القنبلة أمريكية.. ماذا يحدث معك يا بايدن؟
تشرين – راتب شاهين:
تذهلنا أمريكا دائماً بكل ما فيها، وخاصة رؤساءها وفطنتهم إلى أبعد الحدود وما يصدر عنها وعنهم من عنصرية وقنابل ذرية وجلد الضحايا وقلب مفاهيم العقل، وبإعلامها المسيطر يصبح الكذب ملح الولايات المتحدة الأمريكية في كل الحقب وفي كل القضايا.
وجديد عبقرية رئيس أمريكا الحالي جو بايدن عندما ألقى قنبلته الصوتية والمضحكة – رغماً عنا- بتحميل المقاومة الفلسطينية «الانفجار» في مستشفى المعمداني، وخاصة حزنه وغضبه الشديد أمام السفاح بنيامين نتنياهو وقوله: «يبدو أن الجانب الآخر وراء ذلك وليس أنتم»، هل حقاً هكذا يتكلم المجانين، لكن لحظات الجنون هذه حتى الكيان الإسرائيلي وإعلامه لم يهتم بها، فقط لسخافة هذه «التخريجة» السخيفة لهذه الجريمة بهذه الطريقة، جريمة بحجم الإنسانية لا تغطى بكذبة سخيفة.
الإنسانية لا تطلب من أمريكا شيئاً، أمريكا التي لها أكبر سجل إجرامي في تاريخ العالم بأقل زمن، حيث تحت البيت الأبيض بعض من المقابر الجماعية لسكان أمريكا من الهنود الحمر، وفي شوارعها عنصرية بين الإنسان الأبيض والأسمر، ورغماً أن الإنسانية جمعتهم إلا أن العنصرية الأمريكية لا تعترف بذلك، إضافة لسجلها في رمي القنابل الذرية على البشرية.
«وول ستريت جورنال» الأمريكية، ليست صحيفة عربية أو من شرق آسيا، لا تنتمي أو تتعاطف مع المقاومة، بل هي أمريكية قالت منذ الساعات الأولى للكشف عن حجم مجزرة «المعمداني»: إن القنبلة التي تم إلقاؤها على مستشفى المعمداني في قطاع غزة من نوع «MK-84» الأمريكية، بغضّ النظر عن نوعها، فلا يمكن تجاهل أنها أمريكية.
ومن هنا نتساءل: هل أمريكا يا حضرة الرئيس ترسل إلى المقاومة الفلسطينية السلاح والقنابل؟ على حد علمنا لا، أم أنت يا «جو» لديك معلومات لا نعلمها، أو أنك تبيع السلاح في السوق السوداء للمقاومة، نعلم عبادتكم للمال لكن لا تجرؤون على ذلك، منْ يقول لك مثل ذلك كي تتفوه به في الإعلام؟ فالقنبلة أمريكية يا بايدن.
تخيّل كما تحب أن تتخيل يا سيد بايدن كما قلت: «أحاول أن أتخيل كيف عاش الناس واختبؤوا في الملاجئ»، لكن الذي لا تستطيع تخيله هو إرادة الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه، فكل قتل وتجويع وسجن له يكسبه القوة والصبر والتصميم لتحرير أرضه من كيانكم المارق.
بايدن قال من الكيان المحتل: «أنا هنا لسبب بسيط، وهو أن أبين للشعب الإسرائيلي والعالم بأسره موقف أمريكا الداعم لـ«إسرائيل»، العالم كله يعلم ذلك، ويعلم أيضاً أن كل ذلك لاسترضاء اللوبي الصهيوني، كما يعلم أن لديك انتخابات، وأيضاً أنه بزوال «إسرائيل» ستتغير خرائط العالم.
الزوال الذي كتبت المقاومة حروفه الأولى باتجاه انحدار الهمجية والغطرسة الصهيونية و«زعرنتها» في المنطقة بلا رد، فقد غيرت المقاومة قواعد الاشتباك لتصبح «العين بالعين وأكثر».
هذا الزوال سيصيب الغرب بمقتل بزوال حاملة طائرته البرية “إسرائيل” الذي سيغير خرائط العالم في غير مصلحة أمريكا والغرب، وفي غير مصلحة الرأسمالية المتوحشة للغرب.
خرائط العالم بعد انحسار الهيمنة الغربية يتوق إليها الأحرار، خرائط شرقية فيها الإنسانية أسمى القيم، النابعة من حضارات متفردة بثقافة المساواة بين البشر.