصف، وارتكب مجازر بحقهم.
وجاء في بيان عن المكتب: كرَّر جيش الاحتلال جريمة إرغام المدنيين تحت تهديد السِّلاح والقتل على النزوح من بيوتهم الآمنة وأحيائهم السكنية إلى مناطق أخرى زعم أنها آمنة، ولكنه قام بقصفها وارتكب مجازر بحقهم، مضيفاً: تكرر هذا الأمر أكثر من 48 مرة في محافظات قطاع غزة، كان آخرها ارتكاب 6 مجازر في محافظة رفح جنوب القطاع، ما أسفر عن وقوع 31 شهيداً في ثلاثة أيام فقط.