تسارع في انقراض الطيور والكائنات الحية واختلال التوازن من جراء الصيد الجائر.. القانون حلّ جذري
تشرين- محمد فرحة:
كنا نأمل ونتوقع أن يتوقف الصيد الجائر في غاباتنا وكل المساحات السورية، وننتظر ببالغ اللهفة تفعيل مواد القانون وتنفيذ ما جاء به من عقوبات رادعة للمخالفين.
فمن يرى عمليات الصيادين في الغابات، أو على صفحات التواصل الاجتماعي، و كيف يعرض هؤلاء الصيادون طرائدهم من طيور الحجل الذي سنفتقد إلى كرجه وطيور الفرّي والشحرور والسمّن واللائحة تطول، وهم يتباهون بذلك، يدرك جيداً حجم الدمار الذي يمكن أن يلحق بالطبيعة ومكوناتها الحية، حيث راح الصيادون ينصبون شباكهم تارة وأعواد الدبق تارة أخرى، لتكون النتيجة مجازر للطيور العابرة التي تجعل من سورية محطات، أو الطيور المستوطنة وكل ما يقع تحت سطوة هؤلاء الصيادين، فطائر الحسّون كنا نشاهده رفوفاً وأسراباً وكذلك السمّن فلم نعد نراه.
ففي منتصف التسعينات أشارت دراسة يابانية للتعاون الدولي إلى أن أهم المشكلات التي ستواجه سورية في بداية الألفية الثانية هي تلك المتعلقة بالمشكلات البيئية والمائية لجهة مشكلة التلوث، والعبث في توازنات الطبيعة.
وفي السياق نفسه، ذكر السكرتير العام لمؤتمر قمة الأرض الذي عقد في ريودي جانيرو بالبرازيل أنها فرصة لن تكون قابلة للتكرار في حياتنا، وهو يشير إلى فرصة إنقاذ البيئة والأرض وحماية مكوناتها قبل أن يلحق بها الدمار بكل مكوناتها الحيوانية والطيور والنباتية، وإبقاء التوازن البيئي قائماً.
غير أن ما يجري في غاباتنا والبادية وأغلب الجغرافيا السورية، هو محاولة لتدمير البيئة بكل معنى الكلمة، فعندما ترى بنادق الصيادين تطارد أصغر العصافير حجماً ولا تسلم من “خرطوشهم”، فهذا أكبر مؤشر على تدمير البيئة بكل مكوناتها، وبالتالي سنواجه مشكلة كبيرة من جراء سوء استخدام الموارد الطبيعية الموجودة لدينا، واختلال التوازن لما لكل ذلك من تأثيرات بيئية على المتغيرات المناخية.
رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس أكد في افتتاح ورشة عمل حول البيئة أمس أن الدولة أولت الشأن البيئي اهتماماً كبيراً ضمن خططها التنموية ، وإستراتيجيتها، إذ تعد الاستدامة البيئية أحد الأهداف التي نصّت على رؤية سورية منذ الآن وحتى عام ٢٠٣٠ والمحافظة على البيئة ومكوناتها الطبيعية والحد من التلوث.
لكن من نافل القول أن نشير إلى أن ما يقوم به الصيادون اليوم من قنص وصيد جائر بحق الطيور والحيوانات البرية، يشكل تهديداً خطيراً للطبيعة والبيئة.
سلامة البشر من سلامة البيئة ، فمن الغابات وأشجارها تغترف الطبيعة أوكسجينها ، فهل يمكن إفناء الطبيعة بسلوكيات العابثين المعاصرين ونظرتهم القاصر؟!
إذ إن قتل الطيور من قبل الصيادين يومياً، بشكل فظيع وقلّ مثيله في العالم، يعني خراب البيئة وعدم استدامتها.