من إعلام العدو.. مؤتمر هرتسيليا يقرع ناقوس الخطر.. نقف أمام مفترق طرق تاريخي والحرب مع حزب الله ستكون كارثة استراتيجية
ترجمة وتحرير- غسان محمد:
حذّرت التوصيات التي صدرت عن «مؤتمر هرتسيليا» الذي أنهى أعماله الخميس الماضي، من مغبة التورط في حرب مع حزب الله، داعية إلى اعتماد الخيارات الدبلوماسية والتحلي بالحكمة السياسية، لتجنب خطر اندلاع حرب إقليمية شاملة في المنطقة.
وبحسب صحيفة «معاريف» فقد دعا عدد من الجنرالات الإسرائيليين السابقين الذين شاركوا في المؤتمر، إلى تنظيم حملة منظّمة للتحذير من تغليب لغة التهديدات العسكرية، ومطالبة الحكومة بضرورة وقف الحرب في قطاع غزة، والعمل على إنجاح المفاوضات غير المباشرة للتوصل على صفقة لتبادل الأسرى، والتفرغ لـمواجهة التهديدات والأخطار التي تواجهها «إسرائيل».
وجاء في توصيات المؤتمر، أن «إسرائيل» تقف على مفترق طرق تاريخي، وتواجه تهديدات وجودية غير مسبوقة، حسب رئيس المؤتمر، الجنرال في الاحتياط، عاموس جلعاد، الذي لخّص أعمال المؤتمر قائلاً: «علينا ألا ننجرَّ إلى إقامة حكم عسكري في غزة، وإعادة الاحتلال والاستيطان، محذّراً من أن ذلك سيكون بمثابة ورطة خطيرة، هي الغرق أكثر في الوحل، والدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي برُمّته، وضرب علاقات «إسرائيل» مع العالم، وخاصة الولايات المتحدة.
وأضاف جلعاد، إن الولايات المتحدة باعتبارها الحليف الأكبر والأهم لـ«إسرائيل» تحاول أن توفر لنا فرصة تاريخية تتمثل بتشكيل محور إقليمي استراتيجي، وتعرض علينا حلفاً استراتيجياً، وهذا يعتبر كنزاً استراتيجياَ وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً لـ«إسرائيل»، وفرصة لتحقيق السلام الشامل، ما من شأنها أن يشكل ضمانة مهمة لأمننا القومي.
وخلص جلعاد إلى القول: لقد بِتنا على مفترق طرق خطير، وعلينا الاختيار بين تغليب الحكمة السياسية أو التدهور نحو الكارثة القومية، وفي مثل هذه الحالات لا فائدة من الشعارات الوهمية عن الانتصار، ولا يجدي استمرار الحرب في غزة ومع حزب الله، وإذا كنا نريد النهوض من كارثة السابع من تشرين الأول، فيجب أن نسلك طريق الحكمة.
من جانبه، حذّر ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي، مُطّلع على تفاصيل الخطط الحربية، في رسالة إلى أعضاء هيئة الأركان العامة، من شن عمليات عسكرية في لبنان، وطالب بالتوضيح للمستوى السياسي أن الجيش الإسرائيلي ليس جاهزاً لحرب متواصلة في لبنان، وأن شن حرب على لبنان سيقود إلى كارثة استراتيجية أكبر بكثير من كارثة السابع من تشرين الأول.
وأوضح الضابط، أن نتنياهو يدرك أن حرباً ضد حزب الله في هذا التوقيت، سيكبد «إسرائيل» أثماناً باهظة، دون تحقيق أي إنجازات مهمة، وحتى لو وقفت الولايات المتحدة إلى جانب «إسرائيل» فهناك ثمة شك لجهة ما إذا كان بإمكان الجيش الإسرائيلي في وضعه الحالي أن يحقق إنجازاً مقابل حزب الله، يبرر الثمن الذي سيدفعه المجتمع الإسرائيلي، في ظل عدم جهوزية الجبهة الداخلية المدنية للحرب.
بدوره، قال رئيس معهد «أبحاث الأمن القومي» والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، تامير هايمان، إن على «إسرائيل» استخلاص الدروس من الحرب على غزة قبل أن تشن حرباً على لبنان، محذراً من أن الفشل في الحرب على لبنان، سيضع «إسرائيل» في وضع أخطر من وضعها الحالي، وأضاف هايمان، إن من أهم الدروس التي يجب تعلمها قبل الحرب مع لبنان، هي أن مكانة «إسرائيل» كقوة عظمى إقليمية، قد تزعزعت، كما تلاشت صورتها كقوة عسكرية في المنطقة، ولا يقل خطورة عن ذلك، أن «إسرائيل» تواجه خطر عزلة عالمية واسعة.
إلى ذلك، قال اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي يتحاك بريك، إن قيادة الجيش تكذب على الجمهور، موضحاً أن العديد من ضباط الجيش الذين يشاركون في الحرب على غزة، أبلغوه بأن الجيش ينتصر في رفح، وإن قادته لا يقولون الحقيقة، وأضاف بريك: نحن لا ننتصر، ولا نقاتل المقاومة الفلسطينية وجهاً لوجه وكل ما نقوله بأننا نقتل المئات من المقاومين، كلام فارغ وغير صحيح، بدليل أن رجال المقاومة يتحصنون تحت الأرض ويخرجون من كل مكان ويطلقون الصواريخ على دباباتنا ويفجرونها وينسحبون ويفخخون البيوت ويقتلون المزيد من جنودنا.
وختم بريك قائلاً: رئيس الأركان هرتسي هليفي يكذب على الإسرائيليين، بكل وقاحة، ويزعم تحقيق إنجازات لا أساس لها على أرض الواقع.