لماذا تراجعت الثقة بالتأمين الصحي؟!.. «التأمين» تؤكد: مزودو الخدمة بازدياد.. والبصمة الإلكترونية حدّت من سوء الاستخدام
دمشق- بادية الونوس:
تراجعت الثقة كثيراً لأغلبية العاملين في القطاع العام بالتعامل مع السورية للتأمين الصحي، كما مع باقي القطاعات العامة.. ولنا أسبابنا التي نناور بها، حين نذكر أن الثقة تراجعت، ما يعني تراجعاً للخدمة المقدمة ويوجد ما يؤيد وجهة نظرنا.
عندما أتت فكرة التأمين للموظف (المسكين) كانت حضارية وراقية، وفعلاً في البداية أطربت آذان جميع الموظفين من فئة ذوي الدخل “المهدود”، وبالرغم من وجود تحدّيات كبيرة أمام مسيرتها، إلا أنها حققت نجاحاً في بعض المطارح، لكن في الواقع بدأت تتناقص جودة الخدمة المقدمة، فإذا ما بدأنا على صعيد الأطباء، نجد قلة قليلة فقط من هذه الشريحة لا تزال متعاقدة مع التأمين، حتى إن البعض اعتبرها (رأفة وشفقة) بحال الموظف في هذه الظروف العصيبة، أما على صعيد شراء الدواء، فعليك أن “تدور” كذا منطقة لتجد صيدلية متعاقدة مع التأمين، وأول عبارة تأتيك (فكّينا العقد)، لماذا؟ أسباب كثيرة ومنطقية، وعندما تبحث في منطقة كاملة، على سبيل المثال مزة جبل و٨٦ وفيلات غربية، لا تجد فيها صيدلية متعاقدة مع التأمين، باستثناء صيدلية يتيمة في منطقة الـ86، فهذا يعني فعلاً أن هناك خللاً ما في آلية العمل.
أسباب الصيادلة ومبرراتهم عديدة، تبدأ بجهاز البصمة الإلكتروني الذي طلبت “التأمين ” من الصيدلاني شراءه على حسابه الخاص، ووفق كلام الصيدلانية إيمان فإن سعره مرتفع جداً حوالي ٨٠٠ ألف ليرة، مضيفة: ثم يأتي موضوع القصاصات الورقية وصور علب الأدوية، التي يفترض إيصالها للإدارة على حساب الصيدلاني أيضاً، علماً أن هامش الربح بسيط، ناهيك بقطع الكهرباء والإنترنت، لذلك يضطر كثيرون لفك العقد.
في ازدياد
في المقابل لمؤسسة التأمين وجهة نظر مغايرة وهي أن مزودي الخدمة بازدياد، ويؤكد مدير عام شركة “كيركارد” لإدارة نفقات التأمين الصحي عادل خضر أنه يتم تحديث شبكة الطب لمؤسسة التأمين على مدار العام، بمعنى يمكن لأي مزود خدمة الانضمام إلى لشبكة وفي أي وقت بعد استكمال بعض الإجراءات والخطوات على بوابة المؤسسة.
وأضاف: يمكن لأي مزود خدمة الانسحاب بعد أن تتم تصفية كل الأمور العالقة بين مزود الخدمة وشركة إدارة المؤسسة.
إزالة غير الفاعلين
وبيّن خضر أن لديهم بشكل دائم طلبات جديدة شهرياً للانضمام إلى الشبكة، بمعنى أنها تزيد على طلبات الخروج، وهذا ما تثبته البيانات -وفق كلامه- حتى إنه تمت إزالة بعض مزودي الخدمة غير الفاعلين، أي تم شطبهم من الشبكة الطبية.
وفيما يتعلق بالجديد، يؤكد خضر أن الانسحاب أمر وارد وأن موزع الخدمة يراعي توزّع المؤمّنين في المحافظات، وباستطاعة أي مؤمّن أن يتواصل مع المؤسسة ويعرف مزود الخدمة الفعال على الشبكة.
الحد من سوء استخدامها
ولفت إلى أن تطبيق مشروع البصمة الإلكترونية مؤخراً ترك أثراً إيجابياً، لأنه ساهم في الحد من سوء استخدام البطاقة لغير حاملها أحياناً، لأن الملاحظ من البيانات أنها تثبت مقدار الخدمة وفق المطالبات، وهذا ما يعكس الخدمة ونوعيتها، وأنه يمكن للمؤمّن مراجعة المشافي العسكرية، التي أصبح بإمكانها تزويد الخدمات من دون نسبة تحمّل وتقديم خدمات جيدة.