مربو الدواجن يخسرون بالضربة القاضية أمام غلاء الأعلاف ومستلزمات الإنتاج
تشرين- طلال الكفيري:
لا تزال أسعار المادة العلفية المحلقة بشكل غير مسبوق في الأسواق المحلية، تلقي بظلها الثقيل على مربي الدواجن في السويداء، حتى بات أغلبيتهم بعيداً كل البعد عن كار التربية، ولاسيما بعد أن تتالت عليهم الخسائر المالية، من جراء تكاليف الإنتاج المرتفعة غير المتوافقة مع أسعار المبيع المنخفضة.
إقدام العديد من المربين على إغلاق أبواب مداجنهم، التي بلغت تكلفة بنائها وتجهيزها ملايين الليرات، لم يأتِ من فراغ على الإطلاق، بل كانت لهم مبرراتهم التي أرغمتهم مكرهين على إقفال هذه المداجن إلى أجل غير مسمى وفي مقدمتها حسبما أشار بعضهم لـ”تشرين” الارتفاعات المتتالية وغير المتوقفة لأسعار المادة العلفية، لدى القطاع الخاص والتي أصبحت تسير بخطٍ موازٍ لأسعار الصرف، ولاسيما بعد أن وصل سعر طن الصويا إلى أكثر من 6 ملايين ليرة، والذرة إلى نحو 5 ملايين ليرة، وكلها قابلة للزيادة في قادم الأيام.
إحكام القطاع الخاص قبضته على أسعار المادة العلفية، وإبقاء الكرة في ملعبه ما كان له ليكون لو توافرت هذه المادة بالشكل الأمثل لدى فرع مؤسسة الأعلاف، عدا عن ذلك وهذا الأهم فقد أصبحت تكلفة الإنتاج المتضمنة إضافة إلى الأعلاف والأدوية البيطرية وفحم وكهرباء وأجور العمال وغيرها تفوق مبيع الفروج حي من أرض المدجنة، فمثلاً مبيعه من أرض المدجنة لا يتعدى سقف 23 ألفاً للكيلو الواحد، بينما مبيعه مذبوحاً في محال بيع اللحوم البيضاء تجاوز 29 ألف ليرة.
وهذا يعني أنّ المربي أصبح يعمل بخسارة لا لبس فيها، وضمن معادلة الخسائر المتلاحقة باتت تربية الدواجن غير مجدية ولا تؤتي ثمارها، ومن هنا نرى أنه أكثر من 140 مربياً أغلقوا أبواب مداجنهم مودِّعين كار التربية والبحث عن عمل آخر.
ليضيفوا: من الأسباب الأخرى أيضاً عدم توافر مادة المازوت بالشكل الأمثل لتشغيل المولدات ما يرغم المربين على شرائها من السوق السوداء بسعر مرتفع فضلاً عن عدم توافر المياه في مناطق وجود هذه المداجن لعدم وجود آبار ارتوازية ما يضطرهم -وأمام هذا الواقع- لشراء المياه بالصهاريج، إذ تبلغ النقلة الواحدة حدود 400 ألف ليرة لصهريج سعة 100 برميل.
وفي هذا السياق أشارت رئيسة دائرة الإنتاج النباتي بمديرية زراعة السويداء المهندسة رنا البعيني لـ” تشرين” إلى أنه في ظل الأسعار غير المستقرة للمادة العلفية والتي أصبحت تأخذ مؤشراً تصاعدياً ، باتت الأرباح غير مضمونة، ما دفع فعلاً العديد منهم للعزوف عن متابعة العمل، بينما نرى بالمقابل هناك من يسعى للحصول على تراخيص لزوم بناء مداجن، ولفتت البعيني إلى أن قطاع الدواجن تأثر مؤخراً بموجة الحر التي أدت إلى انخفاض الإنتاج، وزادت من تكاليف المربي، لكون الطيور وفي ظل درجات الحرارة المرتفعة، باتت تحتاج إلى تهوية دائمة.
يشار إلى أن المحافظة تحتضن حوالى 292 مدجنة مرخصة إضافة إلى وجود 60 مدجنة غير مرخصة.