هل الأرض بحاجة إلى الإنسان؟

يقول أعضاء فريق دولي من العلماء في منظمة «لجنة الأرض «Earth Commission»” إننا لم نصل إلى الأرض من مكان بعيد، لقد ولدتنا الطبيعة، لذلك ربما كانت لديها خطة لنا. فلنتحدث مع الطبيعة ونتفق معها.
وتعمل لجنة الأرض، وهي منظمة دولية، على تقييم صحة الكوكب، كما لو كان شخصاً وتتم دراسة الصحة في ثمانية أبعاد هي: المناخ، ومياه الشرب، والمغذيات النباتية، ونوعية الهواء، وصحة الكائنات الحية، وحالة الأنهار الجليدية، وخصوبة التربة، وتأثيرات الاحتباس الحراري.
واتضح أنه في عام واحد فقط مرضت الأرض من جميع النواحي، والإنسان هو المسؤول الوحيد، وتقول المنظمة: عندما يصبح الأمر سيئاً حقاً، سنبلغكم، وهذا يعني أنه لم يعد من الممكن مساعدة الكوكب.
وعلى الرغم من كل ذلك دعونا نفكر في هذا التناقض. الأرض مريضة، أليس كذلك؟ والإنسان مذنب -أليس كذلك؟- حتى الآن يبدو كل شيء منطقياً، لكن في الواقع هذا الأمر غير منطقي، لأنه لا يتم تقييم صحة الكوكب، وكل شيء فيه على ما يرام، بل يتم تقييم مدى ملاءمة بيئة الأرض لعيش الإنسان، وهذا استبدال كبير للمفاهيم، فلنلقِ نظرة على الاحتباس الحراري.
هناك كمية هائلة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتأثير الدفيئة آخذ في الازدياد، ودرجة حرارة الكوكب آخذة في الارتفاع، والأنهار الجليدية تذوب، من هو المذنب؟ بالطبع الإنسان مذنب، لأنه استقر في الأماكن الاستوائية، والآن سيكون الجو حاراً جداً هناك، ولأنه أنشأ مدناً على ساحل البحر، وسيرتفع منسوب البحر، لكن هل هذا سيئ بالنسبة للأرض؟، في الواقع، الأرض باردة بشكل غير طبيعي في الوقت الحالي، فقد كانت درجة الحرارة في معظم الوقت الجيولوجي في منطقة موسكو مثلاً 30-40 درجة فوق الصفر.. هذه هي درجة الحرارة الطبيعية للأرض. بالطبع، كان مستوى ثاني أكسيد الكربون أعلى أيضاً، وهو أمر جيد بالفعل للنباتات التي تتنفسه، والأنهار الجليدية في القارة القطبية الجنوبية.. هي بالتأكيد بحاجة إلى الطبيعة، إذ كانت القارة القطبية الجنوبية في الأساس خضراء وأصبحت جليدية مؤخراً نسبياً.
هناك جيولوجيون جادون يقولون: إن الطبيعة تطلق ثاني أكسيد الكربون على أيدي البشر، لأن المحيط الحيوي يحتاج إليه، وسيكون الإنسان منفذاً لخطة الطبيعة ولو كان ذلك ليس في مصلحته.
وهناك مثال آخر، وهو ماء الشرب. لقد قام الإنسان بتربية كمية هائلة من الماشية من أجل إطعام نفسه، ولم يكن هناك ما يكفي من مياه الشرب، فما هو لب المشكلة؟ عدم كفاية الماء؟ أو الكثير من الماشية؟ بالطبع، أنشطتنا الزراعية منحرفة ومبالغ فيها، ولا يحتاج المحيط الحيوي إلى الكثير من الحيوانات الأليفة، لكن الطبيعة تتعافى عن طريق إزالة الماء وإخفائه في مكان ما في جوفها، في محاولة للتخلص من الماشية.
لذلك، ربما من الضروري عدم اختراع نوع من المعدلات لصحة الكوكب ودق ناقوس الخطر، لكن من الضروري دراسة الطبيعة الأم بعناية أكبر. وربما ستقدم لك الإجابة الصحيحة، أننا لم نصل إلى الكوكب من أي مكان بعيد، وقد ولدتنا الطبيعة.. لذلك كانت لديها خطة لنا.. فلنتحدث إلى الطبيعة وسنصل إلى اتفاق.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
نادي بردى يحرز 8 ذهبيات في البطولة الدولية الأولى بلعبة "الباجوت" القتالية إصابة أربعة مواطنين بانفجار لغم من مخلفات الإرهاب بدير الزور 5.8 مليارات ليرة تعويضات مزارعي التفاح بسبب البرَد في حمص 10 مهن مهددة بالاندثار بسبب الذكاء الاصطناعي.. منها الإنتاج والإعلام والنقل والصحة والقانون والتكنولوجيا من باب تشجيع المزارعين.. هل تتسوق «الأعلاف» الذرة الصفراء من زارعيها بدلاً من استيرادها بالقطع الأجنبي أو عن طريق التجار؟ الضفة الغربية تُعيد الصراع إلى جذوره.. تصدٍّ للاحتلال وتصعيد في العمل المقاوم.. الكيان أمام تحدٍّ خطر والكوارث تتفاقم أسعارها أخرجتها من قائمة المأكولات الشعبية.. المعجنات تسجل ارتفاعاً جديداً بحجة أسعار المواد الأولية تجفيف الخضار.. خيار ربّة المنزل لمؤونة الشتاء في ظل الانقطاع الطويل للكهرباء اليوم بدء صرف المستحقات المالية للمزارعين المتضررين في طرطوس ضمن إجراءات تحويله إلى مشفى.. «صحة الحسكة» تستعد للبدء بإعادة تأهيل الطابق الثالث في المركز الطبي بالمدينة