بين قيلٍ وقال عن الحرائق والمتغيّرات المناخية.. ثرواتنا البيئية إلى زوال في ظل غياب الدور البيئي
تشرين- محمد فرحة:
منذ اليوم الذي تم فيه إلصاق الشؤون البيئية بوزارة الإدارة المحلية، لم يعد للشأن البيئي دور مؤثر على الطبيعة وكائناتها، وتبدو مديريات البيئة شكلية، فهل تمتلك واحدة منها مسحاً حديثاً أو قديماً، توضح فيه أن هناك نباتات انقرضت أو طيوراً كانت مستوطنة وهاجرت، أو وروداً وأزهاراً سادت ثم بادت؟، وتطول سبحة التساؤلات.
أذكر جيداً أزهار الأوركيد والتي مازال بعضها موجوداً، في حين لم نعد نرى في الطبيعة أزهار التوليب التي كانت تملأ أراضينا بألوانها المتعددة، وأزهار الخزامى، هذا بالنسبة للأزهار، فماذا عن الطيور؟، والتي كانت تغرد في الغابات ليلاً ونهاراً والزرزور والكنار ودجاجة السلطان وطائر القطا.. حتى البوم لم نعد نراه رغم أن بعض الناس يعتبره طائر شؤم، لمجرد وجوده في أماكن الخراب، وهو الذي يبحث هناك عن طرائده.
أما ما يتعلق بالحيوانات فكانت غاباتنا تعج ليلاً ونهاراً بالأرانب والثعالب والضباع، حتى الغزلان والذئاب لم نعد اليوم نسمع عنها خبراً، بأنها اعتدت على قطيع غنم في الصحراء ومراعي الغابات.
ليطرح السؤال الكبير نفسه، ومؤداه أين ذهبت كل هذه الكائنات التي كانت توجد حالة توازن في الطبيعة؟
يقول المهندس أحمد الحربي معاون مدير البيئة في حماة: نعم كل ما أشرت إليه كان موجوداً في غاباتنا والطبيعة، وكنا نشاهده، لكن منذ اليوم الذي تم فصل المحميات عن عملنا وإتباعها لمديريات الزراعة، صارت الأمور من اختصاصهم.
وفي معرض إجابته عن سؤال تشرين هل لدى مديرية البيئة مسح يبين لنا ماذا انقرض في بيئة حماة من كائنات حية ونباتات، وماذا يوجد منها ؟
فأجاب: للأسف، لا يوجد، منذ مطلع عام ٢٠١١ مع تصاعد الأزمة إلى اليوم وغياب المحروقات للسيارات التي كنا نقوم بالجولات من خلالها، فبالكاد نستطيع الوصول والعودة إلى منازلنا بمكرو المبيت..
من ناحيته، أوضح المهندس عبد الكريم محمد مدير حراج حماة أن المتغيرات المناخية سبب جوهري في انقراض العديد من النباتات الزهرية والحرائق والنشاطات البشرية، فالعملية حلقة متكاملة.
موضحاً أن التعديات على الحراج، تعديات على الطبيعة وبالتالي أفقدتها العديد من موائل هذه الكائنات وخاصة الحيوانية والطيور، ما أدى ويؤدي إلى هجرتها ومغادرتها لهذه الأمكنة بحثاً عن أماكن أخرى.
وفي السياق نفسه يؤكد المهندس محمد أن كل ذلك يدخل في مكونات نظام البيئة المتكاملة من نبات وحيوان وطيور، ولا نخفي أن نثر السموم ومواد المكافحة على المزروعات ساهم هو الآخر في انقراض نباتات كانت موجودة، وتشكل موائل لكائنات حية أخرى فمع انقراضها لم نعد نرى لها وجود، محملاً النشاطات البشرية والاعتداءات على الطبيعة مسؤولية كل ما يجري للبيئة.
بالمختصر المفيد: نرى أن دور مديريات البيئة غائب، وليس له حضور مؤثر، فلا عمليات مسح للطبيعة وهو الذي يشكل قاعدة بيانات رئيسة، وخطوة أولى نحو عملية رصد طويلة الأجل في جميع الفصول بهدف الوصول إلى دقة في المعلومات، ما يمكن مديريات البيئة من تقييم الوضع البيئي لديها، إن أرادوا، كما يسهم المسح في الكشف عن التأثيرات البشرية غير المدروسة، والتي أدت إلى انقراض الكائنات الحية من قنص للطيور وصيدها الجائر بلا رحمة وكذلك الحيوانات ما أفقد عملية التوازن في الطبيعة.