لم يبقَ أمام كييف سوى الخيارات الصعبة و«إف-16» ليست عصا سحرية بيدها!

سلّطت وسائل الإعلام الغربية الضوء على نية دول “الناتو” بتزويد كييف بمقاتلات “إف-16″، وتأثير ذلك في سير القتال.
وأكدت التقارير الإعلامية أن المقاتلة الأمريكية لن تؤثر في سير المعارك، كما أنها لن تضيف كثيراً لقوات كييف.
وقالت قناة “سي إن بي سي”: إن هذه المقاتلة قد تساعد قوات كييف في تخفيف الضغط على الدفاع الجوي، لكن إرسالها بمفردها لن يغير الوضع بين عشية وضحاها، مضيفة: إن مقاتلات “إف-16” لن تكون رصاصة فضية وسيستغرق الأمر شهوراً إن لم يكن سنوات من التدريب حتى تتمكن القوات الأوكرانية من الاستفادة منها.
وقالت صحيفة “ديلي ميل”: “إن الطائرات الأمريكية تتمتع بقدرات قتالية أفضل من الطائرات الأوكرانية السوفييتية القديمة”، لكنها تتطلب المزيد من تدريب الطيارين، مشيرة إلى أنه من غير المحتمل أن تكون هناك فائدة سريعة منها.
بدورها، قالت صحيفة “نيويورك تايمز”: سيكون من الصعب على الطيارين الأوكرانيين تنفيذ التكتيكات القتالية لدول “ناتو”.
وأوضحت أن هذه المقاتلات من شأنها أن “تعزز الدفاعات الجوية الأوكرانية وتسمح لها بمواجهة طائرات الهليكوبتر الهجومية الروسية التي تستهدف الدبابات والعربات المدرعة لقوات كييف”.
وفي الوقت الذي أكدت فيه الولايات المتحدة والدول الغربية نيتها بتزويد كييف بمقاتلات “إف-16″، أكدت روسيا أن ذلك لن يؤثر في سير العملية العسكرية الروسية المستمرة في أوكرانيا حتى تحقيق كل أهدافها.
وحذر السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف من عواقب مثل هذه المغامرات، قائلاً: في ظل الخسائر الفادحة التي يتكبدها الجيش الأوكراني وفشل هجومه المضاد، يسعى الغرب لاتخاذ قرارات متسرعة وخطرة.
إلى ذلك، قال الإعلامي الألماني جوليان ريبك: إن كييف لم يبقَ أمامها سوى الخيارات الصعبة لإنهاء النزاع مع روسيا، محمّلاً الغرب المسؤولية عن الوضع الكارثي الذي بلغته أوكرانيا.
وكتب في مقال نشرته صحيفة “بيلد” الألمانية: أوكرانيا باتت في وضع متدهور ولم يبقَ أمامها سوى الخيارات التي تتناقض مع رغبتها بإنهاء النزاع.
وأضاف: بالنظر إلى ما وصلت إليه الأمور قد يكون أحد الخيارات هو هجوم مضاد ثانٍ في السنة المقبلة، خاصة بعد اعتراف الدول الغربية الداعمة لكييف بعدم نجاح الهجوم الحالي، مشيراً إلى أن ذلك ممكن فقط إذا استمر الغرب في إرسال الأسلحة إلى كييف.
وأكد أن الخيار الأكثر ترجيحاً بالنسبة لأوكرانيا هو إمكانية شن القوات الروسية هجومها المحتمل.
وفي الوقت الذي تكبدت فيه أوكرانيا خسائر فادحة في الأرواح والسلاح، ودمّر الجيش الروسي معظم الأسلحة الغربية التي وصلت إلى كييف، تتحدث تقارير غربية عن انهيار القوات الأوكرانية وفشل الهجوم المضاد واستنفاد كييف قدراتها على مواصلة القتال.
بدوره، أكد ضابط الاستخبارات الأمريكية المتقاعد سكوت ريتر أن قوات كييف استنفدت إمكاناتها القتالية، وأن النزاع في أوكرانيا دخل مرحلته النهائية.
وقال في حديث لقناة “ديلي بلانيت”: الأوكرانيون لن يتمكنوا من حشد القوة القتالية الكافية، وتحقيق أي تقدم. نشهد الآن المرحلة الأخيرة من هذا النزاع، مضيفاً: أوكرانيا ستفقد القدرة القتالية في أواخر هذا الشهر، مطلع الخريف.
وأشار إلى أن الجيش الروسي حقق نجاحاً كبيراً على محور كوبيانسك في مقاطعة خاركوف شرق أوكرانيا، ورجح بدء زحفه على كل محاور الجبهة في القريب.
وشدد ريتر أيضاً على أن اقتراح رئيس مكتب الأمين العام لحلف «ناتو» ستيان جنسن، حول تنازل أوكرانيا عن الأراضي التي خسرتها حتى الآن من أجل الانضمام إلى الحلف، يشهد على انتقال النزاع إلى المرحلة النهائية. وخلص إلى أن هذا يعني أن المناطق التي عادت إلى روسيا ستبقى تابعة لها.
في سياق متصل، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»: إن الدول الغربية تعمل على صياغة اتفاق للسلام مع روسيا والخروج من أزمة أوكرانيا، مرجحة رفض موسكو وكييف لهذا الاتفاق.
وكتبت الصحيفة: يعمل المسؤولون الغربيون على إعداد صفقة تنهي الحرب، لا تتماشى مع أهداف كييف وموسكو.
وأشارت إلى أن الهدف الرئيسي لأوكرانيا استعادة أراضيها وهو أمر مستبعد نظراً لأن حلفاءها الغربيين يخشون من استمرار “التكاليف والمخاطر” التي هم بغنى عنها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار