مهرجان المعري الشعري يتحدى الإرهاب في ريف إدلب المحرر
تشرين – علام العبد:
في دورته الأولى وبعد تحرير معرة النعمان متحدياً الإرهاب التكفيري والمسلح وعلى مقربة من خطوط التماس مع المجموعات الإرهابية المسلحة انطلقت اليوم فعاليات مهرجان المعري الشعري الذي أقامه فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع قيادة فرع إدلب لحزب البعث العربي الاشتراكي ومحافظة إدلب في المركز الثقافي العربي بمعرة النعمان بجوار ضريح أبي العلاء المعري في ريف إدلب المحرر بمشاركة واسعة من الأدباء والشعراء السوريين، وبحضور محافظ إدلب ثائر سلهب وعدد من مسؤولي المحافظة، وبتغطية إعلامية لافتة.
وفي كلمته الافتتاحية، قال أمين فرع إدلب لحزب البعث العربي الاشتراكي أحمد جاسم النجار” إن إقامة مهرجان المعري الشعري وبهذا الحضور المكثف، لا تقل عن الجهد العسكري المبذول على ساحة المواجهة مع المجموعات الإرهابية، فالمعركة معهم لا تقتصر على بعدها العسكري فقط وإنما تشمل الجوانب الفكرية والإعلامية أيضاً”.
وأشار النجار في كلمته إلى أن المؤسسات الإعلامية والثقافية الوطنية واتحاد الكتاب العرب ومنذ اللحظات الأولى للتصدي للإرهاب في سورية أعلنت موقفاً واضحاً مما يتعرض له الموروث الثقافي السوري في المناطق التي دنسها الإرهاب سواء في إدلب أو غيرها من المحافظات السورية.
وفي تصريح لـ تشرين التي واكبت فعاليات المهرجان ، بين النجار أن المهرجان كان مميزاً في دورته الأولى بعد تحرير معرة النعمان من الإرهاب لأن الأنشطة التي واكبت مهرجان المعري ألقيت في الأماكن التي جرى تحريرها من قبل بواسل الجيش العربي السوري والتي كان الإرهاب قد دنسها ذات يوم . ومضى النجار يقول ” وما يميز تظاهرة المهرجان هذا العام أن الشعراء والكتاب المشاركين تسنى لهم الاطلاع عن كثب على ما فعله الإرهاب بضريح أبي العلاء المعري وبمدينته الشهيرة معرة النعمان “.
وكان فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب أعلن هذا العام عن اختيار معرة النعمان بعد التحرير من الإرهاب الولادة الأولى لمهرجان أبي العلاء المعري بهدف النهوض بالثقافة العربية الوطنية التي تنشد السلام والمحبة وإرسال رسالة إلى المجموعات الإرهابية التكفيرية الذين لا يبعدون إلا القليل عن معرة النعمان حيث أقيم المهرجان مفادها بأن الإرهاب الظلامي الذي لم يسلم من بطشه أبو العلاء المعري لن يستطيع النيل من النور الثقافي والمعرفي الذي ينشده الشعب السوري.
ومعرة النعمان في ريف محافظة إدلب الجنوبي عرفت بأنها مدينة أبي العلاء المعري وحاضنة مهرجانه الشعري والأدبي الذي دأبت الدولة السورية ممثلة بوزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب على إقامته سنوياً في حضرة أبي العلاء المعري .
وفي تصريح لـ تشرين قال رئيس فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب مدير المهرجان الشاعر محمد خالد الخضر إن المهرجان يأتي تعبيراً عن تلاحم مؤسسات الوطن وأحزابه ونقاباته واتحاداته وفعالياته الشعبية والأهلية في الوقوف صفاً واحداً ضد الإرهاب والتطرف بكل أشكاله، وتأكيداً لتلاحم كل السوريين مع قوات الجيش العربي الباسل، في مكافحة التعصب الأعمى ودعاة الموت الهمجي والعبثي بكل معاني الحياة المخالف لكل شرائع السماء والأرض والمنافي لكل خلق إنساني رفيع.
وطالب الخضر بتوظيف الجهود التربوية والسياسية والفكرية لمكافحة التطرف والإرهاب، الذي ينتشر في المنطقة بكل الطاقات الممكنة وتسخير جهود الشباب وتوجيه طاقاتهم نحو العمل الثقافي والوعي والانتماء الوطني الجاد ضمن برامج ثقافية و أدبية جدية فاعلة ، وقال إن المهرجان دعوة للتعاون في سبيل إنجاز البرامج القادرة على نبذ الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وتأكيد قيم المحبة والسلام .
وبين الخضر، أن هذه الدورة الجديدة لمهرجان المعري بنسخته الأولى بعد تحرير مدينة أبي العلاء اخترنا لها شعار،” المعري يتحدى الإرهاب بلادنا نبنيها وبدمنا نفديها ونحميها”، في رسالة واضحة لتحدينا للإرهاب، خاصة بعد تحرير أبي العلاء المعري من قبضة الإرهاب ، وكلنا يذكر خلال سيطرة المجموعات الإرهابية على منطقة معرة النعمان كيف أقدمت مجموعة مسلحة في مدينة معرة النعمان على قطع رأس النصب التذكاري للشاعر والفيلسوف والأديب العربي أبي العلاء المعري الذي ولد في معرة النعمان”.
وحين يحضر أبو العلاء المعري بمهرجان شعري باسمه ” المعري يتحدى الإرهاب” ، لا يترك ذلك لمحبي الشعر مجالاً أو مبرراً للغياب، رمز للأدب السوري والعربي رحل لكن إبداعه الشعري الحاضر دائما استقطب مئات المثقفين من أرجاء سورية والوطن العربي في المهرجان السنوي الذي ينظم في ريف إدلب للمرة الأولى في تحدٍ واضح للفكر الظلامي للإرهاب.
لقد أجمع بعض الشعراء المشاركين بالمهرجان ومنهم الشاعر الدكتور جهاد بكفلوني والشاعر الدكتور أسامة حمود والشاعر رياض طبرة والشاعرة أميمة إبراهيم والشاعرة عبير الديب على أن “المعركة الحالية التي تشهدها البلاد مع المجموعات الإرهابية تدفعنا إلى الانتصار على ثقافة الموت من خلال إطلاق ثقافة الحياة والجمال”.
وقال الشعراء المشاركون في قصائدهم الشعرية التي استحضرت روحانيات أبي العلاء المعري “لسنا وحدنا هنا نحيي مدينة معرة النعمان الحاضنة لتوهج المبدعين منذ قرون والمنتصرة اليوم على الإرهاب بهمة بواسل جيشنا العربي السوري وصمود شعبنا ، بل نحتفي بأبي العلاء المعري في مدينته التي صمد فيها وعلى إيقاعاته العروضية في هذه الأرض المكتظة شعراً ونثراً ولغة وفكراً ومسارات وتحديات بطول التاريخ، وعرض الجغرافيا المتماهية مع الخلق والإبداع”.
وفضلاً عن القراءات الشعرية التي قدمها ضيوف المهرجان، شهدت قاعة “أبو العلاء المعري” التي طالها التخريب والتدمير العديد من الجلسات والنقاشات النقدية التي تحاول أن تسلط الضوء على مستجدات الشعر السوري والعربي وهو يواجه التحديات الجديدة في الإبداع والوجود.
هذا وكان الحضور الجيد وضيوف المهرجان أشادوا بالمتنوع والمختلف من قبل شعراء المحافظات ،فهناك حضور من محافظات دير الزور والسويداء وحمص ودرعا وإدلب والحسكة ودمشق واللاذقية ، وهي خطوة جيدة، حسب تعبيرهم.
وكان المشاركون بالمهرجان ختموا فعالياته بالتقاط الصور أمام ضريح أبي العلاء المعري بجولة في متحف معرة النعمان الشهير ومقام وضريح عمر بن عبد العزيز في ريف معرة النعمان بدير شرقي حيث اطلع المشاركون بالمهرجان على ما جرى تخريبه على أيدي المجموعات الإرهابية في هذه الصروح التاريخية والمهمة والأعمال الترميمية التي تقوم بها الفرق الفنية والهندسية للمحافظة على مكانة وتاريخ الحضارة السورية .