سعر شجرة الميلاد بين 100 ألف والمليوني ليرة.. احتفالات خجولة برأس السنة في دمشق
دمشق- بشرى سمير:
جاءت التحضيرات لاحتفالات رأس السنة خجولة ومتواضعة، فالحزن يخيم في الأجواء نظراً لما يحدث في غزة الإباء والعزة من جرائم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين العزّل، إضافة إلى ما يعيشه المواطنون من ضيق ذات اليد جراء الأزمات الاقتصادية والمعيشية الخانقة بخلاف التمنيات الكبيرة التي رفعوها بأن يكون العام 2024 أفضل من سابقه، ولم نعد نرى أشجار الزينة إلّا ما ندر، ولم تكتسِ المحال بالأحمر والأبيض تشبهاً ببابا نويل.
سهرة منزلية
وتفضل أغلبية الأسر البقاء في المنزل وتمضية سهرة رأس السنة بتناول ما تيسر من الحلويات التي صنعت بالمنزل ومن حواضر البيت، وبعضها الآخر قرر إلغاءها وعدّها ليلة عادية لا تستحق الاحتفال طالما كانت واحدة من عام صعب ومرير، وأي تكاليف ستصرف في هذا اليوم يمكن توفيرها للأيام القادمة وخاصة وسط ارتفاع الأسعار الكبير.
اختصاصية اجتماعية: الاحتفال يخلق مجتمعاً صحياً وسليماً
ويقول طارق: هي المرة الأولى التي أسهر فيها مع عائلتي المؤلفة من أربعة أفراد في المنزل، والسبب قلة الحيلة في المال، كل عام كنا ننتظر هذه الليلة لنسهر عند أحد الأصدقاء أو الأقارب ونغير الروتين رغم إمكاناتنا المادية المقبولة، ولكن هذا العام منعنا الغلاء الفاحش والحزن على الأشقاء في غزة من ذلك، فكيف لنا أن نفرح والموت يحيط بأهل غزة الأشقاء.
فرصة للدراسة
في حين ستقضي نورة محمود طالبة جامعة رأس السنة في السكن الجامعي مع زميلاتها لعدم قدرتها على مصاريف السفر إلى أهلها في محافظة أخرى، مضيفة: ويمكن أن نشاهد التلفاز لبعض الوقت وتشير إلى أنها اعتادت في مثل هذه الفترة السفر إلى أهلها وتمضية العطلة معهم لكن ارتفاع أسعار النقل منعها وخاصة أنه بعد العطلة تبدأ الامتحانات الجامعية.
وتشير السيدة جوليا إلى أنها سوف تمضي السهرة في المنزل مع على عائلتها، لافتة إلى أنها اكتفت بوضع شجرة الميلاد وتزينها ببعض الكرات والأضواء لرسم الفرحة على شفاه أطفالها، وقد اشترت بعض البالونات من أجل تقديمها لهم على أنها هدية بايا نويل، لعدم قدرتها على شراء الألعاب والهدايا الثمينة التي باتت أسعارها تفوق قدرتها المادية شأنها شأن أغلب السوريين.
شجرة الميلاد بمليونين
وخلال جولتنا في أسواق العاصمة تفاوتت أسعار أشجار الميلاد حسب طولها ونوعيتها إذ تراوحت أسعارها بين 100 ألف وصولاً إلى مليوني ليرة، أما أسعار الزنية مختلفة الأشكال كالنجوم والأقمار وبابا نويل فيتراوح سعرها بحسب حجمها الذي يبدأ من 5000-6000 وصولاً إلى 20 ألفاً للشكل الواحد، والكرة الذهبية الصغيرة بـ 5000 وكل 10 كرات صغيرة بـ 40 ألفاً كنوع من العرض.
فيما وصل سعر الدمى على هيئة بابا نويل المصنوع من القماش إلى 30 ألفاً أما الحجم الكبير منه فيصل سعره إلى 75 ألفاً، وبالنسبة إلى ملابس “بابا نويل” فسعرها يبدأ من 200 ألف ليرة وشريط الأضواء الملونة فيباع بحسب طوله وعدد الأزرار الضوئية فيه، فكل شريط مؤلف من 15 زراً ضوئياً ملوناً سعره 75 ألفاً.
الاحتفال ليس مجرد ترفيه
الاختصاصية الاجتماعية سوسن السهلي بيّنت أن الاحتفال بمختلف المناسبات ليس مجرد عادة ترفيهية تتبعها الأُسر من أجل إسعاد النفس أو الترويح عنها وحسب، وإنما توجد لها أهداف أبعد وأسمى.. “صحيح أن الترفيه جزء مهم فى تحقيق الصحة النفسية للكبير والصغير على حدٍّ سواء والذى يحررنا من قيود الحياة الرسمية فى أماكن العمل أو أماكن الدراسة، فالاحتفال بمختلف المناسبات الاجتماعية والدينية يُعد من إحدى وسائل التربية الإيجابية لأطفالنا، إن احتفال الآباء بمختلف المناسبات من أعياد الميلاد أو عيد المولد النبوي أو عيد الحب أو عيد الأم أو حتى عيد الزواج وغيرها من المناسبات الاجتماعية والدينية التى تلتف حولها أفراد الأسرة الواحدة، هو فى واقع الأمر إحدى وسائل التربية لأطفالهم وبناء شخصياتهم بطريقة غير مباشرة، فالطفل يجد متعة من خلال الاحتفالات بمختلف أنواعها ويشعر معها بالسعادة، فالطفل السعيد هو الطفل الإيجابي فى التصرفات والسلوكيات، والسعادة شعور إيجابى وهام للنشء الصغير فى مرحلة مبكرة من حياته لكي يصبح إنساناً مسؤولاً واثقاً من نفسه محترماً لذاته عندما ينضج.