افتحوا دفاتركم!!

لا نعلم إن كان حالنا سيبقى مثل الفقير الذي سأل عرّافاً ذات يوم إلى متى سيبقى فقيراً؟ فأجابه العرّاف: عشر سنين.. فسأله الفقير بلهفة وفرح: وماذا سيحدث بعد ذلك؟ فقال له العراف ستعتاد فقرك!!
حكايتنا باتت مريرة وطويلة مع الحصار ولم نعتد فيها على الفقر والأزمات المعيشية وتحكّم التجار والصبر على نار الغلاء، وكل ذلك يمضي وسط وعود بانفراجات، وكلام بحلّ أزمات من دون جدوى؟
المواطن يترقب كل يوم الاجتماعات التنفيذية هنا وهناك ربما يأتيه الفرج، ويسمع عن مطالبات لأعضاء مجلس الشعب بعضها يأتي تحت عناوين ساخنة، ولكن الحقيقة أن ذلك الترقب يصبح وهماً مع غياب المعلومات وحضور التكهنات، ولندخل في العمق قليلاً ونسأل: هل ما يحدث من أزمات يندرج تحت بند التقصير بعيداً عن الحصار؟ وهل لسوء الإدارة والتدبير صلةً بتلك الاختناقات المعيشية والارتفاعات السعرية المجنونة وغير المبررة ؟
هل يكفينا فعلاً أن تبادر الجهات المعنية بمعيشة الناس للإعلان أنها قلباً وقالباً مع المواطن من دون تحرك مثمرعلى أرض الواقع؟ وهل العمل معياره الرسم بالكلمات والتصريحات؟ ألم تكتفِ تلك الجهات وفي كل اجتماع من تكرار المقولة الشهيرة “استعراض الصعوبات وتذليل المعوقات والوعود بحلول.. لا ترى النور “!!
حتى الحديث عن تحسين الرواتب والأجور وتخفيض الأسعار ودعم الفقراء، لا يزال ركناً أساسياً في كل اجتماع أو تصريح ومعها يبقى المواطن قيد انتظار وترقب من دون طحين يتناثر على فقره، ويعاد تدوير المشكلات من دون البحث عن الأسباب والحلول!
ليفتح كل رجل تنفيذي دفتره ويراجع كل ما صدر من قرارات وتصريحات، ولينظر كيف تتهاوى معيشة الناس، وما يرافقها من نقص في الخدمات و أزمات، وخاصة أن ما يفصلنا عن الشهر الكريم أيام قليلة، فكيف سيمضي الشهر، والأسعار زادت في طنبور المواطن الذي لا يملك سوى راتبه نغماً حزيناً؟
ما نحتاجه فعلاً سد الفجوة بين الراتب والأسواق، ما نحتاجه عدالة في الأجور وتأمين أبسط متطلبات العيش الكريم، والعمل بنية صادقة، والتفكير ألف مرة قبل صدور قرارات لا تكون في مصلحة من أتعبهم الفقر والحاجة!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار