«المباقر» تستجر ٤٠٠ طن من الشوندر علفاً.. وخلل فني يفرمل عملية التقطيع في “تل سلحب”
تشرين- محمد فرحة:
وكأنه مكتوب على محصول الشوندر ومزارعيه ألّا يهنؤوا، فقد رافق مجريات المحصول بدءاً من عملية توريد بذاره مروراً بزراعته، ثم عدم تقديم أي دعم لمزارعيه لا أسمدة ولا محروقات، ففهم الفلاحون الرسالة بأن المحصول هذا العام ستلحق به النكبات.
فبعد وصوله لطور الحصاد أي قلعه وتسويقه لشركة سكر سلحب اتخذ قرار بعدم تصنيعه سكراً نظراً لعدم كفاية الأدلة .. عفواً كفاية تشغيل المعمل لأكثر من أسبوع وفي أحسن الأحوال عشرة أيام، وبالتالي فعملية التصنيع غير اقتصادية، لذلك ارتأت اللجنة الاقتصادية تقطيعه وتجفيفه وتقديمه علفاً للمواشي وكان ذلك..
وفي بقية مجريات التفاصيل لم تجد وزارة الصناعة من يشتريه مجففاً لتعوض ما دفعته من قيمة المحصول للمزارعين والذي قيل إنها بلغت ١٣ مليار ليرة سورية، فبدئ بتوريده من قبل المزارعين بعد فوات الأوان، أي من عشرين تموز وحتى الآن لم تنتهِ عملية التوريد بما عرضه للتلف من جراء الحرارة الشديدة، الأمر الذي ألحق الخسائر بالمزارعين، ولتكون المعادلة خسارة مركّبة، فلا المزارعون كسبوا ولا وزارة الصناعة ..
عن ذلك صرّح المهندس ياسر المحمد المدير المكلف لمعمل سكر تل سلحب، مبيناً أن عملية التقطيع وفرم الشوندر بدأت بطاقة يومية ٣٠٠ طن ثم تصاعدت إلى الـ٤٠٠ طن ثم ٦٠٠ طن يومياً، غير أن ما واجهنا من مشاكل هو أين سيتم تجفيف الشوندر حيث لم تتسع ساحات وممرات الشركة لفرش الشوندر كمناشر لتجفيفه، فأوعز وزير الصناعة بأن يجفف في محلج حماة وشركة الأصواف.. وماذا بعد؟
يتابع المهندس ياسر حديثه لـ” تشرين” قائلاً: ما إن بدأت عملية التجفيف في محلج الفداء حتى بدأت الأصوات تتعالى من الجوار بأن روائح الشوندر مؤذية وجلبت الحشرات، فكان أن اتخذت الجهات المعنية في حماة قراراً بوقف عملية التجفيف في محلج الوليد، زد على ذلك كنا نعاني صعوبة في تأمين وسائل النقل العامة لنقل الشوندر من أرض المعمل إلى محلج حماة ..
وتطرق المدير المكلف إلى أنه اُتخِذ قرار بجعل طريق محردة – حيالين- الغاب- السقيلبية، مناشر لتجفيف المحصول، باستخدام حارة من الطريق، وهذه الخطوة أوفر لنا وأقرب وأقل تكلفة.
مشيراً إلى أن التشاركية ما بين الأهالي والمعمل كان لها كبير الأثر حيث يتم يومياً إرسال من ٣ إلى ٤ آليات بالمجان لنقل وترحيل الشوندر بعد تقطيعه ووضعه على الطريق المذكور، فهذه الخطوة تستحق التقدير من أهل الخير .
كاشفًا بأن عملية التقطيع والفرم هذه قد تستغرق، حوالى الشهر معللاً السبب بخلل فني في عملية الفرم حيث وصلت في مرحلة إلى الـ٦٠٠ طن يومياً لتعود إلى٣٠٠ طن، زد على ذلك لا أحد قادر أن يحدد كمية الإنتاج لا الزراعة ولا الصناعة، ولذلك غير معروف متى ننتهي من عملية التقطيع والتجفيف ..
وفي سياق متصل كشف المهندس خالد هلال المدير العام للمؤسسة العامة للمباقر ومقرّها حماة بأن المؤسسة بدأت باستجرار الشوندر المجفف من محلج الفداء لتقديمه علفاً لمحطات الأبقار، موضحاً بأنه جاد في شراء واستجرار بحدود الـ٤٠٠ طن، أي كل ما هو مجفف في محلج الفداء بحماة.
تلك كانت قصة ومجريات الشوندر السكري من زراعة المحصول إلى قلعه وجنيه وتجفيفه والبحث عمن يشتريه، لنستنتج في النهاية بأن المحصول ليس له مكان في العام القادم في خطة وذهن المزارعين كما القطن، والخشية أن يلحق بهما محصول القمح مصدر أمننا الغذائي..