هواجس تجتاح الكيان الصهيوني من عدم قدرة المجتمع والاقتصاد على الصمود لفترة طويلة
ترجمة وتحرير – غسان محمد:
في الوقت الذي تتواصل الحرب على قطاع غزة، ترتفع في «إسرائيل» الأصوات التي تحمّل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مسؤولية الفشل، وتطالبه بالتنحي، ومغادرة المسرح السياسي، حتى قبل انتهاء الحرب، وفي هذا السياق، كنب المحلل في صحيفة «معاريف» ميخائيل كوهين، أن نتنياهو سيواصل كعادته، بعد انتهاء الحرب البحث عن الذرائع والطرق التي تسمح له بالتهرب من تحمّل مسؤولية الإخفاق، والصدمة التي لا يمكن تصورها.
وأضاف كوهين أن الزعم القائل بأن “إسرائيل” بعد 7 تشرين الأول ستكون مختلفة عن «إسرائيل» قبل ذلك، هو للأسف مجرد هم، سيتحطم على أرض الواقع.
وتابع المحلل: عندما يتحمّل كبار المسؤولين المسؤولية الشخصية، يستعد نتنياهو لمهمة حياته القادمة، المتمثلة بمحاولة التهرب من سداد الدين وتحمل المسؤولية، رغم أنّ العديد من المحللين يعلنون على القنوات التلفزيونية، عن نهاية فترة نتنياهو، ويتوقعون تشكيل لجنة تحقيق للتحقيق في أسباب الفشل.
وقال المحلل: نتنياهو ليس تشرشل، ولم يكن هكذا أبداً، وكل ما يتقنه هو الخبرة الكبيرة في الخداع والتضليل وحرق الوعي، لذلك ليست هناك حاجة لحبس الأنفس وانتظار سنة بعد الحرب، لمعرفة أن نتنياهو سوف يحاول كما اعتاد دائماً استغلال مشاعر عائلات القتلى، في محاولة لإقناع الناخبين بأنه لا يتحمل مسؤولية الفشل الكبير، وسيحاول إلصاق التهمة بغيره.
وبينما سيستمر الإسرائيليون في لعق جراحهم، سيواصل نتنياهو محاولاته لإيجاد الطرق التي تساعده على التملص من المسؤلية.
بدوره قال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل، إنه في الوقت الذي تقول فيه القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية إن الحرب على غزة ستطول وقد تستمر لأشهر، وأن “إسرائيل” تسعى إلى احتلال القطاع وبقاء جيشها فيه لفترة طويلة، لكن يبدو أن القيادة السياسية الإسرائيلية تشكك في إمكانية تحقيق أهداف الحرب التي أعلنتها، وهي مترددة حيال خطوات عسكرية من هذا القبيل، وهذا يتأكد من التسريبات التي رشحت عن اللقاءات التي أجراها نتنياهو ووزير الحرب غلانت، مع مفوض شكاوى الجنود السابق، يتسحاك بريك، الذي يعدّ أبرز ضابط إسرائيلي يوجه انتقادات للجيش وسبق أن أصدر تقارير عدة خلال السنوات الماضية، حذّر فيها من عدم جهوزية الجيش الإسرائيلي، وخاصة سلاح البر للحرب، ودعا بريك إلى الامتناع عن شن اجتياح بري كبير لقطاع غزة في هذه المرحلة.
وأوضح هرئيل، أن ثمة أسئلة كثيرة ومُحرجة تتعالى في «إسرائيل» حول قدرة المجتمع والاقتصاد الإسرائيلي على الصمود لفترة طويلة، يضاف إلى ذلك الخطر الكبير الذي سينجم عن خسائر كبيرة من جراء استهداف المدنيين الفلسطينيين، الذي من شأنه أن يؤدي إلى محاولة أميركية وأوروبية لوقف الهجوم الإسرائيلي.
وختم المحلل قائلاً: الِشعور السائد في أوساط الجمهور يعكس الخوف من حجم الضرر والشعور بانعدام الأمن لدى جميع الإسرائيليين، في ضوء حقيقة فشل القيادة الأمنية في تحمل مسؤوليتها، وإحساسها بالقلق بسبب إخفاقها بعدم توقع الهجوم والخسائر التي لحقت بـ«إسرائيل».