من إعلام العدو كاتب اسرائيلي: دعوة اليمين الإسرائيلي المتطرف لتهجير الفلسطينيين من غزة وهم قاتل
دمشق ـ غسان محمد :
تحت عنوان “وهم نفي الفلسطينيين من غزة” كتب المحلل في صحيفة “يديعوت احرونوت” أفيشي بن ساشون غورديس، أن اليمين الإسرائيلي المتطرف، وخاصة الاستيطاني والديني، يتخيل أنه يمكن إخلاء سكان قطاع غزة على خلفية الحرب الحاليه، مضيفا إنه مقابل الدعوات لقتل مئات الآلاف من الفلسطينيين، ترتفع أصوات بارزة في معسكر الاستيطان اليهودي، وتعرب عن غضبها من بنيامين نتنياهو بدعوى بحثه مع الأميركيين نقل المسؤولية عن قطاع غزة.
وتابع المحلل: لا ينبغي للمرء أن يقع في هذا الفخ، لأنه من الناحية العملية وهم كامل. أولاً، لأن “اسرائيل” لا تستطيع أن تتحمل مسؤولية ترحيل متعمد من هذا النوع، لأن المجتمع الدولي لن يتسامح معه، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الحرب الحالية علمتنا درساً مهماً، وهو أن “إسرائيل” تحتاج إلى دعم الولايات المتحدة والدول الغربية كي تتمكن من البقاء بأمان، لذلك، فإن تنفيذ مخطط الترحيل الجماعي لسكان غزة، يعني عمليا خسارة “اسرائيل” للجسر الجوي من الأسلحة وحاملات الطائرات المخصصة لحمايتها، فضلاً عن تعرضها للعقوبات والنبذ.
ورأى الكاتب ان إصرار اليمين الاسرائيلي على جر الاسرائيليين إلى نقاش حول هذه الفكرة، يلحق الضرر بــ “إسرائيل” وبالحرب التي تشنها ضد قطاع غزة، كما ان كل حديث عن البناء او إلقاء قنبلة ذرية على غزة، تتم ترجمتها بشكل تلقائي وتؤخذ على محمل الجد في الخارج، والنتيجة هي تقليص الساعة السياسية لإدارة الحرب والقدرة على سحق المقاومة الفلسطينية وإعادة الأسرى.
وعلى افتراض أنه لو لم تتم معاقبتنا وعزلنا، فإنه لا يجب علينا ترحيل الفلسطينيين من القطاع، لأن فكرة وضع مليوني شخص قسرياً على متن السفن والطائرات والحافلات، لن تجعلهم يكفون عن الشوق للعودة إلى بلادهم، وهذا لم يحدث خلال الـ 75 سنة الماضية..
وإذا كان هناك فلسطينيون يرغبون في الهجرة، فهناك إسرائيليون يرغبون أيضا في المغادرة والهجرة إلى الخارج. بالتالي، يتعين علينا ان ندرك أن الدعوات لتهجير الفلسطينيين، ليست بريئة، وإنما تندرج في إطار خطة سياسية لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، بهدف إقامة المستوطنات في المناطق التي سيهجرون منها، وهذا بالضبط ما يخطط له اليمين الاسرائيلي، الذي لا يزال يعيش في عالم الخيال والأوهام.