التصدير رفع أسعار الزيت….هل يستعيض المزارعون عن محاصيلهم بالتركيز على موسم الزيتون..؟
حماة – محمد فرحة:
تحتل سورية المرتبة الثانية من بين أهم الدول العربية المنتجة للزيتون، بعد تونس، فيما تحتل المرتبة السادسة عالمياً بعد الدول الكبرى المنتجة مثل إسبانيا واليونان.
ومع أن موسم الزيتون عندنا انتهى ولم ينتهِ الحديث عنه وحوله، ويبدو أن المزارعين بدؤوا يتلمسون أوجاع الزراعات المروية غير المربحة والمكلفة ، مثلها مثل تجارة “جحا” بالعطر، يشتري ويبيع بنفس السعر ، وعندما سئل لماذا تفعل ذلك؟ أجاب: نشمّ رائحة طيبة ، وهكذا مزارعونا يعشقون الأرض والزراعة.
من اللافت أن من قدر إنتاجنا للموسم الذي انقضى، بعيد كل البعد عن الواقع وغير مطلع، حيث تم تقدير الإنتاج بـ ٧٠٠ الف طن من الزيتون ، ومن الزيت بحدود الـ١٣٢ ألف طن .
في حين كان هذا الرقم موجوداً عام ١٩٩٧ ، أي ٧٠٠ ألف طن الإنتاج ، مايعني أن تقديرات مكتب الزيتون الذي هو مكتب حكومي أنشئ مطلع الثمانينات ، غير دقيقة ، بدليل أنه كان لدينا من أشجار الزيتون في تلك الحقبة ٥٧ مليون غرسة أيضاً وفقاً لمعلومات مكتب الزيتون ، من المفترض أن يكون عددها اليوم الضعف وكذلك الإنتاج.
وفي سياق متصل، حاولت حكومات منتصف التسعينيات أن تضغط للحدّ من التوسع في هذه الزراعة ، إلا أن النتائج أظهرت محدودية الالتزام بالسياسات الزراعية الحكومية ، لاعتبارات عدة، أبرزها تدني مستوى استهلاك أشجار الزيتون للمياه ، إذ إن أغلبيتها موجودة في مناطق بعلية بنسبة تصل إلى ٩٥ % مقابل ٥ % مساحات مروية، لكن من يدقق الآن في الإنتاج وعدد الأشجار يلاحظ تنامي وزيادة المساحات المزروعة ، يقابلها أيضاً زيادة في إقامة معاصر الزيتون نظراً لزيادة الإنتاج.
مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير، أوضح لـ”تشرين” أنه في محافظة حماة لوحدها يوجد ١٢ مليوناً و٧٢٠ ألفاً و٥٤٥ غرسة ، المثمر منها ١١ مليوناً و١٨٣ ألفاً و٧٠ شجرة .
وأضاف باكير: منها ٨ ملايين و٦٢٦ ألفاً و٣٣ شجرة في المساحات المروية ، في حين يوجد عشرة ملايين و٣٢٠ ألفاً و٩٣٧ شجرة في الأراضي البعلية ، وقد تم تقدير إنتاج المحافظة من الزيتون بـ ٧٠ ألف طن.
مبدياً خشيته من أن تزداد هذه المساحات في الأراضي المروية على حساب محاصيل استراتيجية أهم، وخاصة مع ارتفاع أسعار مبيع صفيحة الزيت إلى مايزيد على المليون و٣٠٠ ألف ليرة حتى الآن ، متسائلاً : كيف ستكون أسعار الزيت العام القادم ، كل ذلك يعتبر محفزاً لزراعة المزيد من أشجار الزيتون .
بالمختصر المفيد: ما نشاهده من تركيز على أشجار الزيتون ناتج عن تقصير المعنيين في دعم الزراعات الأخرى، كالقمح واستبعاد الشوندر والقطن المتراجعة زراعته، وهو الذي كان إنتاجنا منه عام ١٩٩٧ (٧٧٥) ألف طن وبالكاد هذا العام يصل إلى العشرين أو الثلاثين ألف طن في أحسن الأحوال .فهل نقول: إن فاتك موسم القمح دونك الزيتون؟