الإعلام الإسرائيلي: الذهول مازال مسيطراً والثقة اهتزت حتى النخاع

تشرين:
لا يتوقف الإعلام الإسرائيلي عن تحليل ما جرى يوم 7 تشرين الأول الجاري 2023، ملقياً مزيداً من اللوم والإدانة على المسؤولين الإسرائيليين، مقرعاً ومحذراً من «ساعة الصفر» التي ستدق إيذاناً بدخول غزة برياً، والتي ستقود حتماً إلى فتح جبهة الشمال.
«القناة 13» الإسرائيلية أشارت إلى أنها متأكدة من أن المقاومة اللبنانية (حزب الله) ستفتح معركة شاملة مع «إسرائيل» لأن دخول غزة براً سيكون بمنزلة قوة دفع لها للبدء في المعركة، حسب تعبير القناة الإسرائيلية التي شددت على أن السؤال هو ليس هل ستجري هذه المعركة.. بل السؤال: هو متى؟
أما صحيفة «هآرتس» فتحدثت عن أسلحة المقاومة اللبنانية مستذكرة أنه في العام 2010 قال وزير الدفاع الأميركي آنذاك روبرت غيتس لوزير الحرب الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك: «إنّ حزب الله يملك أسلحةً تفوق الأسلحة التي تمتلكها معظم دول العالم، وأنّ واشنطن تُراقِب ذلك عن كثب» على حدّ تعبيره.
وتابعت الصحيفة، التي اعتمدت على مصادر إسرائيليّة وأخرى أجنبيّة، أنّه منذ ذلك الحين وحتى اليوم تعاظمت هذه القوة العسكرية، وأنّ مخزون الأسلحة بات كبيراً جداً، ليس كمّاً فقط، بل من ناحية الكيفيّة.
بدورها قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن إسرائيل حالياً تتعامل مع ثلاث جبهات صعبة ومعقدة وهي التعامل مع «التسللات القادمة من الجنوب، والغارات على قطاع غزة وفي الشمال، والتوتر المتصاعد مع حزب الله».
وتطرقت الصحيفة إلى الفشل في مواجهة عملية «طوفان الأقصى» قائلة: لقد نمنا أثناء الحراسة، وباغتونا في يوم عيد.. لقد شهدنا يوم غفران جديد في 2023 بعد خمسين عاماً على ذلك اليوم، ورغم عقود من الحديث عن «الدروس المستفادة» وجدت «إسرائيل» في المواجهة ذاتها.
وأضافت: من المستحيل أنْ نقول ذلك بكلمات أكثر وضوحاً وألماً وحدّةً من هذه الكلمات: أقوى جيش في الشرق الأوسط، استيقظ في السابع من هذا الشهر على مفاجأةٍ كاملةٍ، لقد تحطمت في وجوهنا كلّ التقديرات التي تقول إنّ «الفصائل الفلسطينية مردوعة» وغير معنيّة بالحرب، الصورة الاستخبارية التي سيطرت على المنظومة، والتي أدت إلى نقل القوات من غزة إلى الضفة الغربية المشتعلة، تبينّ أنّها خاطئة من الأساس، وثمن هذا الخطأ حدثٌ لم نعرف مثله في الجيل الماضي، حسب تعبير يديعوت أحرونوت.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال المتقاعد يعكوف عميدرور، وهو مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله: إنّ الهجوم يمثل فشلاً كبيراً لنظام المخابرات والجهاز العسكري في الجنوب.
من ناحيته، قال المحلل السياسيّ الإسرائيليّ ميرون رابوبورت: إنّ هذا المستوى من المباغتة لم يحدث، ولا حتى في حرب 1973، مضيفًا إنّ أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في حالة من الذهول، والثقة بالجيش اهتزت حتى النخاع.
وتابع: وحدة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي «التي تعرف باسم الوحدة 8200» لديها القدرة على معرفة أدق التفاصيل في حياة الفلسطينيين، ومع ذلك لم تكن قادرة على معرفة أنّ بضع مئات، أوْ ربّما بضع آلاف، من المقاتلين كانوا يستعدون للقيام بهجوم معقّد وعلى نطاقٍ واسع، على حدّ قوله.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار