التعديات على أحراج درعا لم تنتهِ.. وتنظيم ٣١ ضبطاً منذ بداية العام
تشرين – وليد الزعبي:
لا تغمض عين ضِعاف النفوس عن أحراج محافظة درعا، فهم لا ينفّكون عن التعدي عليها بقطع أشجارها لغرض المتاجرة والتربح غير المشروع من هذه الثروة الوطنية، ما يخلّف أضراراً جسيمة على البيئة بكل مكوناتها، فيما تعمل الضابطة الحراجية في مديرية زراعة درعا على محاصرة الظاهرة بالتعاون والتنسيق مع المجتمع المحلي قدر المستطاع واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.
وأوضح المهندس جميل العبد الله رئيس دائرة الحِراج في مديرية زراعة درعا، أنّه جرى منذ بداية العام الحالي وحتى تاريخه تنظيم ٣١ ضبطاً حِراجياً بعمليات قطع الأشجار في المواقع الحراجية، منها ١٤ ضبطاً نظمها المخفر الحراجي في منطقة درعا و١٧ ضبطاً نظمها المخفر الحراجي بمنطقة نوى، لافتاً إلى أنّ معظم المواقع الحراجية المزروعة بأشجار الكينا تعرضت للقطع خلال سنوات الحرب على سورية، لكنها عادت وتجددت بشكل تلقائي وهي بوضع جيد حالياً.
وفي محاولة للحدّ من التعديات، بيّن العبد الله أنّه تمّ التنسيق مع المجتمع المحلي لحماية الغابات، والذي أبلغ بدوره الأهالي بأنّه ستتم محاسبة كل من تسول له نفسه بالتعدي على الحراج، وذلك توازياً مع وجود الحراس الحراجيين بشكل دائم في المواقع الحراجية، فيما تقوم عناصر الضابطة الحراجية بدورها بتنفيذ الجولات الميدانية ومتابعة المعتدين على الثروة الحراجية وتسطير الضبوط اللازمة بحقهم، ومتابعتها في القضاء المختص حتى تكتسب الدرجة القطعية.
لا يقف الأمر عند المتابعة ومحاولة ضبط المعتدين والحدّ من التعديات فقط، بل هناك إجراءات أخرى لتعويض النقص الحاصل في الثروة الحراجية نتيجة التعديات، يتمثل أهمها وفق ما ذكر رئيس دائرة الحراج بالتنسيق مع كل الجهات المعنية لزراعة الغراس الحراجية في المدارس والحدائق ومنصفات الطرق وأطراف مداخل المدن والبلدات وغيرها من الأماكن العامة، بالإضافة للاستمرار بتنفيذ خطة التحريج الاصطناعي وترقيع المواقع التي تعرضت للتعديات، وتوزيع الغراس المجانية على المواطنين ضمن مبادرة أطلقتها وزارة الزراعة، والتي تتضمن توزيع ٥ غراس حراجية مجاناً لكل شخص بموجب دفتر العائلة، حيث تم توزيع ١٣٩٥٠٠ غرسة حراجية الموسم الماضي وحصلت درعا على المرتبة الأولى في التوزيع المجاني، وذلك لغاية الإسهام بتعزيز الغطاء الحراجي وتحسين الواقع البيئي.
تجدر الإشارة إلى أنّ المواقع الحراجية لم تشهد أي حريق حراجي لهذا الموسم حتى تاريخه، علماً أنّه وحسبما بيّن رئيس دائرة الحراج تم إعطاء رخص رعي لمربي الثروة الحيوانية، بغرض التخلص من الأوراق اليابسة والهشير تحت الأشجار الحراجية، وذلك للإسهام بالحدّ من اشتعال الحرائق أو توسعها في حال نشوبها، وأمل العبد الله استمرار تفاعل المجتمع المحلي في الحفاظ على الثروة الحراجية لما فيه مصلحة أفراده أولاً وأخيراً.