ملف «تشرين».. أزمة مياه دير الزور تتركز بالأرياف.. مدير «المياه» يُلقي كرة المسؤولية على الكهرباء وخطوات حلها باتجاه الطاقة الشمسيّة!

تشرين-عثمان الخلف:
يعيش ريف دير الزور في بعض قراه، وبشكل أدق ضمن أحياء في القرية الواحدة، أزمة في الحصول على مياه الشرب، تدفع باللجوء لاستجرارها عبر صهاريج بأثمانٍ باهظة، وإذ يلعب برنامج التقنين الكهربائي دوراً كبيراً في خلقها، فإنه من جانبٍ آخر تتحمل التعديات على شبكاتها مسؤولية على هذا الصعيد، في ظل انخفاض منسوب نهر الفرات خلال السنوات الأخيرة، وذلك بفعل سياسات النظام التركي، التي صعّد منها في هذا الاتجاه .
أسباب للأزمة
لا ينفي مدير عام مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في دير الزور، المهندس لورانس الحسين وجود تلك الأزمة التي تبرز أكثر في فصل الصيف، لتشمل أرياف المحافظة بشكلٍ أكبر، لكن مع تفاوت بين أحياء القرية أو البلدة الواحدة .

45 دقيقة لعمليات الترقيد والتعقيم فالضخ، بينما تغذية الكهرباء لساعة

الحسين أرجع المسؤوليّة بالدرجة الأولى لواقع برنامج التقنين الكهربائي المُطبق بدير الزور، إذ إن 29 محطة تخضع لهذا التقنين، وفق نظام 5 ساعات قطع للتيار، مقابل ساعة واحدة وصل، علماً أن عملية ضخ المياه الصافية لتكون صالحة للاستخدام تحتاج إلى 45 دقيقة، الأمر الذي ينعكس سلباً على تزويد الأهالي بالمياه، فعملية الضخ تمر بمراحل قبل الضخ، إذ تبدأ بسحب المياه الخامية عبر المضخات، ثم التهدئة والترقيد، فالفلترة عبر الفلاتر المعدنيّة، يتبع ذلك التعقيم والتجميع ضمن خزان المياه الصافية، يليه عملية الضخ باتجاه الخزانات وشبكات المياه لمصلحة المُشتركين.
وأشار الحسين إلى أن انخفاض منسوب نهر الفرات يزيد من الوقت اللازم للتعقيم والترقيد، فالضخ وكل ذلك تسهم في خلق الأزمة، بل إن هذا الانخفاض غالباً ما يتسبب بخروج محطات عن الخدمة ، ونضطر حينها لسحب الأنابيب، ومد الشرّاقات للوصول للمياه، أضف لذلك فترة السيول والأمطار بفصل الشتاء، والتي تزيد من عكارة المياه، وبالتالي توقف عملها، ومُضاعفة زمن عمليات التصفيّة، وفي مقلب آخر لدينا 14 محطة تعمل على الديزل، وهنا تبدو المشكلة بعدم تسديد الذمم الماليّة من قِبل المشتركين، وبالتالي لتأمين وقود التشغيل بشكل يكفي للضخ وتغطية كل السكان بالمنطقة، و هناك محطات تعمل بخطوط كهرباء مُستثناة من التقنين الكهربائي، وتصل إلى 26 محطة، تتوزع ما بين المدن والأرياف، غير أن قدرتها في الأرياف أقل منها في المدن .
وأكدّ مدير عام مؤسسة المياه وجود تعديات على خطوط شبكات المياه في الأرياف، إذ يقوم البعض باللجوء إليها لري مزروعاتهم، وهذا يُعدّ عامل هدر كبيراً، ينعكس سلباً على بقية المشتركين وحرمانهم منها فترة التشغيل، لافتاً إلى ضرورة تعاون الأهالي على هذا الصعيد بمنع تلك التعديات، إضافة للالتزام بسداد فواتير المياه .

توجه للطاقة الشمسيّة
في ظل واقع التغذية الكهربائية المتردي بعموم دير الزور، فإنّ التوجه للطاقة الشمسيّة بات مُلحاً، ولاسيما في الكثير من الجهات العامة الخدميّة، وهنا أشار المهندس الحسين إلى أن مؤسسة مياه دير الزور خطت خطوات على هذا الصعيد، بالتعاون مع المنظمات الدوليّة الناشطة في المحافظة، إذ جرى تزويد 3 محطات لمياه الشرب بألواح الطاقة الشمسيّة، وقد دخلت الخدمة، وهي: محطة مياه صبيخان، حطلة، مراط، ومضخة المياه الصافيّة لمحطة مياه مدينة الميادين.

تعديات على الشبكة يقوم بها الأهالي للري

مؤكداً أن محطتي بلدة دبلان، ومدينة العشارة هما قيد التنفيذ، فيما هناك 6 محطات قيد الإعلان ستُزود بألواح الطاقة الشمسيّة، وتتوزع في بلدات: عياش، الهري، مظلوم، خشام، وفي حيي الحسينيّة وحطلة الزوية، لافتاً إلى أن 12 محطة أخرى سيتم تزويدها بالطاقة الشمسيّة في بلدات الريف الشرقي والغربي والشمالي لاحقاً، منوهاً بدور المنظمات الدوليّة الداعم لعمل مؤسسة المياه، وسواها من الجهات العامة الخدميّة .
وطالب الحسين بضرورة زيادة مخصصات محافظة دير الزور من التغذية بالتيار الكهربائي، ولاسيما في فصل الصيف، حيث يزداد الطلب على المياه بشكل أكبر في ظل درجات الحرارة المُرتفعة جداً، لغرض الوصول إلى استقرار فترات تشغيل المحطات بشكل كافٍ.
الكهرباء ترد
من جانبه أوضح مدير عام شركة كهرباء دير الزور المهندس خالد الفهد، أن لا إمكانية لدى الشركة لزيادة ساعات التغذية، فالكميات المتوافرة لدير الزور، والبالغة 50 ميغا لا تُساعد بهذا الصدد، مُبيناً أن البرنامج التقنيني لساعات التغذية يشمل عموم القطر، وبالتالي لا بدّ لمؤسسة المياه من اللجوء لتوفير الوقود وتشغيل محطاتها عبر مولدات الديزل .
انخفاض المنسوب
تأثيرات انخفاض منسوب نهر الفرات بالنسبة لعمل محطات مياه الشرب، أكدها مدير فرع الموارد المائية المهندس محمد رجب، مُبيناً أن سياسات النظام التركي أدت لتخفيض الوارد المائي بشكل كبير، فيما منسوب النهر ما بين انخفاض وارتفاع.

انخفاض منسوب نهر الفرات عامل إرباك

ورغم أن وضعه مستقر حالياً، غير أن منسوب الغزارة يصل إلى 200 م3/بالثانية، بل أقل، فيما وضعه الطبيعي لا بدّ أن يكون500 م3، وما نواجهه من مشاكل الانخفاض سببه توقف بعمل المحطات، إضافةً لمحركات ري الجمعيات الفلاحية، ومضخات ري القطاعات الحكوميّة، وكل الجهات المُرتبطة بحل تلك المشاكل لتأمين عمل تلك الجهات، هو قلة آليات العمل من بواكر، وسواها، بل نضطر لاستعارة هذا آليات كهذه لفتح مجارٍ بمستوى الانخفاض، لغرض استمرارية ضخ المياه، والأمر كما أسلفنا يتعلق بعمل محطات مياه الشرب، والري .
يُذكر أن فرع المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي، أعاد تشغيل 73 محطة مياه، ووضعها بالخدمة في عموم مناطق المحافظة منذ تحريرها من سيطرة تنظيم “د* ا * ع * ش” الإرهابي .

اقرأ أيضاً:

ملف «تشرين».. انقطاعات تصل لأسبوعين.. غياب متلازمة المياه والكهرباء يفاقم معاناة مياه الشرب في اللاذقية

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار