الاتحاد الأوروبي يوقف المساعدات لغزة.. ويقدم الملايين دعماً لـ(إسرائيل)..
تشرين- يسرى المصري:
وكأن أوروبا تكافئ (إسرائيل) على المجازر الفظيعة التي ترتكبها بحق الأبرياء في غزة.. أوروبا التي طالما تشدقت بأفكار الحرية والعدالة والإنسانية تنحاز اليوم بشكل سافر نحو الإجرام الإسرائيلي البربري والحصار غير الإنساني، وكذلك قطع الماء والكهرباء والوقود وقصف المدنيين ..السلوك الأوروبي ينم عن العنصرية الخفية لدى أوروبا، وكما يقال الحرب تكشف معادن الدول.. وفلسطين قصة لا لبس فيها؛ احتلال وظلم وتعسف وحصار لسنوات عجاف طويلة لم تتعرض له أي دولة في العالم في تاريخ البشرية.. واليوم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تكشف أن الدعم الإنساني الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي للشعب الفلسطيني ليس موضع تساؤل، لكن التكتل يجب أن يراجع مساعداته المالية.
وتذكر فون دير لاين في بيان “دعمنا الإنساني للشعب الفلسطيني ليس موضع تساؤل”.
وتدعي، منساقة إلى الكذب الإسرائيلي، “ومع ذلك، من المهم أن نراجع بعناية مساعداتنا المالية لفلسطين.. وبالتالي سنراجع الملف بأكمله مرة أخرى.. الآن في ضوء تطورات الوضع على الأرض”، وفق قولها.
في السياق ذاته، قالت وزيرة الخارجية النرويجية أنيكن هويتفيلدت لوكالات: إن على المجتمع الدولي مواصلة تقديم المساعدات المالية للشعب والمؤسسات الفلسطينية.
وأضافت في بيان: “بصفتي رئيسة مجموعة المانحين الدولية (للفلسطينيين)، تحث النرويج المجتمع الدولي على مواصلة تقديم المساعدة المالية للشعب الفلسطيني”.
إعادة تقييم
وعلّق الاتحاد الأوروبي مساعداته التنموية للفلسطينيين، وقرر إعادة تقييم جميع برامجه الحالية، وتأجيل ميزانيات مشاريع عام 2023 كلها حتى إشعار آخر.
وقال المفوض أوليفر فارهيلي -عبر منصة إكس- إنهم علّقوا على الفور جميع المدفوعات لفلسطين، مضيفاً أن برنامج المساعدة التنموية الذي علّقوه يبلغ 691 مليون يورو.
وأشار متحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل إلى أن قرار الاتحاد الأوروبي يأتي في إطار أنه لا يموّل “سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة” حركة حماس، على حد تعبيره.
وجاء القرار بعد اجتماع طارئ عقده وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة الوضع في (إسرائيل) وغزة، من دون تأييد جميع الحكومات الأوروبية له، إذ عارضت إسبانيا قرار وقف المساعدات للفلسطينيين، ولم تؤيد لوكسمبورغ تعليقها.
وكان الاتحاد الأوروبي، الذي يعد من أكبر الجهات الداعمة مالياً للفلسطينيين، يعتزم إنفاق حوالي 1.2 مليار يورو بين عامي 2021 و2024 لتمويل مشاريع لصالح الفلسطينيين، لاسيما في مجالي التعليم والصحة.
دعم “إسرائيل” بالملايين
على صعيد آخر ومع تصاعد الهجمة الإسرائيلية على قطاع غزة بالقصف بادرت بنوك أمريكية وشركات تكنولوجيا كبرى بإطلاق حملات لجمع الأموال دعماً لـ(إسرائيل).
وتسارعت الجهود لجمع التبرعات لـ(إسرائيل)، وساهم (مليارديريون) وأعضاء من الجالية اليهودية الأمريكية والكندية بملايين الدولارات والمعدات والملابس العسكرية والمواد الغذائية.
وقالت مجموعة “يو بي إس” في مذكرة للموظفين إنها ستقدم تبرعات بقيمة 5 ملايين دولار مماثلة لتبرعات من الموظفين والعملاء، وستعمل على توسيع شبكة شركائها للمساعدة في إعادة توطين العائلات الإسرائيلية النازحة.
كما أعلنت مجموعة “جيفريز” جمعها 13 مليون دولار من العملاء والشركاء والموظفين للجمعيات الخيرية التي تقدم “المساعدات الإنسانية ” لـ(إسرائيل). وشملت المساهمات مليوني دولار من مايكل بلومبيرغ رئيس بلدية نيويورك سابقاً والمؤسس المشارك لشركة “بلومبيرغ إل بي” للخدمات الإعلامية.
وتعهدت مجموعة “غولدمان ساكس” كذلك بمساعدة تبلغ مليوني دولار، وقالت إنها ستقدم مبلغاً مماثلاً لما يتبرع به الموظفون.
وقالت شركة دلتا إيرلاينز – التي أوقفت الرحلات الجوية من وإلى (إسرائيل) حتى نهاية الشهر- إنها ستتبرع بمليون دولار للصليب الأحمر الأمريكي لتقديم المساعدة لـ(إسرائيل).
وقال الرئيس التنفيذي لبنك “جي بي مورغان” تشيس جيمي ديمون: (أود أن أعبر عن مدى الحزن العميق الذي نشعر به جميعاً إزاء الهجمات المروعة الأخيرة على إسرائيل). وحذر من أن الحرب في أوكرانيا والهجمات على (إسرائيل) يمكن أن تكون لهما “تأثيرات طويلة المدى على أسواق الطاقة والغذاء والتجارة العالمية والعلاقات الجيوسياسية”.
شركات التكنولوجيا
كما أصدر رؤساء شركات تكنولوجيا كبرى بيانات مختلفة، فاعتبر الرئيس التنفيذي لشركة “هيوليت باكارد” أن الهجوم الذي تعرضت له (إسرائيل) “ليس له مبرر ولا عذر”. متناسياً الاحتلال والحصار الإسرائيلي لغزة منذ عشرات السنوات..!
مع تصاعد المجازر الصهيونية بالقصف المكثف.. بنوك وشركات تكنولوجيا أميركية تقدم الملايين لإعادة بناء المستوطنات
ووصف أندي جاسي الرئيس التنفيذي لشركة أمازون الهجوم بأنه “صادم ومن المؤلم حدوثه”. وقالت أمازون: إن لديها خطة طوارئ لإبقاء خدمات أمازون ويب متاحة للعملاء في (إسرائيل).ولم يعلق على العقاب الجماعي لمليوني فلسطيني وحرمانهم بشكل كامل من الماء والغذاء والوقود .
وذكرت شركة “ميتا بلاتفورمز” لمنصات التواصل الاجتماعي إنها تتخذ خطوات لإزالة محتوى يتضمن (إشادات) ودعماً كبيراً لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) من منصاتها.
وقال الرئيس التنفيذي لألفابت الشركة الأم لغوغل ساندر بيتشاي “من المهم توبيخ ومناهضة معاداة السامية في هذه اللحظة الرهيبة”.
كما قال ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي إنه “شعر بحزن شديد بسبب الهجمات المروعة على إسرائيل”، حيث يعمل لدى الشركة ما يقرب من 3 آلاف موظف.
مقاطعة الشركات الداعمة للمستوطنات
وأمام الانحياز الأعمى لجرائم (إسرائيل) ودعمها المطلق المستوطنات، تم إطلاق حملة عالمية لملاحقة مئات الشركات والبنوك جنائياً تضمنت 25 منظمة غير حكومية فلسطينية وعربية وأوروبية، حملة عالمية لملاحقة مئات الشركات والبنوك – معظمها أوروبية – ملاحقة جنائية دولية، لكونها تعمل على دعم المشاريع في المستوطنات الإسرائيلية.
أين المحاكم الدوليّة التي تجرّم المساهمة في جرائم الحرب..؟
ووفق تقرير صدر عن هذه المنظمات، فقد تم خلال العامين الماضيين ضخ مبالغ قدرت بـ250 مليار دولار، من خلال صناديق تقاعد وأسهم وقروض لدعم مشاريع تخدم المستوطنات.
ووفق المنظمات، تضمّ القائمة 372 مؤسسة مالية أوروبيّة، تورّطت كلها في تمويل أنشطة استيطانيّة غير مشروعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
ويقول رئيس منظّمة إفدي الحقوقية عبد المجيد مراري: إن تمويل أعمال استيطانية في أراضي 67 يمثل “جريمة استيطان” يندد بها المجتمع الدولي ويجرّمها مجلس الأمن بقراراته المتعددة، كما تجرّمها اتفاقية جنيف واتفاقية روما المؤسسة لمحكمة الجنايات الدولية.
ويقول مراري: إن هذه البنوك ستصير مسؤولة قانونيّاً أمام المحاكم الدوليّة التي تجرّم المساهمة في جرائم الحرب وجرائم ضدّ الإنسانيّة.