الاحتلال الإسرائيلي يقع في فخٍ رهيب.. دائرة النار حوله تتوسّع إقليمياً.. وواشنطن تهرب بوزير خارجيتها إلى الأسبوع المقبل!

تشرين – هبا علي أحمد:

يخطو كيان الاحتلال الإسرائيلي خطوة جديدة نحو التصعيد باغتياله قادة المقاومة الفلسطينية خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.. هي خطوة أراد منها العدو إظهار «قوته» المنكسرة في قطاع غزة المحاصر بعد 89 يوماً من عدوانه الهمجي، لكنها في الحقيقة خطوة انتحارية إن صح القول غير محسوبة النتائج زادت حال القلق في داخل الكيان وتهربت منها واشنطن، وأيضاً يُحكى في التسريبات أنها طريقة يعمد من خلالها الكيان إلى الهروب من هزائمها في غزة وتوريط المنطقة في حرب تريدها ولا تريدها «إسرائيل» ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية..

اغتيال «إسرائيل» للعاروري خطوة انتحارية غير محسوبة النتائج زادت حال القلق في داخل الكيان وتهربت منها واشنطن

في المقابل هي خطوة انتحارية لأن العدو وسّع دائرة النار من حوله إقليمياً إذ زادت جبهات المقاومة إصرارها على الرد والعقاب، وما على العدو إلّا أن ينتظر العواقب التي بلا شك ستزيد من انكساره وتصدعه الداخلي السياسي والاقتصادي والمجتمعي.

«الانتقام سيأتي»
على الرغم من إقدام كيان العدو على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية، إلا أن الكيان دخل بعدها في حال من التأهب والاستعداد للسيناريوهات القادمة، وهو أن يحاول تصدير صورة الاستعداد إنما من باب المواربة والتغطية على حال القلق من الرد المرتقب من المقاومة الفلسطينية عموماً وعلى نحوٍ خاص المقاومة اللبنانية – حزب الله،

الكيان دخل من التأهب والاستعداد للسيناريوهات القادمة للتغطية على حال القلق من الرد المرتقب من المقاومة الفلسطينية عموماً وعلى نحوٍ خاص المقاومة اللبنانية – حزب الله

 

حيث تدرج الكيان من عدم تبني عملية الاغتيال، حيث زعم مارك ريغيف مستشار رئيس وزراء الاحتلال «أن تل أبيب لا تتحمل مسؤولية اغتيال العاروري في بيروت»، الذي أضاف: « لكن أيا كان من فعل ذلك فهذا هجوم على قيادة حماس وليس على الدولة اللبنانية»، في دليل على ارتفاع منسوب القلق والترقب من حزب الله الذي توعد مسبقاً بأن أي اعتداء على أي مقاوم على أرض لبنان هو اعتداء على لبنان ويستوجب الرد، ورغم مزاعم الاحتلال إلا أنه تأهب لكل السيناريوهات المتوقعة بعدها، إذ أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال عن حالة استنفار وتأهب عاليين على جميع الجبهات لأي سيناريو، في حين قالت «القناة 13» العبرية: «الآن علينا انتظار ردين الرد الأول المؤكد من حماس والرد الثاني من حزب الله»، موضحة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتوقع رداً قوياً جدًا في أعقاب اغتيال العاروري وإطلاق موسّع لصواريخ بعيدة المدى.

اغتيال العاروري طريقة يعمد من خلالها الكيان إلى الهروب من هزائمها في غزة وتوريط المنطقة في حرب تريدها ولا تريدها «إسرائيل» ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية

في السياق ذاته قالت صفحة «أور هيلر» العبرية: «هناك حالة تأهب قصوى في الجيش الإسرائيلي لجميع أنماط الانتقام المحتملة – الافتراض العملي يجب أن يكون أن الانتقام سيأتي، وأن حزب الله لن يتمكن من الجلوس بهدوء تام عندما يتم تنفيذ مثل هذا الاغتيال في الضاحية».

أيّاً ما يكون حجم الوحشية والهمجية الإسرائيلية ومهما بلغت فإن هذا لن يمر من دون محاسبة، لأن المعني واحد وهو المقاومة سواء في فلسطين أو لبنان أو سورية أو إيران واليمن

واشنطن تشير بإصبعها
النفي أو عدم تبني «إسرائيل» لعملية الاغتيال فضحته واشنطن بذاتها رغم التماهي بين الجانبين في العدوان الإسرائيلي على غزة، إذ نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أمريكيين اثنين اعترافهما بمسؤولية «إسرائيل» عن اغتيال العاروري، وإعلام واشنطن بالعملية لحظة التنفيذ، في حين تحدثت صحف أمريكية أخرى عن وقوف كيان الاحتلال وراء عمليات اغتيال الكثير من قادة المقاومة منذ زمن، وعلى ما يبدو أن واشنطن تريد التنصل من مسؤوليتها، ولا يستبعد أن يكون تأجيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى «تل أبيب» إلى الأسبوع المقبل بعد أن كانت مقررة غداً الخميس في سياق تهرب أمريكا من أي مسؤولية بما لذلك من تداعيات مرتقبة وقريبة قد تشهدها الجبهات في اليومين المقبلين.

«فخ رهيب»
يُخطئ الكيان للمرة الألف في حساباته وتقديراته، فهو مع كل همجيته لم يعد قادراً على حماية المستوطنين فتهديدات الشمال قائمة والمخاطر لن تزول، إذ اعترف ما يسمى «رئيس السلطة المحلية في كريات شمونة» السابق، بروسبير إزران قائلاً: نحن محاصرون لدرجة أننا نتصرف مثل الفئران، نهرب طوال الوقت، مضيفاً: ما فعلناه، حتى ما حدث في الجنوب (في غزة) لم يزِل عنا هذه المخاطر، مؤكداً يمكنهم إطلاق النار أينما يريدون، مشيراً إلى أن «ما بعد 7 أكتوبر، نحو 22600 إسرائيلي تركوا وحداتهم الاستطانية، لأن الصواريخ تسقط ليلاً ونهاراً».. «لقد سمحنا لحزب الله بالاقتراب من السياج وتسلّقه، ونصب الخيام، وكل هذا يتم أمام أعيننا.. إسرائيل وقعت في فخٍ رهيب ليس فقط في الشمال، بل من الشمال والجنوب والشرق والداخل».
وقبل أيام انتقد ما يسمى «رئيس المجلس الإقليمي»، موشيه دويدوفيتش، الوضع الحالي الذي تعيشه المستوطنات الشمالية، مؤكداً أنّ «مشكلة الحكومة الإسرائيلية الحقيقية هي في الشمال، وأنّ عدوّها الأخطر هو حزب الله».

لن تمر من دون عقاب
وسّع العدو وبذاته جبهات الإقليم الملتهبة التي هبت دعماً ومساندة ونصرة لغزة ولكل فلسطين المحتلة، فأيّاً ما يكون حجم الوحشية والهمجية الإسرائيلية ومهما بلغت فإن هذا لن يمر من دون محاسبة، لأن المعني واحد وهو المقاومة سواء في فلسطين أو لبنان أو سورية أو إيران واليمن، حيث أكد حزب الله أنّ جريمة اغتيال العاروري، في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، هي تطور خطير في مسار الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي ومحور المقاومة، واعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته، مشدداً على أنّ هذه الجريمة لن تمرّ أبداً من دون رد وعقاب، بينما أعلنت طهران على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان أن اغتيال صالح العاروري هو خطأ استراتيجي سيؤدي إلى توتير المنطقة وسترتد تبعاته على الولايات المتحدة، مشدداً أنّ عمليات الاغتيال التي تنفذها «إسرائيل» في دول أخرى تشكل تهديداً حقيقياً للسلام والأمن، بينما أكدت الخارجية اليمنية في حكومة صنعاء أن جريمة اغتيال العاروري، تصعيد صهيوني خطير و تأتي في إطار محاولة الكيان الصهيوني البحث عن نصر بعد تلقيه هزيمة نكراء، وأنّها لن تزيد المقاومة إلا قوةً وصموداً.

حصيلة قتلى الاحتلال ترتفع
على أي حال ازدياد الجرائم الإسرائيلية على امتداد الإقليم لن يُخفي حجم الخسائر اليومية في جيشها، إذ ذكرت وسائل إعلام العدو أنّه سُمح بنشر مقتل جندي إسرائيلي جديد هو الرقيب ميرون موشيه غيرش، العنصر في وحدة «يهلوم» من سلاح الهندسة القتالية، والذي قُتل في شمال قطاع غزة، وحسب الإعلام الإسرائيلي، ارتفعت حصيلة القتلى المعلَن عنهم من جنود الجيش الإسرائيلي إلى 175 عسكرياً منذ بدء التوغل البري في قطاع غزة، فيما ارتفع عدد قتلى الجيش المعلن عنهم منذ 7 تشرين الأول العام الماضي إلى 509 عسكريين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار